البروفيسور حنان صبحي عبيد | كيف تصبح جَامِعَتنا إنتاجية 

الجامعة تثري المعارف وتطور التقنيات وتهيئ الكفاءات مستفيدة من التراكم العلمي الإنساني في مختلف المجالات العلمية، السياحية والإدارية والتقنية، وتمثل المؤسسة الأكاديمية العلمية التي تقع في قمة السلم التربوي في المجتمع، ومركزاً مهما للعلم والمعرفة ومجالًا واسعا للبحث والتقصي .

تايم نيوز أوروبا بالعربي | حنان صبحي

فالجامعة لها سمات تميزها عن غيرها بكونها منظمة متعددة الأبعاد والاتجاهات ، وتقوم الجامعات بوظائف متعددة منها إعداد الفرد من الناحية المهنية والمعرفية لان المجتمع الجامعي عبارة عن مجموعة مجتمعات يجمعها البحث العلمي ، فضلاً عن قيامها بالأبحاث العلمية الرصينة التي تساهم في تطوير الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع ،كما تساهم الجامعة بإعداد الباحثين المؤهلين للقيام بهذه الابحاث، فضلاً عما تقدم فالتدريس من الوظائف المهمة للجامعة، لكنه ليس الهدف الرئيس والاساس للجامعة. وتأسيسا على ما تقدم فان للجامعات في العالم وظائف متعددة وهذه الوظائف تختلف بحسب درجة الدولة في سلم التطور ، فبعض الجامعات يقتصر دورها على التدريس ومنح الشهادات العلمية ، وهناك جامعات تكرس كل طاقاتها لخدمة المجتمع والمشاركة الفعالة في صناعة قراراته المصيرية. ولكي يتحقق النجاح المنشود للجامعة لابد لها ان تنزل الى المجتمع وتلامس مشاكله.لذلك أصبحت عملية توثيق العلاقة بين الجامعة والمجتمع مطلب أساسي للتخطيط السليم والتنمية المستدامة في قطاع السياحة ، إذ يعد دخول الجامعة الى معترك الحياة، البداية الحقيقية على الطريق السليم لإحداث النمو الشامل والتنمية الحقيقية والعلمية التي تسعى لها المجتمعات ،كما إن صلة الجامعة ببيئتها السياحية تتحدد من خلال ما تقدمه من قدرات متخصصة وقادرة على الإسهام في تنمية البيئة السياحية، وعبر ما تقدمه من أفكار علمية ومنجزات فنية توفر شروط التقدم التكنولوجي للبيئة وتنميتها.

فالخريجون يمثلون إضافة نوعية وكمية للشريحة المثقفة، ويعد ذلك إسهاما في رفع المستوى الثقافي، وهذا يعني زيادة القدرة على تحسين إنتاجية العمل لكافة منظماته، كل هذا يعني أن الجامعة بمخرجاتها تمثل إسهاما تنمويا بكامل أبعاده السياحية والاعلامية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية الحالية لا تزال بصفة عامة عاجزة عن بناء علاقة تفاعلية قوية مع مجتمعها السياحي وهى تعيش في عزلة إعلامية تامة، وتشكل عبئا على ميزانية الدولة ولا تظهر أي اهتمام لمشاكل المجتمع وقضاياه السياحية، كما ان مؤسسات الدولة ودوائرها لا تتجه صوب تفعيل العلاقة مع الجامعة بل تتركها تعيش في قصرها العاجي في دوامة التنظير مبتعدة عن التطبيق الفعلي والحقيقي،

كما ان بعض بحوثها التطبيقية تبقى أسيرة الرفوف . وهذا الأنموذج يمثل الحالة الأسوأ التي يمكن ان تكون عليها الجامعة. وقد أوضحت التجارب في الدول النامية خلال المراحل الزمنية السابقة نماذج من التخبط والتأرجـح في سياستها الداخلية والخارجية ، فضلاً عن ان تلك السياسات كانت بمعزل عن البعد الجماهيري إعلاميا، وهي على الأغلب قرارات عشوائية متخبطة تلتمس طريقها وسط ظلام دامس، كما أصبحت الجامعات في تلك الدول مجرد مؤسسات لمنح الشهادات وتخريج أعداد هائلة من الطلبة، وهي مؤسسات تكاد تكون منغلقة على نفسها تمثل عبئا إضافيا على الميزانية العامة للدولة.

وتمتاز الجامعات الحالية بالآتي:-
1- غياب مفهوم الجامعة المنتجة سياحيا في الدول العربية، لذلك فهي تعتمد في ميزانيتها على دعم الحكومات ، وهي بذلك تشكل عبئا تتحمله الدولة.
2- الهدف الاساس للجامعات هو التدريس والاهتمام بالجانب الأكاديمي على حساب الجانب التطبيقي، وبهذا تحولت الجامعات العربية الى حلقة يدخلها الطالب بعد المرحلة الثانوية ليتخرج ويكون بعدها مؤهلا لدخول سوق العمل بعيدا عن البحث العلمي ومواكبة التطورات العالمية وخدمة المجتمع.
3- عدم الاهتمام بالخطط الاستراتيجية للجامعات وهي إن وجدت لاتلبي احتياجات الجامعات وحاجات المجتمع.
4- ارتباط تنفيذ البحث العلمي بالجامعات ببرامج بعدة كل البعد عن التخطيط الإستراتيجي، وتهدف بالأساس إلى مساعدة الباحثين في الترقي بالدرجات الأكاديمية، ولا يعكس تصميم الأبحاث الجارية احتياجات المجتمع ، وحل مشاكله.
5- عدم الاهتمام بإجراء بحوث تطبيقية تعالج المشكلات ووتلبي جاجات وتطلعات المجتمع ، واغلب البحوث تكتب لاغراض الترقية العلمية بما يعود بالفائدة على الباحث والباحث يفكر بنفس الطريقة التي يفكر بها كل مواطن لتوفير حياه كريمة وسكن ملائم ومتطلبات الحياة الاخرى ، ويعتبر ذلك من احد اهم التحديات التي تواجه البحث العلمي ، فالباحث يجب ان يكون اهتمامه منصب فقط على العلم لا لقمة العيش .
6- اعتماد الجامعات على الحكومات لاغراض ميزانيتها ، فضلاً عن الهبات .
7- عدم ارتباط المناهج التعليمية والتدريبية بحاجة سوق العمل ومشاكله ومعوقاته ، والاكتفاء بالجانب النظري دون التطبيقي في المنهج التعليمي.
8- اتجاه الجامعات إلى استيراد التكنولوجيا الجاهزة من الخارج.
9- عدم وجود برامج وخطط محددة ومنتظمة بمراكز البحوث بالجامعات، تقوم على أسس علمية للبحث والتطوير في ضوء الاحتياجات الفعلية لمنشآت القطاع الخاص.

وفي الختام فإن الجامعات في الدول المتقدمة تتصف بتأدية وظائف متعددة، فهي بحق مركز إشعاع علمي وثقافي وحضاري وسياحي وإعلامي ومعين لا ينضب من البحوث التطبيقية ، وقد ساهمت في وضع الحلول المناسبة للعديد من المشاكل السياحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية . فضلاً عن مسالة التعاقد مع القطاع الخاص في القيام بالأبحاث اللازمة التي تهدف الى تنمية القطاعات السياحية الإنتاجية المختلفة ، وتركز البحوث على المشكلات العاجلة والملحة، على اعتبار ان البحث العلمي ركناً أساسيا ورئيسياً من أركان الجامعة, كما نجد ان هذه الجامعات تقدم النصح والمشورة الى متخذي القرار والساسة ليصبح القرار ذو صبغة جماهيرية تتحقق منه أعظم فائدة. ولقد أصبحت الجامعات في العالم المتقدم مؤسسات إنتاجية تقدم العطاء والمعرفة في آن واحد.

REFERENCES:

-Obaid, Hanan.(2018).Developing Strategic Guide of Administrative in Educational For Higher Education in Jordan ,UJ DIRASAT JOURNALS,(VOL:45),(ISSUE:4/1), PP:682-696.

Obaid, Hanan.(2021) ,Strategic planning for time management in light of the dominance of social networking sites on the human thought of higher education students ,HUMAN GOIDI AMERICAN JOURNA, ISSUE:4), PP:17-37.
Obaid Hanan. (2021) . Authoring by ADMINISTRATIVE GUIDE FOR STRATEGIC PLANNING TO HIGHER EDUCATION IN JORDAN, Publishing Wael Dar: Amman / Jordan.

Obaid, Hanan. Alzeyyadi Husien, (2022). Authoring by Planning, Geography and Development / Wael Publishing House / Jordan

عن Linda Sleem

شاهد أيضاً

سعيد السبكي أضاف لموهبته في الصحافة والأدب مجال «الإرشاد النفسي»؟!

سعيد السبكي.. لماذا أضاف لموهبته في الصحافة والأدب إضافة جديدة بمجال «الإرشاد النفسي»؟! “سعادته الخاصة” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *