الكاتب نزار الجليدي

إنتخابات الرئاسية الفرنسية فى دورها الأول | دون مفاجآت..لكن توقعات بحدوثها في الدور الثاني

الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية دون مفاجآت.لكن المفاجأة الأكبر قد تحدث في الدور الثاني

بقلم | نزار الجليدي 

دون مفاجآت ومثلما أشرنا إلى ذلك في عديد المقالات وأكّدته نوايا التصويت مرّ المترشّحين إيمانويل ماكرون و ماري لوبان الى الدّور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستنظّم في 24أفريل.
والهامش بين المترشحين يعتبر كبيرا في مثل هذا الدور المتقدّم لصالح ماكرون حيث استقرّ على (28.5 بالمئة) مقابل (23.6 بالمئة) لماري لوبان.ليجد المترشحان نفسيهما للمرة الثاني في نهائي الوصول الى الايليزيه.
و بالرجوع لانتخابات 2017 فقد تصدر مرشح حركة “السير إلى الأمام” ماكرون نتائج الدور الأول بحصوله على 23.75% من أصوات الناخبين الفرنسيين. في حين احتلت منافسته مرشحة الجبهة الوطنية المركز الثاني بحصولها على 21.53%.
وقد حسم ماكرون حينها الدور الثاني بحصوله على نسبة 66.06% من الأصوات وخسرتها لوبان التي حصلت على مانسبته 33.94 من الأصوات .
أماّ نسبة المشاركة في الانتخابات لهذا العام فقد بلغت 66بالمائة وهي أضعف بكثير من نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 و التي بلغت 78% في دورها الأول.
وبحسب ما تقدّم من أرقام فان الرئيس المنتهية ولايته يبدو في طريق مفتوح لولاية ثانية لرئاسة فرنسا متجاوزا بذلك سلفيه فرانسوا هولاند و نيكولا ساركوزي اللذين فشلا في اقناع الناخبين الفرنسيين في إعادة انتخابهما لولاية ثانية .
وهذه النقطة بالذات قد تشكّل حاجزا نفسيا عند ماكرون اذ يخشى من المزاج الانتخابي الفرنسي و ربّما يتجه من لم ينتخبه في الدور الأول الى انتخاب ماري لوبان بعدما انتعشت حظوظها في الرئاسة وهي تخاطب كل الفرنسيين اليوم .
حيث قالت في كلمة تعليقها على ترشحها للدور الثاني أنها ستكون رئيسة كل الفرنسيين وفيهم شق كبير من غير الأصول الفرنسية التي تحاربهم وتتوعّدهم لوبان في خطاباتها .ولو تنجح اليمينية المتطرفة في اقناع هؤلاء بالتصويت لها فستحقق مفاجأة كبرى و تكذّب كل دراسات سبر الآراء التي تقدّم عنها ماكرون.كما أنها تحظى بدعم كل اليمين المتطرف حيث ناشد إيريك زمور، مرشح حزب “الاسترداد”، ناخبيه انتخاب لوبان.
أما في الجهة المقابلة فقد دعا مرشحو حزب “الجمهوريون” اليميني، وحزب الخضر، والحزب الشيوعي، والحزب الاشتراكي للتصويت لإيمانويل ماكرون.

لكن التصريح الاكثر وضوحا وجرأة فكان من مرشح فرنسا الأبية، جان لوك ميلنشون،الذي قال ” لا تعطوا صوتا واحدا لمارين لوبان.”
وتباينت كلمتي المترشحين للدور الثاني من الرئاسة حيث أراد ماكرون أن يظهر بثوب المترشح الفرنسي بعباءة أوروبية.
وقد ركّز في كلمته على هذه الناحية حيث أكد أنه سيقوم بتطبيق برنامجه “للانفتاح والاستقلال الأوروبي”، الذي دافع عنه بشكل دائم.
كما شدد على أن انتخابات الجولة الثانية ستكون “حاسمة” لفرنسا وأوروبا.في اشارة الى دوره الحالي و المقبل في الحرب الروسية الأوكرانية باعتباره المفاوض الرسمي للرئيس بوتين.
في حين ركّزت لوبان على خطابها الشعبوي قائلة إنها وحدها من يمكنها حماية الضعفاء وتوحيد أمة سئمت نخبتها مشدّدة على أن جولة الإعادة “ستكون اختيار حضارة”.
الدور الثاني من الانتخابات الفرنسية ووفقا لاستطلاعات الرأي سيكون دون مفاجآت أيضا بحصول ماكرون على 51 في المئة مقابل 49 في المئة للوبان.
وهي نسبة غير مريحة بالمرة لماكرون وقد تحدث المفاجأة الكبرى المزلزلة لا لفرنسا فحسب و انما لكل أوروبا وذلك بفوز ماري لوبان بحلم حكم فرنسا على طريقتها وهو الحلم الذي طاردته في ثلاث انتخابات رئاسية.

  • كاتب ومحلل سياسي.باريس

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

لماذا أنا مُلحد؟ إهداء لأعضاء فرقة تكوين! . .

بقلم : يحي سلامة (لماذا أنا ملحد ) لماذا أنا مُلحد هو عنوان الكتاب الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *