هدى شعراوي

النسوية الضحية المُتهمة .. الباحثة عن صوتها وسط الضجيج

كتبت | فابيولا بدوي

 طرح الجزء الاول من هذا المقال بعض التساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى وجود حالة من الإخفاق في الحركة النسوية العربية في العقود الأخيرة. هذه الأسئلة وغيرها لا تعني أبدا حصولنا على إجابات واضحة أو إجابات عليها كلها، فحينما نتحدث عن حركة حقوقية مجتمعية كبيرة وممتدة فإن الإجابات نفسها تطرح في الكثير من الأحيان بعض الإشكاليات التي لم يتوقف أمامها غالبيتنا كثيرا

تساءلنا عن عدم قدرة الحركة النسوية العربية عن فعل النموذج المتسق مع واقعنا كما فعلت رائدات نفس الحركة، وعما اذا كانت مساندة السلطات الحاكمة وتأييد التيارات الدينية لها قد شكل عائقا أمام قدرة النسوية العربية على قطع مسافات كان عليها أن تقطعها؟ أيضا هل  الثقافة التي تمتعت بها رائدات الحركة والتي تختلف كثيرا عما هو سائد في السنوات الأخيرة يمكن أن يكون سببا؟

هكذا تأخذنا التساؤلات حول المناخ الفكري الذي لا وجه للمقارنة بينه وبين ذلك المناخ الذي أفرز بدايات الحركة في بلدان عربية لتمتد إلى سواها، فيما المناخ الحالي هو قادر على توفير مقومات التقليد والنقل بامتياز، كما هو قادر على جعلنا نتابع مقولات متناثرة أو تجمعات لا تكتمل ودوائر لا تغلق لذا لم يمنحنا أي خصوصية لتشكيل مرتكزات انطلاق قادرة على اختراق الحصار الذي تعيشه المرأة في منطقتنا أم أنها التيارات الدينية المنغلقة التي هجمت على البلدان أسست لحركة المرأة وجعلت من نفسها النمط والقاضي والجلاد وأدخلتنا في أنفاق من التحايل على نفي الأخر، بحيث صارت معركة المرأة الاولى هي التصدي لهم بدلا من التركيز على تغيير القوانين وفرض حقوقها على المشهد الحياتي كجزء لا يتجزأ بل أساسي وفي مقدمة نهضة أي مجتمع

هل يجوز لنا أن نتساءل عن دور الفكر والثقافة والفن ومشهد الحراك العقلي الذي لابد وأن يتصدر  لحدوث تغيير حقيقي وهو ما كان يغلف الحياة التي مكنت المرأة من نيل الكثير من حقوقها مثل التعليم والعمل والمشاركة السياسية سواء على مستوى الترشح أو التصويت ورفع سن الزواج وغيرهم، أتصور أن هذا التساؤل تحديدا لا موقع له من الإعراب لو أطلقناه على واقعنا المعاش

هل محاولة مجاراة الغرب نقلا وليس كرافد أساسي وهام لحركة نسوية حقيقية متمكنة من ثقافتها وهويتها أولا هو ما يُشكل قفزات يصعب فهمها أو تقبلها؟ الحقيقة أن الغرب انتقل من مرحلة إلى أخرى بالتزامن مع تغيرات طالت المجتمع كله وتم الانتقال بشكل منطقي حتى ان بعض المراحل تزامنت مع الأخرى، لكن حركتنا العربية انكسرت ولا جدال في هذا حتى اننا لازلنا نتحدث عن أهمية تعليم الفتاة وزواج القاصرات حتى اليوم، هو ما دفع ببعض الناشطات في الحركة النسوية بالعمل على عدة مسارات متوازية، مما جعلها تتحدث وكأنها تقفز من المرحلة الأولى إلى الرابعة في جملة واحدة . أيمكننا اعتبار هذا عائقا مضافا لحركة النسوية العربية؟

المُطلع على تاريخ الحركة في بلادنا سيلاحظ مدى ارتباط صوت بالأخر، فهدى شعراوي في مصر على سبيل المثال لم تعمل على الأرض من اجل نيل المرأة لحقوقها السياسية، بل كان كل تركيزها على الحقوق الاجتماعية، إلا أنها ساندت درية شفيق المناضلة والرائدة لحقوق المرأة السياسية، وظلت في دعمها لها حتى اليوم الأخير من حياتها . لكننا اليوم نرى حربا بين صاحبات كل فكرة وأخرى لماذا؟ هل لعدم وجود أولويات متفق عليها؟ أم أنها طبيعة ” السوشيال ميديا ” – مواقع ووسائط التواصل الاجتماعي – التي جعلتنا اكثر جرأة ومهارة في سحق الآخر للاستيلاء على متابعيه؟

لاتزال هناك أسئلة كثيرة وكل سؤال يحتاج لنقاش موسع، لكن سأكتفي بطرح بقية تساؤلاتي في الجزء القادم

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

المسكوت عنه

بقلم : يحي سلامة روى لي شاب من أقاربي أنه في أثناء تأديته صلاة الجمعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *