قمة المناخ بشرم الشيخ فى يومها الثالث

تغطية خاصة لقمة المناخ | شرم الشيخ “COP27”

شهدت فعاليات اليوم الثالث من مؤتمر قمة المناخ “COP27” إطلاق مشروع للهيدروجين الأخضر وتوقيع عدة اتفاقيات استثمارية في مجال الطاقة المتجددة ومشروعات النقل الصديقة للبيئة في إطار مكافحة ظاهرة التغير المناخي، فضلًا عن إلقاء الضوء على أهمية مبادرة أسواق الكربون التي تعزز التمويل اللازم للعمل المناخي، لاسيما في القارة الأفريقية.

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي برفقة رئيس وزراء النرويج في إطلاق أول مصنع للهيدروجين الأخضر في أفريقيا، والذي يمثل المرحلة الأولى لمشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العين السخنة بقدرة 100 ميجا وات.

وأعلن “السيسي” عن إطلاق منتدى الهيدروجين المتجدد بالتعاون مع بلجيكا، بحيث يكون المنتدى منصة دائمة للدول المنتجة للهيدروجين وتنسيق السياسات بما يساهم فى الانتقال العاجل للاعتماد على الطاقات المتجددة.

وأكد خلال كلمته في جلسة بعنوان: “مستقبل الطاقة” أن المنتدى سيضم كبرى الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين، ورؤساء المنظمات والشركات العاملة بهذا المجال حول العالم، معتبرًا أنه يمثل فرصة مواتية وحقيقية لتحقيق التنمية الاقتصادية المتوافقة مع جهود مواجهة تغير المناخ واتفاق باريس.

وأشار “السيسي” إلى أن الكثير من الدول بدأت اتخاذ خطوات جادة في هذا المجال عبر صياغة سياسات وطنية للهيدروجين، أو عبر وضع أهداف زمنية طموحة للانتقال التدريجي للهيدروجين الأخضر كمصدر رئيسي للطاقة إما عبر الإنتاج المحلي أو الاستيراد من الخارج أو كليهما.

هاري بويد كابنتر

قال هاري بويد كابنتر، العضو المنتدب لاستراتيجية المناخ في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: إن البنك يخطط لمنح مصر تمويلات سنوية بقيمة مليار يورو لتمويل المشروعات الخضراء، لافتًا إلى المفاوضات تجرى بشكل مستمر مع المؤسسات المصرية.

وأضاف كابنتر لصحيفة “البورصة” على هامش قمة المناخ أن البنك يدعم بقوة المشروعات الخضراء، ويمول المشروعات التي تتجاوز نسبة المكون الأخضر فيها نحو 55%”، وأكد أن الهدف الرئيسي للبنك الأوروبي في مؤتمر المناخ 27 cop هو طمأنة الدول لتوافر التمويل، ولاسيما مصر.

وقعت الشركة المصرية لنقل الكهرباء وهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة مذكرة تفاهم مع شركة “سكاتك إيه إس إيه” النرويجية، بشأن تنفيذ مشروع لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح بقدرة 5 جيجاوات.

وبموجب مذكرة التفاهم، يتم السماح للشركة النرويجية ولشركة المشروع، التي سيتم تأسيسها في مصر، بإجراء الدراسات والقياسات الفنية التمهيدية اللازمة لقطعة الأرض التي سيتم تحديدها، لإنشاء مشروع محطة لإنتاج الكهرباء من الرياح، حيث تشمل الدراسات المطلوبة القياسات المناخية، وسرعات الرياح واتجاهاتها، ومواعيد ومسارات هجرة الطيور، ودراسات الأثر البيئي لمحطة طاقة الرياح، وغيرها من الدراسات اللازمة لإتمام دراسة جدوى المشروع.

وفي المقابل تبدأ الشركة المصرية لنقل الكهرباء بعد تسلُّم البيانات والمعلومات والدراسات اللازمة من المستثمر، في إجراء الدراسات الخاصة بربط المشروع على الشبكة القومية للكهرباء، والتوقيع على اتفاق تطوير مشترك للمشروع، واتفاق شراء الطاقة، وأية اتفاقيات يَلزم توقيعها لتنفيذ المشروع.

