تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
كتب | رئيس تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السُبكي
حُبي لمدينة القاهرة, مسقط رأسي, لا أستطيع وصفه كما ينبغي, أو بالأحرى كما أريد رسم صورته. وعلى الرغم بُعدي عنها بجسدي فروحي هناك . ففي كل مرّة أعود إليها يحلو لي التجوّل في أماكن بعينها, مثل نادي القصة في حيّ جاردِن سيتي, حيث كان والدي يرحمه الله , يصطحبني صغيراً ليلتقي العديد من الأدباء هناك وأذكر منهم المرحوم يوسف السباعي صديق والدي, وحتى يومنا هذا لديّ شعور ثابت بإنحيازي إلى الأدباء من المبدعين والفنانين.
يتجدد شعوري هذا في هولندا التي أعيش فيها منذ نهاية 1974 , متابعاً أعمال الأدباء والفنانين وخصوصاً في لاهاي. هذه المدينة التي وُلِد فيها الأديب الهولندي لويس كوبيروس . فما أن أمرّ بشارع ماوريتس كادِه رقم 42 حيث وُلِد هذا الأديب إلاّ وأشتمُّ رائحة قيمة أدبية ربما لأن هناك رابط بين الرجل وبلدي مصر متمثل في سعادة سفيرها ” حاتم عبد القادر” الذي يُعطي للثقافة والأدب حيّزاً من حياته , كيف لا وقد لمست ذلك عن قُرب.
السفير عبد القادر يسكن الآن في بيت الكاتب كوبيروس في مدينة لاهاي. لقد تمكن سفيرنا من إعادة هذه البيت العريق الذي انتهى بناؤه عام 1882 إلى سابق عهده بعد جهد مُضنٍ مُذلِلاً البيروقراطية مُحوّلاً الجمود والركود الذي سبّبته جائحة كورونا , إلى حِراك إيجابي ونتيجة نراها الآن بأعييننا.
الأديب الهولندي لويس كوبيروس وُلِد عام 1863 في لاهاي وتوفيّ في قرية دي ستييخ في خيرديرلاند عام 1923.نحن الآن في بيت العائلة الأنيق الفخم المحاط بالأشجار . خلف هذا البيت هناك حديقة ينتصب فيها تمثال نِصفي لكوبيروس منذ 10 يونيو 1963.
عاش كوبيروس من قلمه ويُذكّر أنه كان لا يقبل أيّ أجر من ناشِره إلاّ بعد نقاش وأخذ وردّ خاصة وأنّ نتاجه جاوز ألـ 50 مؤلَّف بين رواية وقصة ووصف لرحلاته . صحيح أنه قرض الشِّعر أولاً لكنه سرعان ما تحوّل إلى الرواية خاصّة بعد نجاح روايته” إيلين فيرّي 1889 التي نشرها على حلقات في صحيفة كانت تصدر في لاهاي, فلاقت إقبالاً واسعاً خاصّة وأنه تناول أفكاراً كانت منتشرة في تلك الفترة والتي ملخصها ألاّ جدوى في حياتنا هذه .
من الملاحظ أن الروايات الأكثر أهمية هي التي كانت لاهاي مسرحها مثل كُتُب” ذوي الأرواح الضالة” ورواية ” الأشياء” وأيضاً رواية ” العابِر ” التي تناولت أُفول الأمجاد خاصّة وأنّ معظم الموظفين الرسميين الذين تقاعدوا من عملهم في إندونيسيا أو جزلا الهند الشرقية , اتّخذوا من لاهاي مقّرهم .
أمّا روايته الشهيرة فهي ” القوّة الهادئة ” التي تدور أحداثها في اندونيسيا متّخذاً من طفولته مَعيناً لا ينضب .
لم يتردد كوبيروس في خزض غِمار الروايات التاريخية فوضع رواية “إسكندر ” متناولاً فيها أُفول إمبراطورية الإسكندر الأكبر.
صحيح أن ثيمات رواياته كلنت عسيرة نوعاً ما , إلاّ أن رشاقة لغته وسلاستها وقُربِ مفرداته من الذائقة العامّة , جعلت هذه الموضوعات في متناول الجميع .
لا أريد أن أُطيل عليكم , فما كان موته إلاّ حافزاً على تحويل رواياته إلى أفلام أو إلى مسرحتها ناهيك عن تكرار طباعة بعضها. وها هي مصر مُمثّلّة بسفيرها ” عبد القادر” يدلو بدلوه في إحياء سيرة هذا الكاتب بتحويل بيته , مركزاً مُشِعّاً ثقافة ووعياً , فطوبى للعاملين بصمت فأعمالهم تتكلم عنهم .
كان لويس ماري آن كوبروس كاتبًا هولنديًا وأحد الرواد الأوائل الهولنديين لطبيعية الأعمال الأدبية. تشمل أعمال كوبروس تنوع أدبي مُتميزة .
اقرأ أيضا
أستاذى المحترم سعيد ، أشكر حضرتك للاهتمام بى لارسالك المقالات الرائعة ذو المعلومات القيمة وبالأخص مقالة الكاتب العظيم (LOUIS MARIE ANNE COUPERUS) ومعلوماتك الدقيقة جداً عنه . حقاً كم ذكرت (إجمالى أعماله 59 كتاب) من أشهرها DE STILLE KRACHT…NOOD LOT … ELAINE VERE . ويوجد فى غرب مدينة AMSTERDAM شارع كبير بأسمه… وللصدفة العجيبة إنه يوجد صالة فى هذا الشارع يجتمع بعض الأخوة المصريين فيها كل أسبوع ( الأخ مهدى وبعض الأصدقاء له) .. أشكرك جداً
وانت يا عزيزي قاریء علی وعی بمدی اهمية الثقافة والتعرف الجيد علی مختلف نواحی الحياة وتاربخ هولندا ۔ لك جزيل الشكر