جامعة تمنغست تصنع الحدث العلمي، | “الرسالة هي القيمة” 

جامعة تمنغست تصنع الحدث العلمي، تحت شعار “الرسالة هي القيمة” 
تايم نيوز أوروبا بالعربي|نسيمة طايلب- جامعة الشلف (الجزائر)
 
في أجواء علمية أخوية احتضنت جامعة تمنغست بالجنوب الجزائري مجريات الملتقى الافتراضي الأول الموسوم بـ “تأثير استخدامات وسائل الإعلام و الاتصال الجديدة على قيم الشباب: بين فهم التأثير وحقيقة التغيير”، يومي 24/25 يناير 2022 برئاسة الدكتور “فؤاد بداني” وتحت إشراف ثلة من الأساتذة من جامعة تمنغست وخارجها، في مقدمتهم الأستاذة “حميدي حياة” (جامعة الجزائر3) التي لم تدخر جهدا في  متابعة كل صغيرة وكبيرة في فعاليات الملتقى ضمانا لنجاحه، بدءا بالإعداد والتنسيق ثم العلاقات الخارجية، بالإضافة إلى الأستاذ “محمد غالم” (جامعة تمنغست) على رأس العارضة التقنية، إذ تم التحضير بعناية فائقة لموضوع التظاهرة ولـﹻجانها العلمية والتنظيمية لأزيد من أربعة أشهر متواصلة، مع مراعاة التنوع والثراء الموضوعاتي في محاور الملتقى، التي بلغ تعدادها اثني عشر (12) محورا موزعا على تسع عشر (19) جلسات، تضم في مجملها أزيد من (140) مشاركا من داخل الوطن وخارجه، فرقتهم التخصصات البحثية وجـمعهم موضوع الملتقى وإشكاليته، التي أثارت سيلا من الحوارات العلمية الثرية و النقاشات الافتراضية التفاعلية، على مدار يومين كاملين من التنظيم والتسيير المـحكم، إذ أشرف على تسيير وإدارة الجلسات أساتذة ودكاترة من كبريات الجامعات الوطنية والعربية على غرار العراق، اليمن، عمان، ليبيا، فلسطين، الإمارات العربية المتحدة…
اليوم الأول للملتقى الدولي:
تم افتتاح العرس العلمي يوم 24يناير2022، على الساعة التاسعة صباحا بتوقيت الجزائر من جامعة تامنغست عبر بث افتراضي باستعمال تقنية الزووم، استهل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبه رفع النشيد الوطني الجزائري، تليه الكلمات الافتتاحية لرئيس الملتقى والرعاة الأكاديميين والإعلاميين للمحفل.
تميزت الجلسة الافتتاحية بمشاركة قامات أكاديمية في الحقل الإعلامي العربي، أبت المشاركة بتدخلاتها ونقاشاتها، أولها تدخل البروفيسور “محمد قيراط” (جامعة قابوس- سلطنة عمان) بمداخلته المهمة عن “تكنولوجيا الإعلام والاتصال ورهانات الديمقراطية والتنمية المستدامة” حيث أثار إشكالية استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال (ITC)  وحدود إتاحتها في الواقع اليومي، معرجا على معوقاتها. حاول البروفيسور خلال مداخلته ملامسة واقع الاستخدام العربي لـ(ITC)  ومفارقات التعارض مع آفاق التنمية المستدامة في حال غيابها، فهي بوابة الأفراد والدول للانفتاح الديمقراطي والتنموي. أعقبه مباشرة تدخل البروفيسور “مي عبد الله” بموضوع قيم عن “تأثيرات وسائل الإعلام والاتصال الحديثة من منظور المتاهة” تناولت الجهود التنظيرية لتشخيص وفهم متاهة التواصل الاجتماعي، وقد شغل الموضوع العديد من الدارسين لما يتضمنه من طرح واقعي ومعاصر لاستخدامات وسائل الإعلام والاتصال الحديثة وإفرازاتها على شبكة التواصل.  أعقبها تدخل البروفيسور “نصير بوعلي” (جامعة الشارقة) بمداخلته الماتعة عن “مفهوم التأثير من منظور نظرية الحتمية القيمية للإعلام، مقاربة بنيوية”، حيث طرح ضمنها المقاربة النظرية لمفهوم التأثير، ومن ثم المقاربة التاريخية والتعريفية بنظرية الحتمية القيمة ومختلف التسميات التي تـخللتها، اتسمت المداخلة بالجمع بين الأهمية والبساطة المعبر عنها بعروض تخطيطية توضيحية لنموذج الاتصال، وكذا وسائل الاتصال ومحتويات وسائل الإعلام من منظور الحتمية القيمية في الإعلام، اختتمت المداخلة بشرح للتضاد الثنائي كأداة بنيوية كاشفة عن التأثيرات الايجابية والسلبية لوسائل الاتصال والإعلام.
ختاما للجلسة الافتتاحية التي انتهت حوالي منتصف النهار، تدخل البروفيسور “رضوان بلخيري” (جامعة العربي التبسي-تبسة) بمداخلته الموسومة بـ “مآلات استخدام منصات التواصل الاجتماعي في ظل جائحة كورونا”، تعكس المداخلة موضوعا راهنا وحساسا، بالنظر لحساسية التواصل خلال الأزمة الصحية الراهنة وما يشوبه من تفاوتات قيمية في المحتوى المتداول.
عقب الجلسة الافتتاحية مباشرة، تم عقد (09) تسع جلسات افتراضية متزامنة ومتوازية، موزعة وفق محاور دراسية متنوعة وثرية تعالج جزئيات هامة في موضوع الملتقى، أهمها: المحور المفاهيمي، الطرح الإبستيمي والمقاربة النظرية لفهم أثر وسائل الاتصال والإعلام الجديدة، بالإضافة إلى محور التجليات والمظاهر وكذا محور وسائل التواصل الاجتماعي وقيم الشباب، أما محور قراءات في نظرية الحتمية التكنولوجية، فتضمن عرضا للتضاد النظري الحاصل بين نظرية ماكلوهان مقابل نظرية عزي عبد الرحمان، وقد أثرى النقاش ضيفها الشرفي البروفيسور “نصير بوعلي”، الذي شارك الحاضرين والمحاضرين في الجلسة الثالثة معرفته الواسعة والحقة بنظرية الحتمية القيمية في الإعلام، باعتباره أحد مؤسسيها إلى جانب رائدها “عزي عبد الرحمن”.
اليوم الثاني للملتقى الدولي:
أما اليوم الثاني من الملتقى، فقد عرف استمرارا للأجواء النقاشية والحماسية خلال جلساته التي انطلقت حوالي الساعة التاسعة صباحا بتوقيت الجزائر إلى غاية الساعة الرابعة مساء، موزعة هي الأخرى على مدار (09) تسع جلسات متنوعة تمحورت موضوعاتها عن: الفايسبوك والتحريك الاجتماعي بما يضمه من جزئية الهوية الرقمية والتغيير الاجتماعي…، بالإضافة إلى محور استخدامات تكنولوجيا الاتصال والتنمية الاقتصادية، منصات التواصل الاجتماعي والإشاعة، الفضاءات الافتراضية والعلاقات الاجتماعية، العولمة والتثاقف وأزمة الهوية، بالإضافة إلى ثلاث (03) جلسات في محور  استخدامات تكنولوجيا الاتصال والتربية والتعليم لغزارة المشاركات في الموضوع ، قام بإدارتها الأستاذة “بوحناش نادية و مناد سميرة”، الأستاذ “إدريس جرادات و خالد حمادي”، وكذا  الأستاذ “عبوب محمد أمين” ،  وقد يعود ذلك إلى راهنيته واشتراك مختلف التخصصات المشاركة في الطرح، خاصة أن قضية التحول الرقمي للتعليم أضحت قضية متنامية الأهمية تحتاج للاهتمام والمعالجة في ظل حتمية التحول والصعوبات التي تواجهه، لذا حاول المشاركون ضمن هذا المحور تحديد المعوقات التي تعترض التعليم الرقمي منافذ التدارك، أملا في اللحاق بالتطورات العالمية الحاصلة في قطاع التربية والتعليم بمختلفأطواره.

تم اختتام فعاليات الملتقى الدولي لتـمنغست في يالثاني، في حدود الساعة الرابعة مساء، حيث تضمنت الجلسة الختامية مداخلة لقامة الفكر الإعلامي العربي البروفيسور “عزي عبد الرحمن” (جامعة الشارقة) الذي أمتع الحضور بمشاركته بفيديو مداخلته الموسومة بـ “الوعي الأخلاقي والإعلام الرقمي” فكان ختامه مسكا، أعقبه الإعلان عن المشاريع المستقبلية لجامعة تمنغست لفائدة الأساتذة والباحثين، بالإضافة إلى مشروع التوأمة مع منصة “آفاق في علوم الإعلام و الاتصال” الرامي للتكوين المنهجي الدكتورالي لفائدة الطلبة المقبلين على اجتياز مسابقة الدكتوراه.

التوصيات:
رفع المحاضرون في الملتقى جملة من التوصيات التي تنصب  في جوهر إشكالياته العامة ومحاوره الجزئية، مع حرص المشاركين والمنظمين على رفعها للجهات الوصية،كل حسب صلاحياتها وخصوصياتها، ومن أهمها:
– نشر أعمال الملتقى في منشورات علمية تضمن الاستفادة الواسعة من مخرجاته.
– تنظيم فعاليات علمية متواصلة في جزئيات الموضوع لأهميته وتشعب محاوره.
– تثمين الجهود العربية في فهم خصوصية البيئة الرقمية المخلية ومميزات الاستخدام والممارسة، بعيدا عن الفكر التقزيـمي.
–  الحرص على إثراء البحوث الإعلامية العربية في الموضوعات المعاصرة، والانتقال بها من التفكير إلى التنظير.
– التوصية بالبحث في المفاهيم الإعلامية ذات الصلة باستخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال والنابعة من لدن نظرية الحتمية القيمية، على غرار: الرأسمال الإعلامي، الزمن الإعلامي، الواجب الأخلاقي، الكتلة الإيمانية، المسؤولية الأخلاقية…
– ضرورة إقامة دورات إرشادية وتربوية في خصوص  التربية الإعلامية الرقمية وسبل عقلنة التلقي وترشيد الاستخدام.
– ضرورة المتابعة الاجتماعية للمراهق واحتوائه نفسيا وعاطفيا، حتى لا يضطر للبحث عن مصادر افتراضية لتلبية احتياجاته، درءا للمشكلات الاجتماعية الرقمية المحتملة.
-الاهتمام بالطفل في ظل البيئة الرقمية، باعتباره حلقة حساسة تحتاج لضوابط رقابية وآليات حماية، وجب ترسيخها لدى الطفل وبين القائمين عليه من مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية.
-الابتعاد عن استخدام الوسائل الرقمية كأداة للجزاء أو العقاب.
-التعامل الحذر مع تكنولوجيا الإعلام و الاتصال تفاديا للوقوع في مخاطرها المتعلقة بالاستغلال الفردي أو المنظم للمعطيات الشخصية.
– وجوب الاهتمام بتأثيرات استخدام وسائل الإعلام والاتصال الجديدة على كافة فئات المجتمع دون تخصيص فئوي، تعليمي، عمري،جندري، اجتماعي أو طبقي…
–  اعتماد مختصين للترجمة الإعلامية يراعون الخصوصية المجتمعية، مع ضرورة التفكير في الصناعة الإعلامية المحلية و توطين المحتوى الإعلامي كونه أكثر أمنا قيميا .
– إشراك الخبراء والمختصين في مختلف الفعاليات البحثية المتعلقة بفهم الظاهرة الإعلامية الرقمية، للاستفادة من خبرات مجالات الاختصاص.
– التنويع الموضوعاتي في زوايا الطرح والمعالجة لإشكالية تأثيرات استخدام وسائل الإعلام والاتصال الجديدة و القضايا المتصلة بها، ضمن نسق تطوري وتكاملي.

عن admin1

شاهد أيضاً

عسل أحمر |

كان في مرة ست جميلة جدا راحت للشط اللي بعيد عن بيتها بميل وقالت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia