تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
كتب : رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي | سعيد السبكى
رسالة عزاء ومواساة من صديقة وصلتني أول أمس على وسيط التواصل الإجتماعي الـ Whatsapp تدعو لي وأسرتي بالصبر على فراق أختي بوفاتها . . دق قلبي سريعاً من شدة الهلع، وسألت نفسي بصوت لم يسمعه غيري : هل ماتت أختى الكُبرى الوحيدة دون علمي؟! . . بعد أن توفت الى رحمة الله تعالى أختي الصُغرى بعد مُعاناة بسبب كورونا ذلك المرض اللعين، وكان ذلك فى شهر فبراير عامنا الجاري.
إستجمعت قواي وبدون تفكير وجدتني اتصل هاتفياً بصديقتي استفسر منها مُستطلعاً الأمر، حيث بدأت بتقديم واجب الشكر لها، وأتبعت ذلك بتوضيح ان أختى توفت منذ 7 أشهر، تلعثمت بقولها ان صديق مُشترك أبلغها والمعارف والأصدقاء خبر الوفاة، تلك الرسالة التى سرعان ما انتشرت عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وعلى اثرها لم يتوقف هاتفى عن الرنين من اتصالات بتقديم واجبات العزاء.
تجدد حُزني من جديد على فراق أختي بوفاتها، وبالطبع لم أجد فائدة من تكرار توضيح ان هناك خطأ ما، أو ثمة لبث أدى لإختلاط الأمر على صديقنا المُشترك، دفعه بُحسن نية الى نشر خبر وفاة شقيقتي، ولم أجد إلا طريقاً واحداً فرضه الحدث وهو التروي، والتفكير ملياً فيما سأفعل حيال هذا الأمر.
وفى كل الأحوال فقد “سبق السيف العذل”، ذلك المثل الذي يُضرب في حالة التسرع في إصدار القرارات وتنفيذها دون التفكير جيداً قبلها. كما أن البعض يطلقه لمنع الإكثار في الكلام حول إحدى المسائل وإلقاء اللوم وعتاب أحد الأشخاص لتنفيذ أمر ما. خاصة وأن الأصل فى الموضوع هو حُسن نية الصديق، الذي تمثل فى تقديم دعم معنوي ومشاركتي مشاعري على سبيل الواجب الإنساني، وهو الأمر الذى أحترمه وأقدره.
وكان قراري هو ما أنا بصدد الآن :
* ” مُشاركتكم الحكمة التى عشتها جراء الحدث ” الذى تمثل فى أنه بسبب خطأ صديقي الغير مقصود حظيت أختى المتوفية من جديد على مئات الدعوات بالرحمة والمغفرة ودخول الجنة من أصدقائي ومعارفي.
ثانياً : وجدت فى تجديد حُزني عظة ومشاعـر روحية وإنسانية، أدهشتني لدرجة انى عشت لعدة ساعات فى رحب أختى المتوفيه، وكأنها بجانبي على قيد الحياة، وكدت لا أصدق نفسي وكأني أتلمسها واقبل رأسها ويداها، نعم . . هذا هو . . انها رسالة إلهية وآيه من آيات الله.
وحتى كتابة هذه السطور أنا فى حيرة من أمري، هل أكتفي بكتابة جُملة تقليدية أنشرها على صفحات التواصل الإجتماعي لكل من واساني ( شكر الله سعيكم ولا أراكم مكروهاً فى عزيز لديكم ) ؟ . . أم افعل ما أنا بصدده الآن ؟ . . على كل حال هدانى الله للأنسب فى الجمع بين الحُسنيين، عسانى استطيع ان أوفيكم حق قدركم.
وأختتم بتوجيه الشكر للصديق الذى جدد أحزاني لأستلهم حكمة ربانية، وأنه تسبب فى جلب عشرات المئات من الأدعية لأختى المتوفية.
شكر الله سعيكم ولا أراكم مكروهاً فى عزيز لديكم . وأحبكم فى الله.:
