فضيحة..«قديمة| جديدة».. لإسرائيل:هكذا.. قتل «الموساد» شهيد المغرب “بوشيخي” على سبيل الخطأ.. بأوامر “جولدا مائير”!
_____
قد لا يتذكر أحد من جيل العرب الحالي الراحلة “جولدامائير” رئيسة وزراء إسرائيل التي أقرَّت مشروع وزير دفاعها “ديان” لتنفيذ نكسة 1967؛ ولم يَقٰضِ على غرور “عرشها المتمدد” إلا أبطال “جيش السادات” بعبورهم العظيم عام 1973!
كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي
كشفت ال”بي بي سي” مؤخراً، وفي ذكرى مرور 51 عاماً على نفس يوم وقوع المؤامرة في 21 يوليو/تموز 1973؛ عن “وثائق بريطانية” أزاحت الستار لمزيد من أسرار قتل فرقة اغتيالات إسرائيلية للشهيد المغربي الشاب أحمد بوشيخي!
«غضب الرب» بأوامر..«جولدا»!
كانت قد وقعت أحداث الاغتيال الغادر ببلدة “ليلهامر” الهادئة، في النرويج (تبعد حوالي 135 كيلومتراً فقط من العاصمة أوسلو)؛ حيث ارتكب “الموساد” جريمة بشعة؛ عَرَّضته لفضيحة كبرى أثارت في حينها الانزعاج بأرجاء أوروبا بسبب “عمليات انتقام إرهابية” إسرائيلية من النشطاء العرب في دول القارة؛ حيث كانت قد تشكلت “فرقة للاغتيالات” لتنفيذ سلسلة عمليات استخباراتية أُطلق عليها “غضب الرب”، بأوامر من جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل!
وقد قتلت فرقة الاغتيالات الشاب المغربي أحمد بوشيخي (30 عاماً)، وكان يعمل “نادل” (جرسون) بأحد مطاعم البلدة النرويجية الصغيرة الهادئة؛ بإطلاق 14 رصاصة عليه، أمام زوجته الحامل فور خروجهما من إحدى دور السينما لتشابه ملامحه مع الناشط الفلسطيني “حسن سلامة”، القيادي بمنظمة “أيلول الأسود” الفلسطينية، والذي وصفته أجهزة استخبارات إسرائيل وقتها ب«الأمير الأحمر»، باعتباره العقل المدبر للعملية التي هزَّت العالم وتمخضت عن مقتل 11 رياضياً إسرائيلياً في دورة ميونيخ للألعاب الأوليمبية؛ بأوائل سبتمبر/ أيلول 1972!
“فضيحة بجلاجل” تعم.. أوروبا!
وقد ألقت العملية الفاشلة في وليهامر بظلالها القاتمة على العلاقات الجيدة بين إسرائيل والنرويج، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا، وبريطانيا؛ فتؤكد الوثائق أن أعضاء فرقة الاغتيالات الإسرائيلية تمَّ اعتقالهم ما عدا اثنين اختبأا في شقة مسئول أمن سفارة إسرائيل في العاصمة النرويجية؛ لكن الشرطة النرويجية اقتحمت الشقة وقبضت عليهما، قبل أن تطرد الحكومة بعد ذلك مسئول الأمن الإسرائيلي!
وتكشف الوثائق أن إسرائيل احتجت قانونياً، بأنه ليس من حق شرطة النرويج دخول الشقة “لأن صاحبها يتمتع بحصانة دبلوماسية”؛ غير أن النرويج رفضت، حسب الوثائق، حُجة إسرائيل وأبلغتها بأن قانونها الوطني لا يسمح بـ “إساءة استغلال ” الحصانة الدبلوماسية في ارتكاب الجرائم!