في الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت.. لماذا تأخر إصلاحه حتى الآن؟!
شهد يوم الجمعة الماضي، 4 أغسطس/ آب، 2023،حلول الذكرى السنوية الثالثة لانفجار مرفأ بيروت؛ ورغم مرور ثلاث سنوات، وحتى الآن؛ لم تتم عملية إعادة إعمار المرفأ البالغ الأهمية!!
«متابعات» – مكتب القاهرة | عباس الصهبي
يضم المرفأ جزأين: أحدهما لم يتضرر، وهو عبارة عن محطة للحاويات، أما الجزء الثاني، فهو الذي حدث فيه الانفجار المروِّع؛ ويشمل الموقع الذي سقط فيه الضحايا (شهد مصرع أكثر من 200 شخص)، ويضم مبنى المرفأ، وصوامع القمح!
عروض.. أم مجرد إعلان نوايا؟!
ورغم سباق “العروض العالمية” لإعادة الإعمار من كلٍّ من: روسيا، والصين، وتركيا، وفرنسا، وألمانيا، ما يدل على أهمية المرفأ محلياً ودولياً؛ إلا أن الحكومة اللبنانية ما زالت تؤكد أن هذه العروض لا تتجاوز في قيمتها العملية الواقعية مجرد “إعلان نوايا” من هذه الدول، خاصةً في ظل وجود الكثير من العقبات!
غير أن مراقبين كثيرين يرون أن مسألة البطء في إعادة إعمار مرفأ بيروت ترتبط بالمسار الاقتصادي البطيء، وكذلك بالمسار السياسي المتعثِّر؛ نظراً لتأثيرهما الكبير على إمكانية حدوث الإعمار المرتجى!
ومن أهم وأصعب هذه العقبات؛ يقف “صندوق النقد الدولي”، كحجر عثرة؛ باشتراطه على لبنان تنفيذ إصلاحات قبل التعاون معه في إعادة إعمار مرفأ بيروت!!
القرار السياسي.. ضروري!
وتشدد العديد من التقارير الدولية الموثَّقة على أن إعادة الإعمار” قرار سياسي” بالدرجة الأولى، فالميناء بموقعه الضخم (مساحته مليون و300 ألف متر) يجسد واجهة بيروت البحرية، والجزء المتضرر يتصل بجزأين: محطة الحاويات التي لم تتضرر، وإن كانت تحتاج إلى مزيد من التطوير المعماري، أما الجزء الثاني، والذي سقط فيه الضحايا، فيضم مبنى المرفأ وصوامع القمح؛ لذا فإن أي تفكير في إعادة إعماره يجب أن يتمحور حول الهوية والوظائف الجديدة التي اكتسبها بعد أن أصبحت له رمزية خاصة، فهناك رفات ضحايا الانفجار تستحق الاحترام.
وهنا يوجد تناقض واسع في الرؤى بشأن شكل إعادة الإعمار، فالبعض يرى أن البعد الاقتصادي يمثل البعد الوحيد في تأهيل المرفأ، أما الآخرون ممن ينتمون إلى مجموعات مدنية، ومهنية، وجمعيات معنية بتنظيم المدن، وبعض النقابات؛ فإن لديهم وجهة نظر ثانية؛ وينادون بأن المرفأ لا يمكن اعتباره فقط مجرد موقع اقتصادي لعبور السلع!!
فمتى يتم تجاوز كل هذه العقبات، والتوفيق بين أصحاب الآراء المختلفة؛ ليبدأ إعمار المرفأ المنكوب قبل حلول مزيد من السنوات؟!