كما وقعت الهيئة القومية لمترو الأنفاق عقدًا بالأحرف الأولى لإدارة وتشغيل الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع “العين السخنة – الإسكندرية – العلمين – مطروح” مع تحالف شركات “دويتشه بان” الألمانية والسويدي إلكتريك،‏ لمدة 15 سنة قابلة للتجديد لمدة 15 سنة أخرى.

وقال كامل الوزير، وزير النقل، إن مصر ستستفيد من الشركة الألمانية في تشغيل الشبكة بخطوطها الثلاثة، لتقليل مشاكل التداخل بين أكثر من مشغل، من خلال نموذج إدارة وتشغيل جديد نظير الحصول على نسبة من الإيراد، وتم التأكيد على ألا تقل نسبة العمالة المصرية عن 90% من إجمالي عدد العاملين بالشركة.

في الوقت ذاته، وقع هانى سويلم وزير الموارد المائية والري، وآنطون ليس، مدير الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي (AECID) خطاب نوايا للشراكة، كخطوة أولى لإطلاق مشروع بقيمة 670 ألف يورو كمنحة مقدمة من الجانب الإسباني لتحديث منظومة الري في مصر.

ويهدف هذا المشروع لتعزيز ممارسات الري المبتكرة، لمساعدة المزارعين على رفع كفاءة استخدام المياه، وزيادة الإنتاجية المحصولية، وتعزيز الأمن الغذائي بتقنيات ذكية مناخيًا، كما سيدعم المشروع عملية الرقمنة في متابعة منظومة الري لمساعدة المزارعين على الاستخدام الفعال للموارد ، كما يعزز المشروع من التبادل المستمر للمعرفة حول أنظمة الري الإسبانية.

وعلى هامش المؤتمر، التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، مع رجل الأعمال والسياسي الأمريكي الملياردير مايكل بلومبرج، حيث تم مناقشة مقترح عقد مؤتمر ترويج للفرص الاستثمارية بمصر في أبريل أو مايو من العام القادم 2023، والاستفادة من خبرات مؤسسة بلومبرج في الترويج للحدث واستقطاب كبرى الشركات العالمية لحضور المؤتمر المزمع عقده، وفق بيان لرئاسة الوزراء.

كما عقد “مدبولي” اجتماعًا أمس مع الشركاء والرعاة الرئيسيين لقمة المناخ، ودعاهم بشكل رسمي للمشاركة في تحالف القطاع الخاص لدعم قضايا المناخ.

وشهدت القمة إطلاق أجندة شرم الشيخ للتكيُف مع تغير المناخ، بمشاركة سامح شكري وزير الخارجية، وسايمون ستيل السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، والدكتور محمود محيي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية للمؤتمر ونايجل توبينج رائد المناخ للدورة 26 للمؤتمر، وفقا لبيان صحفي.

وأعرب “شكري” خلال الحدث عن التطلع إلى أن تمثل أجندة شرم الشيخ للتكيُف خطوة هامة على صعيد تعزيز عمل المناخ الدولي فيما يتعلق بإجراءات التكيُف وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، مضيفًا أن أجندة شرم الشيخ سوف تُسهم كذلك في تفعيل مبادرات الرئاسة المصرية للمؤتمر حول موضوعات التكيُف، والتي سيتم إطلاقها خلال الفعاليات المختلفة للقمة.

كما أعلنت الأمم المتحدة إطلاق مبادرة أسواق الكربون الأفريقية الجديدة، بهدف تعزيز نمو إنتاج وحدات الكربون وخلق فرص عمل في أفريقيا. وأطلق المبادرة لجنة توجيهية مكونة من 13 عضوًا من مسؤولين أفارقة ومديرين تنفيذيين وخبراء في مجال تداول الكربون، بالتعاون مع التحالف العالمي للطاقة من أجل الناس والكوكب ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، والدكتور محمود محيي الدين.

وتهدف المبادرة إلى توسيع مشاركة أفريقيا بشكل كبير في أسواق الكربون، بإنتاج 300 مليون وحدة كربون سنويًا بحلول عام 2030، و1.5 مليار وحدة كربونية سنويًا بحلول عام 2050، وتوفير 30 مليون وظيفة بحلول عام 2030 وأكثر من 110 ملايين وظيفة بحلول عام 2050.

وقال “محيي الدين” إن مبادرة أسواق الكربون الأفريقية التي نتجت عن تعاون إقليمي بين الدول الأفريقية سوف تساهم في توفير التمويل اللازم للعمل المناخي في مختلف دول القارة، مؤكدًا أنها تتماشى مع الأولويات الخمسة لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين، حيث تحرص الدول الأفريقية على التنفيذ الفعلي للمبادرة من خلال إنشاء أسواق للكربون، وتساهم أسواق الكربون في تنفيذ مختلف أبعاد العمل المناخي بما في ذلك إجراءات التخفيف والتكيف وهو ما يعني أنها تنبع من التوجه الشامل للعمل المناخي.

من المقرر تخصيص يوم 11 نوفمبر الجاري، لانعقاد يوم إزالة الكربون لأول مرة في تاريخ مؤتمرات وقمم المناخ، إذ يتم التركيز على ما تقوم به صناعة البترول والغاز في هذا المجال ومناقشة التحديات الخاصة بذلك والالتزامات والتعهدات وزيادة الطموحات المتعلقة بإزالة الكربون.

ويتحدث خلال يوم الكربون جون كيرى المبعوث الرئاسي الأمريكي للمناخ، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والمهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، وجيرد مولر المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.

وأعرب “جون كيري” في تصريح لقناة “القاهرة الإخبارية” عن توقعه بأن تلتزم كل الدول بتنفيذ وعودها لمواجهة أزمة تغير المناخ، مشددًا على أن كل الجهود ستبذل من أجل تنفيذ الوعود الخاصة بتعامل مع تغيرات المناخ، وسيتم تنفيذ الكثير مما تم الاتفاق عليه.

فيما أكدت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي في مدونة نشرتها صحيفة أسوشيتيد برس، عقب افتتاح قمة المناخ، أن تسريع التحول نحو الطاقة المتجددة يمكن أن يقوض فرص الارتفاعات الحادة في أسعار الطاقة.

واعتبرت أن التحول إلى مصادر طاقة أكثر مراعاة للبيئة سيقلل من مخاطر الارتفاع المفاجئ في أسعار الطاقة، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة أظهر مدى اعتمادنا على الوقود الأحفوري، ومدى تعرضنا للخطر، وفي المقابل فإن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح أو الطاقة الشمسية، سيؤدي إلى معدلات تضخم أقل وأكثر استقرارًا، ويجعل اقتصاداتنا تعمل بشكل أفضل.

ومن جهتها، طالبت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في الكلمة الختامية للجلسة التي عقدت حول “تسريع وتيرة التكيف في قارة أفريقيا”، بالاستجابة الدولية لمبادرة تسريع التكيف التي أطلقها بنك التنمية الأفريقي، وحشد 25 مليار دولار لهذه المبادرة لدعم جهود العمل المناخي في قارة أفريقيا، من أجل مضاعفة التمويل خلال الفترة المقبلة توجيهه للمشروعات ذات الأولوية في القارة في ظل الحاجة الشديدة إليه.

وشهدت القمة توقيع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين، نيابة عن الاتحاد الأوروبي 5 مذكرات تفاهم للشراكة الحرجية مع غيانا ومنغوليا وجمهورية الكونغو وأوغندا وزامبيا، بهدف حماية الغابات.

يعتزم جهاز الاستثمار العماني المشاركة في مشروع إنشاء وتشغيل محطة طاقة الرياح بالسويس بطاقة إنتاجية نحو 1.1 جيجاواط. وتصل نسبة مساهمة جهاز الاستثمار العماني إلى 10% من تكلفة إنشاء المشروع التي تقدر بنحو 1.5 مليار دولار، حسب وكالة الأنباء العمانية..

وقَّعت مصر والإمارات اتفاقية لإنشاء أحد أكبر مشاريع طاقة الرياح في مصر بقدرة 10 جيجاوات على هامش فعاليات القمة، وتم توقيع الاتفاقية بين كل من شركة “إنفينتي باور” المشتركة بين “مصدر” الإماراتية و”إنفينتي إنيرجي” المصرية، بجانب شركة “حسن علام للمرافق” والحكومة المصرية..

كما وقعت شركة “فودافون مصر” مذكرة تفاهم مع هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، في إطار التزام الشركة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الهجرة غير الشرعية | بدائل آمنة

وزيرة الهجرة تستعرض تقريرًا عن منجزات المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج السفيرة سها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *