مصر هي الملاذ الآمن عبر التاريخ | لن ينالوا من مصر

كتب | سعيد السبكي

مصر هي ملاذ آمن عبر التاريخ القديم والحديث فهي تستضيف حوالي 6 ملايين لاجئ ومهاجر يعيشون على أرض مصر دون تفرقة بينهم وبين السُكان الأصليين، ومن المُشرف الذي يُحسب لمصر أنها من أكثر دول الشرق الأوسط وإفريقيا استقبالًا للاجئين، ولم تستغل مِلَفّ اللاجئين لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية أو كأوراق ضاغطة في سياستها الخارجية.

إدارة مصر السياسية أكدت  أكثر من مرة حرصها على تمتع اللاجئين بالخدمات الأساسية أسوة بالمواطنين المصريين، رغم أن مصر من أقل الدول المتلقية لمستويات التمويل الخاص بتغطية احتياجات اللاجئين، وشددت على وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية وإحكام عمليات ضبط الحدود البرية والبحرية، ورفضت المزايدة على استضافة اللاجئين على أراضيها.

مصر هي الملجأ الأخير لأي مُضطر 

، فحينما غزت العراق الكويت جاء أهل الكويت إلى مصر وأيضا أهل العراق  بعد غزو أمريكا لبلدهم، وبعد اشتعال الحرب الأهلية في لبنان، وبعد تفجر فتيل الحرب والخيانة في سوريا وبعد اختراق جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم داعش ليبيا جاء أهلها إلى مصر، ونتيجة لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية جاء الفلسطينيون إلى مصر،

لقد كانت مصر على مدار التاريخ هي ارض السلام والملاذ الآمن، فكل من يبحث عن الأمان أقبل على مصر، أنبياء بداية من خليل الرحمن إبراهيم أبو الأنبياء وكان قدومه، بسبب القحط والجوع الشديد الذي حل بفلسطين، ثم يخرج إبراهيم عليه السلام بهاجر المصرية أم بكر بنيه “إسماعيل عليه السلام”، ومن أبناء يعقوب ابن إبراهيم.

ووفد يوسف عليه السلام إلي مصر بعد أن غدر به أخوته وألقوا به في البئر والتقطته إحدي القوافل لتبيعه في مصر، ولقد أشار القرآن الكريم في سورة يوسف إلي ذكري قدومه عليه السلام إلي مصر، و ظلت مصر مهد الأديان تفتح ذراعيها لاستقبال الوافدين الكرام، فاحتضنت موسي عليه السلام وليداً علي محفة تنساب فوق صفحة النيل، ورضيعا في قصر فرعونها وفتي يافعا يتلقي حكمتها، وتبدأ رسالة موسي عليه السلام من مصر فيؤمن الناس به إلاّ فرعون الذي قرر البطش به وبمن آمنوا معه، ويصدر الأمر الإلهي إلي موسي عليه السلام بالخروج من مصر، وتلوذ العائلة المقدسة إلي مصر وتفر السيدة مريم العذراء بابنها عيسى عليه السلام من فلسطين إلي مصر، هرباً من بطش الرومان وخيانة اليهود، وانطلقت مواكب النور من فلسطين لتحمل نور الدعوة المحمدية إلي مصر التي أوصي خاتم الأنبياء والمرسلين بأهلها خيراً.

ويختار آلـ بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم مصر محلاً لإقامتهم بعد فاجعة كربلاء التي استشهد فيها الحسين بن علي واثنان وسبعون من رجال بني هاشم والصحابة والتابعين، لما سمعوه عن أهلها من محبتهم لآل البيت وولائهم ومودتهم لذوي القربي، ولما يعرفون عن مصر كنانة الله في أرضه.

ولأن شعب مصر هو المحصلة النهائية لكل ذلك فإن ” الآخر” يعد جزء أصيلاً منه ومكوناً أساسياً لهويته وثقافته الوطنية، وقد كان لهذه الخاصية نتيجة تاريخية هامة وهي أن مصر كانت ومازالت أرضاً للجوء وبالتالي وبالضرورة مسرحاً للتسامح.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

المقعد A37 تفوز في مُسابقة القيصر الأدبية الدولية للقصة القصيرة

كتبت | رئيسة قسم ثقافة وفنون – عبير نعيم المقعد تفوز بالمركز الثامن في مُسابقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *