القائمة

لماذا أنا مُلحد؟ إهداء لأعضاء فرقة تكوين! . .

غرفة الأخبار 7 أشهر مضت 0 3.7 ألف

بقلم : يحي سلامة
(لماذا أنا ملحد ) لماذا أنا مُلحد هو عنوان الكتاب الذي ألفه ونشره إسماعيل أدهم في ثلاثينيات القرن الماضي تناول فيه فكرته عن الإلحاد وكيف أنه اطمئن إلي إلحاده وكان هذا الكتاب رد علي بحث منشور للشاعر والمفكر أحمد زكي أبو شادي بعنوان (الألوهية ) ليرد بدوره العلامة محمد فريد وجدي علي كتاب اسماعيل أدهم بكتاب ( لماذا أنا مؤمن ) وانتهي هذا السجال الفكري بانتحار إسماعيل أدهم بعد أن أصيب بالاكتئاب ليكون أول ملحد مصري تبني نظرية المصادفة التي نشأ علي أساسها الكون .
هذا السجال الفكري سبقه بسنوات قليلة الصدمة التي أحدثها الدكتور طه حسين عندما أصدر كتابه (في الشعر الجاهلي ) في أواخر العشرينيات من القرن الماضي لتقوم ضده معركة فكرية مازالت تتردد أصداءها حتي اليوم .
وبعد إسماعيل أدهم والدكتور طه حسين شهدت أوائل التسعينيات معركتين فكرتين علي جانب كبير من الأهمية وهما علي الترتيب الزمني المناظرة الشهيرة بين الكاتب فرج فودة والشيخ الراحل محمد الغزالي في عام 1992 التي تم علي أثرها اغتيال فرج فوده علي يد بعض المنتسبين للجماعات الإسلامية وقتها وبعدها بعامين كانت أزمة الدكتور نصر حامد أبو زيد وقضيته الشهيرة التي انتهت وقتها بصدور حكم نهائي من المحكمة بالتفريق بينه وبين زوجته استنادا علي ما جاء في كتبه وأبحاثه من أقوال ثبتت للمحكمة وقتها أن من يقول بها خارج عن ملة الإسلام فاطمأنت لذلك وأ صدرت حكمها بالتفرق

وإلي جانب هذه المعارك السابقة نضيف المعركة والسجال الفكري الذي أحدثهما الشيخ علي عبد الرازق بكتابه المثير للجدل (الإسلام وأصول الحكم ) وكتاب الدكتور لويس عوض (مقدمة في فقه اللغة العربية) ليسجل القرن الماضي من بدايته إلي نهايته أنه قرن المعارك والسجالات الفكرية وحوار الفكر بالفكر ( وإن كان للإنصاف أخذ هذا الحوار الإنحراف نحو ساحات المحاكم تارة والاحتكام للسلاح والإغتيال تارة أخري لأسباب معروفة للجميع ).
وباستثناء ساحات المحاكم في كتاب علي عبد الرازق ونصر حامد أبو زيد وساحة الإغتيال لفرج فوده جرت باقي المعارك الفكرية في ساحات الجامعات وصفحات الجرائد والمجلات الثقافية والفكرية.

ومن هنا أبدأ المقال وبيان الغرض منه فهذه الأسماء المشار إليها قدمت فكرا وإجتهادا إستحق النظر فيه والرد عليه وتفنيده من المتخصصين الأكاديميين والمفكرين والمثقفين .فمثلا إسماعيل أدهم قدم فكره عن الإلحاد بعد عودته من دراسة الدكتوراة في روسيا وتأثره بالثورة البلشفية والأفكار الإلحادية في هذا الوقت وهو مانلمحه في فكر فرج فودة (مع إختلافات في التفاصيل ) الذي تبني الفكر العلماني والفصل التام بين الدين والدولة واعتبار الدين مسألة شخصية تخص الأشخاص ولا دخل للمجتمع أو الدولة بها فالدولة لا تمنع التدين أو الإلحاد وفي نفس الوقت لا تشجع الدين ولا يجب عليها أن تتطرق في دستورها وقوانينها للدين من الأساس حسب وجهة نظره .
ويمكن وضع علي عبد الرازق ودكتور طه حسين ودكتور لويس عوض ودكتور نصر حامد ابو زيد جميعا في إطار الإجتهاد والبحث الأكاديمي الذي يصيب ويخطئ وإن كان قد جانبهم الصواب فقد إعتذر علي عبد الرازق عن كتابه (الإسلام وأصول الحكم ) واعتذر كذلك الدكتور طه حسين عن كتابه ( في الشعر الجاهلي ) وتراجع في مرحلة متقدمة من عمره عن الأراء التي جاءت في الكتاب بينما أصر أبو زيد وعوض علي أفكارهما ولم يعتذرا .
لأقول في الأخير أن من يقدم فكرا ويطرح قضايا وأراء مثيرة للجدل والعصف الذهني أيا كان اتفاقنا أو اختلافنا حولها سيواجه حتما بالفكر والأدلة العقلية والنقلية تمامًا كما حدث في الماضي مع تلك النماذج التي أوردتها.
أما من ينطلق من الخواء والفقر الفكري والمعرفي طلبا للشهرة ولإثبات الحضور ولفت الأنظار فهؤلاء لا يستحقون عناء الرد حتي بالكتابة علي وسائل التواصل الإجتماعي.
وأهدي هذا المقال لأعضاء فرقة ( تكوين ) وأقول لهم أين أنتم من هذه الأسماء والمؤلفات التي أثارت معارك فكرية حقيقية فبرغم اختلافنا معهم إلا أنهم كانوا مفكرين وأكاديميين ودارسين وواعين لما يقولوه ويكتبوه ولم يقعوا في فخ التعميم والتسطيح وإطلاق الكلام علي عواهنه بلا ضابط ولا رابط فأعضاء هذا الفريق لا يستحقون دعوتهم لمناظرات أو كتيبة من الباحثين للرد عليهم فجميعهم بلا إستثناء لم يقدموا فكرا أو رؤي يعتد بها تستحق عناء الرد.
حتي الإلحاد والخروج علي ثوابت الدين وحقائق التاريخ واللغة وثوابت المجتمع تحتاج من صاحبها التسلح بالعلم والمعرفة والثقافة التي أراهم جميعا مفتقرين إليها فهم يتكلمون فيما لم يقرأوا عنه أو تعلموه
لتبقي أراءهم أراء فردية تخص أصحابها ومهما بلغت من غرابتها فهي في الأخير لاترقي لمستوي الفكر أو الرؤية التي نتحلق حولها لمناقشتها ومواجهتها بالفكر

كتب بواسطة

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *