المرء سيد نفسه..

تايم نيوز أوروبا بالعربي|شوقي سراج الدين

يتمنى المرء  يوصل لمرحلة يكون فيها سيد نفسه وقوي عليها زي ما كان الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم .. ولو حتى قريب منهم شوية ،

أبسط مثال سيدنا عمر عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، صعد إلى المنبر ونادى في الناس :
“الصّلاة جامعة” فتجمع الناس.

فقال: ” يا أيها الناس كنت صغيراً أرعى الغنم لأهل مكة، فكنتُ آخذ الغنم فأسقيها وأحلبها وأنظف من تحتها ويعطونني أجري على حفنة من التمر، يضعونها بين يدي فإن كنتم لا تعلمون أني كنت أفعل ذلك فاعلموا ”
ثم نزل من المنبر..

فقال له سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- : يا أمير المؤمنين والله ما أراك إلا أهنت نفسك بهذا الحديث!

فقال: ذلك ما أردتُ
حدثتني نفسي أني أمير المؤمنين فأردت أن أؤدبها وأعرّفها بقدرها.

شايف التعبير ، أراد رضي الله عنه أن يؤدب نفسه ويعرفها قدرها ، وإحنا أنفسنا سطوتها عالية علينا أوي ، هي سبب همومنا بطمعها في الدنيا وخوفها على الرزق ، وهي سبب ذنوبنا بأهوائها وشهواتها ..

النفس هي مربط الفرس وتروضيها هو مفتاح الجنة ، ” وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ”

لأجل ذلك الله عز وجل قالنا في القران الكريم بعد ما أقسم بالشمس وضحها ، حتى قوله تعالى : “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ” ، فكان جواب القسم : ” قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ”
كلام الله عز وجل حق بدون أقسام ، فما بالك بكلام أقسم عليه الله ﷻ ..

لايجب أن تكون حياتنا في الدنيا دي من غير ما نُلقي بالنا لأنفسنا ونزكيها ، نعلي من تقواها بالحفاظ على الصلاة والمداومة على تدبر القرءان ،

اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها يارب ، أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها .. اللهم امين.