تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
كتب | رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السُبكي
رحل يوم الخميس الماضي الفيلسوف والمُفكر المصري حسن حنفي عن عمر ناهز 86 عاما، وهو يُعتبر أحد أهم رموز تيار “اليسار الإسلامي” ودارسي علم الاستغراب العرب، وقد ألّف العديد من الكُتب، واشتغل أكاديميا في مصر والمغرب واليابان، وحصل على جائزة الدولة التقديرية بالعلوم الاجتماعية عام 2009
ولد المُفكر الراحل فى العاصمة المصرية القاهرة عام 1935، ودرس في كلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم سافر إلى فرنسا حيث حصل على الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1966، وعمل بجامعات عربية وأجنبية بينها جامعة محمد بن عبد الله في مدينة فاس بالمغرب، وجامعة طوكيو باليابان، وهو يعتبر أحد أهم مؤسسي الجمعية الفلسفية المصرية منذ نهاية مرحلة الثمانينيات.
المُفكر الراحل له بصمات بحثية ودراسات وكثير من المؤلفات في فكر الحضارة العربية الإسلامية أبرزها “تأويل الظاهريات” و”ظاهريات التأويل”، و”التراث
والتجديد” (4 مجلدات) و”موسوعة الحضارة العربية” و”حوار المشرق والمغرب”، “من العقيدة إلى الثورة”، و”حوار الأجيال من النقل إلى الإبداع” (9 مجلدات)، و”مقدمة في علم الاستغراب”، و”فيشته فيلسوف المقاومة”، “اليمين واليسار في الفكر الديني” وغيرها.
مفهوم الهوية
في كتابه “الهوية” -الذي صدر عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر 2012- عالج حسن حنفي مدى التوافق بين الفلاسفة والمُفكرين وعُلماء الدين حول مفهوم الهوية وأبعادها وعلاقتها بالاغتراب الديني والسياسي.
حيث أشار المؤلف إلى أن الهوية مُشكلة نفسية وتجربة شعورية، على الرغم من أنها موضوع ميتافيزيقي، وهي خاصة بالإنسان والمُجتمع، فالإنسان قد يتطابق مع نفسه أو ينحرف عنها، والهوية أن يكون الإنسان متطابقا مع ذاته، في حين أن الاغتراب هو أن يكون غير نفسه، بعد أن ينقسم إلى قسمين؛ هوية باقية، وغيرية تجذبها.
وعلى الرغم من أن الموضوع كان ذو طابع فلسفي، إلا أنه يرتبط بالفكر العربي المُعاصر في القرنين الأخيرين منذ فجر النهضة العربية حتى الآن، فهو يكشف صراع الهويات، ويتعلق بوجود العرب في التاريخ.
ويقول المؤلف إن الهوية ليست موضوعا ثابتا أو حقيقة واقعة، بل هي إمكانية حركية تتفاعل مع الحرية، وهي قائمة على الحرية، لأنها إحساس بالذات والذات حرة، والحرية قائمة على الهوية، لأنها تعبير عنها.
