دكتور أحمد تمام أستاذ جراحة المخ والأعصاب فى بريطانيا

أحمد تمام | أول من اجري جراحات أورام قاع الجمجمة والفقرات العنقية العليا عن طريق الفم في منطقة الشرق الأوسط،

تايم نيوز أوروبا بالعربي | القاهرة – أجرى الحوار : سعيد السبكي

،  التقيته فى العاصمة المصرية القاهرة أثناء إجازته بمصر التى لم يتخلى فيها عن مشرط الجراح ، انه الدكتور احمد جمال الدين تمام، أستاذ جراحة المخ والأعصاب فى بريطانيا، ابن شبرا صاحب ابتكار وتطوير آلات جراحية وأدوات تثبيت العمود الفقري التي تستعمل في اقسام جراحات المخ والعمود الفقري علي مستوي العالم،
،  وهو أول من اجري جراحات أورام قاع الجمجمة والفقرات العنقية العليا عن طريق الفم في منطقة الشرق الأوسط، والذي تم ترشيحه للحصول على لقب الطبيب المثالي لعام ٢٠١٦/٢٠١٧ بالمملكة المتحدة البريطانية.

فى حديثي معه أثناء الحوار وجدت فيه الإنسان بمشاعر فياضة وإنحياز تام ، ليس لمرضاه فقط ولكن لكل المرضى أينما وجدوا، حيث لمست رسالته التي تعتبر اضافة لمواثيق وعهود حقوق الانسان لضمان حق المرضى فى المعرفة الكاملة حول معاناتهم بشفافية لا تقبل أى نوع من النقصان، وهو يراهاه حق وليست منة من الطبيب على مريضه. وكانت بداية الحوار:

ما هو الأمر المميز في مهنتك؟

تخصصي الأساسي هو حالات جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري المُعقدة، وبالتالي فإن جميع هذه الحالات لا تذهب سوى للمتخصصين الذين اكتسبوا الخبرات اللازمة من أجل التعامل مع الحالات المعقدة التي تواجه صعوبات من ناحية تقنية العلاج وتنفيذها ومتابعتها، وعدد الأطباء المتخصصين في التعامل مع الحالات المُعقدة في بريطانيا قليل للغاية، إذ يوجد في لندن بأكملها 3 أطباء فقط، وطبيب واحد في ليفربول وآخر في مانشستر، وهذا الحصر مرتبط بمُتخصصي الحالات المُعقدة فقط ولا علاقة له بمتخصصي حالات المُخ والأعصاب في بريطانيا، والذي يبلغ 3 آلاف متخصص، فيما يقل عدد مُتخصصي الحالات المُعقدة عن 10 متخصصين.

تم ابتعاثي إلى بريطانيا سنة 1990، وكانت بعثتي في “معهد المخ والأعصاب والعلوم العصبية” في لندن، وهو من أكبر مراكز جراحة المُخ والأعصاب في أوروبا، وكانت تُجرى به جراحات العمود الفقري في وقت مبكر للغاية منذ القرن الثامن عشر، قبل التطور الهائل الذي يشهده الطب في وقتنا الحالي.

لذلك، من الطبيعي أن تجد أن كل علماء المُخ والأعصاب البارزين الذين ألفوا أشهر مراجع المُخ والأعصاب قد درسوا في هذا المعهد، كما أن معظم التقنيات الجراحية

دكتور أحمد تمام فى حديثه لرئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي

لحالات المُخ والأعصاب مُسجلة باسمهم، ومن حسن حظي أنني قد درست على يد بعض منهم.

لذا، فإنني شعرت بـ”صدمة” حضارية وثقافية وعلمية كبيرة منذ أن سافرت من مصر إلى بريطانيا، وأقصد هنا أنها صدمة “إيجابية” نظرًا للفارق في التقدم العلمي بين مصر وبريطانيا، على سبيل المثال قبل عام من الوقت الذي وصلت فيه إلى بريطانيا، كان قد تم اختراع جهاز الرنين المغناطيسي، وكانت تُستخدم هذه التقنية المستحدثة في تصوير المُخ، بينما لم يكن أحد في مصر سمع عنها من قبل، إذ لم يكن لدينا غير الآشعة المقطعية وكانت حتى غير متوفرة سوى ببعض المستشفيات الجامعية.

منذ هذا الحين، شعرت أن كل ما درسته في مصر ربما لم يكن أكثر من درجة “الإبتدائية”، وأدركت أنه يتوجب عليّ بذل مجهود كبير من أجل مجاراة الوسط العلمي الذي أنا بصدد الإندماج به، خصوصًا وأنني سوف أبدأ من مرحلة ما بعد الدراسة الجامعية، وتفاجئت مع بداية التحصيل العلمي بتقنيات طبية لم نسمع أو نقرأ عنها في مصر، على غرار استئصال أورام قاع الجمجمة عن طريق الفم، وغير ذلك.

وأرى أن الفارق العلمي بين مصر وبريطانيا يتجاوز حدود المائة عام في رأيي؛ فمرضى المُخ والأعصاب فيمصر عرضة للموت بسبب عدم توافر تقنيات العلاج الحديثة، بينمامن السهل هنا في بريطانيا علاج حالات المُخ والأعصاب والتعامل معهابسبب التطور الكبير.

هل تعتقد أن فارق التقدم الطبي بين مصر وبريطانيا قد تقلص؟

بالطبع نعم، وذلك نظرًا لعملية التحديث التي شهدها القطاع الطبي على مستوى المعدات والتكنولوجيا، والتي مكنت الفرق الطبية من إجراء أكثر العمليات دقة وتعقيدًا، على غرار جراحات المناظير، فضلًا عن نقل الإستفادة العلمية من خلال البعثات الدراسية للخارج.

وبمقارنة الوضع في التسعينيات مع  الوقت الحالي، الآن يتجاوز عدد أجهزة الرنين المغناطيسي بالقاهرة أعداد مثيلتها في لندن،وهذا أمر ألاحظه شخصيًا.

وما هي الفروق المهنية في الطب بين مصر وبريطانيا؟

أعتقد أن الفارق المهني يتعلق بالأداء في المقام الأول، إضافة لعامل حسن الإستماع إلى المريض ووقت الرعاية المخصص له؛ فعندما أزور مصر من أجل إجراء عمليات جراحية أو بدعوة رسمية للمشاركة في أي حدث طبي، أجد أن زملائي في مصر ليس لديهم أي وقت للإهتمام بمرضاهم، سواء قبل التدخل الجراحي أو حتى بعده، اعتقادًا منهم بأن المرضى في مصر ليست لديهم القدرة على فهم الوضع التشخيصي لحالتهم المرضية، مقارنة مع المرضى في بريطانيا، وهذا اعتقاد خاطئ كما أنه يُعد سوء تقييم وتقدير للمريض لاعتبار كونه إنسان قبل اعتبار كونه مريض. فالطبيب في بريطانيا لابد وأن يُطلع المريض على تفاصيل حالته

بإلقاء ما يُشبه “المحاضرة المُصغرة” عليه؛ فعلى سبيل المثال عندما أتولى علاج أحد الشخصيات الذين يعملون في وظائف مرموقة في بريطانيا، هو بالأساس جاهل طبيًا بغض النظر عن وظيفته المرموقة، ودورى يتمثل في إطلاعه على تفاصيل خطة علاجه وطبيعة التدخل الجراحي معه، وأحيانًا أتلقى أسئلة قد تبدو في بعض الأحيان ساذجة، مثل الإستفسار عن كيفية فتح الجمجمة وإن كان يتم ذلك باستخدام أدوات طبية تشبه المثقاب وهل حينها يشعر المريض بشيئ أو لا، وهو الأسئلة نفسها التي قد يسألها المريض في مصر وفي أي بلد في العالم.

وهنا تحضرني واقعة  حضوري إحدى المنسبات الطبية في مصر، وكان بها مريض ومعه الآشعة الخاصة به، ونهره أحد الأطباء بعد أن حاول تفحص هذه الآشعة بقوله: “انت يعني هتفهم حاجة؟”، حينها تدخلت في الموقف وأخبرته أن من حق المريض تفحص الآشعة الخاصة به، لكونها تخص جزء من جسده، ولو أن هناك أحد من المُفترض أن يكون لديه إلمام بتفاصيل حالته، فذلك الشخص لن يكون سوى المريض نفسه، وأنه إذا كان لدينا الإعتقاد أننا ننخرط هنا في الأحاديث عن الطب باللغة الإنجليزية، فهذا ليس بغرض منع المريض من الفهم، ولكن لأنها اللغة الطبية الدارجة!

وللأسف أستطيع الجزم بأن الطبيب المصري يغفل الجانب النفسي والإنساني للمريض، ولا يمنحه الوقت الكافي بسب أنه مشغول أو بسبب زحام العيادات، وغير ذلك من الأسباب؛ وهو عكس الوضع في بريطانيا، حيث يتم تخصيص مُدة معينة من الوقت لكل حالة على حدة، وهذه المدة يتم تنظيمها على أساس فحص المريض والإطلاع على الآشعة ثم كتابة التقرير بشكل فوري، وكذا إطلاع المريض على تفاصيل حالته والإجابة على كل تساؤلاته، وهذا هو دور الطبيب.

ففي بريطانيا عندما يقوم الطبيب بالمرور على المرضى بعد دخولهم المستشفى، يكون مُلزم بالإجابة على قائمة الأسئلة التي قام المريض بإعدادها مُسبقًا،لا يوجد لدينا شيئ اسمه “مش فاضي”، حتى ولو كانت هذه الأسئلة من زوجة المريض أو من ابنته، يتم تحديد مقابلة لهم مع الطبيب في مكتبه، وخلالها يجيب عن كل الأسئلة التي يتلقاها من أسرة المريض.

وللأسف في مصر يهرول المرضى وذويهم خلف الطبيب على “السلالم” وفي المصاعد، ولا يُلقي أي بال لاستجداءاتهم.

كم عدد العمليات الجراحية التي أجريتها في مصر؟

أجريت في مصر عمليات يتخطي تعدادها الآلاف، وكذلك الأمر في بريطانيا.

هل تلقيت أي تكريم رسمي من الدولة المصرية؟

في 2018 تم تكريمي من جانب سفير مصر في لندن، بعد أن تم اختياري لأكون “الطبيب المثالي” على مستوى المملكة المتحدة، وكان السبب وراء الإختيار هو الكفاءة الطبية وإجراء أكبر عدد عمليات جراحية في هذا العام، إضافة لحسن التعامل مع المرضي، بشهادة من المرضى أنفسهم، في تقييمهم للتعامل الطبي.

ما هي نصيحتك للأطباء والعاملين بالقطاع الطبي في مصر؟

نصيحتي لهم هي أن يستوصوا خيرًا بالمريض أولًا وأخيرًا، فالمريض ليس سلعة وليس زبونًا، فالأولى أن يتم النظر إلى مشكلته ومعاناته الطبية، وضرورة إدراك أن أي شعب في العالم ليست لدية أي خبرة طبية، بمعنى أنه من غير المنطقي أن يطلع الطبيب على آشعة أحد المرضى ثم يخبره مباشرة بأنه ينبغي عليه إجراء عملية قلب مفتوح أو عملية في المخ، قبل شرح تفاصيل الحالة ونسب نجاح التدخل الجراحي ومخاطره، فأكثر ما يستفزني عندما أجد طبيبًا يعامل مرضاه على اعتبار أنهم زبائن، فالكفاءة الطبية وحدها لا تكفي، الجميع في الوقت الحالي أصبح لديهم تدريب مهني جيد مقارنة بالماضي، لكن الفارق يكمن دائمًا في طبيعة التعامل الإنساني مع المريض، وهو في رأيي الجزء الأهم في العلاج.

أحيانًا أُصاب بالصدمة عندما يخبرني أحد المرضى في مصر أن طبيبًا قال له إنه سيصبح مشلولًا في غضون 3 أيام، أو أنه سيصاب بالعجز الجنسي مدى الحياة إن لم يُجرى جراحة معينة في جزء معين من جسمه، وأجد أنه لا يفهم حتى الأسباب وراء ذلك، وهذا أمر غير مقبول، لذلك، ينبغي إطلاع المريض على حالته حتى يكون لديه مثلًا الفرصة لتدبير نفقات علاجه على أقل التقديرات!

ما هي أكثر تجاربك الطبية غرابة في مصر؟

استفسرت ذات مرة من زميل عن سبب انتشار الولادة القيصرية واندثار الولادة الطبيعية، فقال لي بالحرف: “حالة الولادة الطبيعية قد تستغرق متابعتها قضاء الليل بأكمله بجانب السيدة، وعندما أطلب ألف أو ألفين كمقابل يستكثر ذوي السيدة المبلغ، لكن عندما أذهب لإجراء عملية ولادة قيصرية، فخلال نصف ساعة أكون عدت إلى منزلي وفي جيبي 10 آلاف جنيه، بعد أن تمت الموافقة على المبلغ بسبب أن التعامل تم جراحيًا”.

وهذا المنطق يتنافى مع كل الأعراف والأخلاقيات الطبية.

هل تلقيت مقابل مادي لقاء العمليات الجراحية التي قمتم بإجرائها في مصر؟

بعض هذه العمليات تمت بمقابل مادي وبعضها بشكل مجاني، وعندما استدعتني القوات المسلحة المصرية لإجراء عمليات جراحية لأبطالها المُصابين في معارك مكافة الإرهاب، رفضت تلقي أي مقابل مادي.

هل تفكر في العودة والإستقرار بشكل تام في مصر؟

الإستقرار بشكل تام قد يبدو صعبًا، لكنني لن أتردد في العودة والإستقرار إذا وجدت الفرصة المُناسبة لذلك، وفي نظري العائق الأكبر هو انشغال الأطباء في مصر بمسألة المكسب المادي من وراء كل حالة، وهو أمر لا أفضله على الإطلاق، لأنه يضع الطبيب في النهاية تحت ضغوط التفكير في أمور الربح والخسارة.

أخيرًا..ما هو الإنجاز الأهم الذي حققتموه في مسيرتكم المهنية؟

لقد نجحت في ابتكار مجسم من معدن التيتانيوم مخصص لتثبيت العمود الفقري في حالات الكسور، ومن خلاله يتم تثبيت مؤخرة الرقبة مع قاع الجمجمة في حالات كسور قاع الجمجمة، وهو على شكل إطار معدني من التيتانيوم حتى يكون قابلًا لتصويره بالرنين المغناطيسي بغرض المتابعة بعد تثبيته، وحاليًا تتولى شركة “جونسون آند جونسون” عملية إنتاجه.

كما قمت بابتكار تقنية لعلاج فقرات العمود الفقري المكسورة بشكل منضغط، وتساعد الفقرات على العودة لوضعها الطبيعي، بعد حقنها بأسمنت عظمي ورفعها إلى وضعها الطبيعي، ومن ثم تعود الفقرة لأداء دورها الوظيفي مجددًا، وكل ذلك يتم خلال ساعة واحدة فقط، وهي تقنية بديلة لـ”المسامير والشرائح”.

السيرة الذاتية
الاسم : احمد جمال الدين تمام ( احمد تمام)
تاريخ الميلاد: ١٠ يونيو ١٩٦٠
الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لثلاثة اولاد ( أمير – كريم- وسيم)
الزوجة : مني عبد الهادي مديرة مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة الثانوية- لندن.
التعليم:
مدرسة شبرا الثانوية ١٩٧٨
بكالوريوس الطب والجراحة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف ١٩٨٥
معيد بقسم جراحة المخ والاعصاب حتي ١٩٩٠
ماجستير الجراحة العامة وجراحة المخ والاعصاب ١٩٨٩- طب الازهر
-الطبيب المثالي وتكريم نقابة الاطباء المصرية ١٩٩١
بعثة دكتوران لجامعة لندن. معهد جراحات المخ والاعصاب ١٩٩١
دكتوراه جراحة المخ والاعصاب ١٩٩٣ – جامعة لندن – معهد العلوم العصبية
زمالة كلية الجراحين الملكية في جراحة المخ والاعصاب.
– مدرس جراحة المخ والاعصاب حتي ١٩٩٧
-استاذ مساعد حتي ٢٠٠١
– استاذ جراحة المخ والاعصاب حتي تاريخه
– مدير طبي ومستشار لكبري شركات الرعاية الطبية بالمملكة المتحدة من ٢٠١٢ – ٢٠١٩
الوظيفة الحالية :
استشاري اول جراحات المخ والاعصاب المعقدة
المؤتمرات :
مشارك اساسي ورئيس جلسات في معظم المؤتمرات الدولية تحت رعاية الاتحاد الاوروبي والجمعية الدولية لجراحات المخ والاعصاب.
الابحاث العلمية:
اكثر من ٤٥ بحث عالمي وفصول في مراجع ومجلات جراحات المخ والاعصاب الدولية
الابتكارات:
ابتكار وتطوير الات جراحية وادوات تثبيت العمود الفقري تستعمل في اقسام جراحات المخ العمود الفقري علي مستوي العالم
– اول من اجري جراحات اورام قاع الجمجمة و الفقرات العنقية العليا عن طريق الفم في منطقة الشرق الاوسط
– ترشيح للقب الطبيب المثالي لعام ٢٠١٦/٢٠١٧ بالمملكة المتحدة
– استشاري زائر بكل من: استراليا- فرنسا- اليابان- تايلاند- السعودية ودول حوض البحر الكاريبي

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

قاتل القساوسة راهب مصري مطرود

تايم نيوز أوروبا بالعربي| مصادر تم اكتشاف قاتل القساوسة و هو تلميذ رهبنة يدعي سعيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia