الكاتب الصحفى محمود الشربيني يتوسط نجيب محفوظ وابنته عقب ابلاغه خبر فوزه بجائزة نوبل

نوبل جائزة حصل عليها نجيب محفوظ | أول من أبلغه بها الكاتب الصحفي محمود الشربيني

 ‏يُسعد شبكة “تايم نيوز وراديو أوروبا بالعربي” أن تهنيء الزميل الصحفي الكبير محمود الشربيني؛ بتأكيد حقَّه التاريخي والأدبي، وبعد مرور ما يقرب من”33″ عاماً؛ في إعلان حقيقة أنه كان “أول” من أبلغ روائي مصر العالمي الكبير نجيب محفوظ، وبصفة شخصية ومباشرة؛ فوزه بجائزة “نوبل” العالمية في الأدب! ‏ كما ثبت، وبالدليل القاطع؛ أنه كان أول من أجرى مع “محفوظ”، وبتلك المناسبة الأدبية العالمية التاريخية أول حوار صحفي، وهو ما كان يُعدُّ في حينه سبقاً صحفياً وأدبياً من الطراز الأول مصرياً وعربياً ودولياً!!

“تايم نيوز أوروبا بالعربي”| القاهرة | عباس الصهبي

وقد توالت التهاني على الزميل الشربيني ، سواء من خلال أصدقائه المبدعين من الكتاب والأدباء والشعراء وزملائه المقربين منه هاتفياّ، وبكل وسائل التواصل الاجتماعي، أو على صفحات “الفيسبوك” من خلال رواد منتداه الثقافي والأدبي والفني التنويري، والمعروف ب”ملتقى الشربيني الثقافي “، والذي يعقد كل أسبوعين

في مقر إقامته بـ “شبين القناطر”ومرة أخري نهاية كل شهر في القاهرة. بداية.. “الخبطةالصحفية!!

‏ وحتى لا يشعر البعض بـ “ظلم التاريخ” الفادح لهم، ويصابوا بنوع من”الانكسار الفكري”، أو “المعنوي”؛ فإن هذه الواقعة، وبحد ذاتها؛ تؤكد أن “التاريخ الحقيقي” لا يمكن أبداً أن ينسى “الحقائق”، و”من صنعوها”، فالتاريخ لا بد وأن “يكشف المستور” يوماً، مهما حاول البعض أن يهيلوا عليه تراب الزيف والخداع والبهتان؛ حتى إذا لم تسعفهم الذاكرة بدرجة الدقة المطلوبة في رواية وقائع الأحداث بتفاصيلها الحقيقية.! ‏

ولما كان كاتبنا الصحفي الكبير محمود الشربيني دارساً، أصلاً؛ للتاريخ، بجامعة عين شمس ، بكلية الآداب ، وقبل التحاقه بعد ذلك بالعمل في مجال الصحافة التي يعشقها من كل قلبه؛ فإنه يؤمن في قرارة نفسه بأن “التاريخ”، وإن أمكن تزييفه لبعض الوقت مؤقتاً؛ فإنه لا يمكن أبداً أن تستمر التعمية التاريخية طول الوقت؛ لأنه في النهاية لا بد وأن تظهر الحقيقة الكاملة؛ حتى ولو مرت علي تزييفها “33” عاماً.

ومنذ عام “1988” حتى عامنا الحالي 2021! ‏وما حدث بالضبط هو أن كاتبنا الراحل الكبير نجيب محفوظ؛ كان قد تعود الحضور كل يوم، خلال العام ١٩٨٨؛ إلي فندق “شهرزاد”؛ حيث كان يفضل الجلوس على كافتيريا الفندق المطلة على النيل، وذلك قبل إغلاقها وتطرأ على الفندق نفسه تغييرات عاصفة

الوفد أنصف الشربيني وأظهر الحقيقة

وكان الفندق ملاصقاً تماماً لعمارة مملوكة لآل “الصباح” ، وكانت جريدة “الأنباء” الكويتية في عصرها الذهبي قد استاجرت إحدي الشقق في الطابق الأول منها؛ ليكون مكتبها في القاهرة ، وكان ذلك أيضآ في فترة إدارة الأستاذ جميل الباجوري، رحمه الله، وقبل أن يتركه إلى موقع صحفي آخر بعد خلاف عاصف مع رئيس تحرير الجريدة وقتها الأستاذ بيبي المرزوق.

رجل اللحظة.. المناسبة!

 ‏ وكان الصحفي محمود الشربيني موجوداً في مكتب جريدة”الأنباء” التي يعمل بها؛ وذلك في مساء يوم الخميس الثالث عشر من أكتوبر/ تشرين الأول؛ عندما أذيع خبر فوز “محفوظ” ب”نويل”، وتناقلته وكالات الأنباء العالمية، وبسرعة علم مدير مكتب الأنباء “جميل الباجوري”بالخبر فأوعز به إلي الصحفي محمود الشربيني ليقوم بعمل التقرير اللازم. ‏

ولما كان “الشربيني” في ذلك الوقت؛ لا يزال شاباً، وفي مقتبل حياته الصحفية يسعى لمضاعفة اجتهاده من أجل الحصول لجريدته على سبق صحفي “كبير”؛ فإنه وصف تلك اللحظة، بقوله: ‏ – وجدتني أهبط السلالم بسرعة كفراشة، لأبلغ الأستاذ نجيب محفوظ الخبر “المهم جداً” بنفسي؛ خاصةً وأنني كنت قد لمحته جالساً كعادته بكافتيريا الفندق وانا أصعد إلى مكتبي! ‏ وأضاف “الشربيني”: ‏ – ذهبت إلى الأستاذ “محفوظ”، وكان حاضراً أيضا الكاتب والسيناريست فتحي سعد الذي شهد معي تلك اللحظة التاريخية، ووجدتني تلقائياً أمطر “الاستاذ” بالأسئلة، وقد لمحت البشاشة ظاهرة على وجهه؛ حتي نكتب خبراً نرسله ب”الفاكس” وقتها مدعماً بالصور! ‏ وبحماس استطرد “الشربيني”، قائلاً: ‏ – لم تكد تمر إلا دقائق حتي أرسل الاستاذ “الباجوري” مصوراً من المكتب، وهو الزميل سمير صادق؛ قبل أن يفاجئني أنا شخصياً بنزوله بنفسه الى الكافتيريا، وكان ذلك في نفس وقت وصول كريمتيْ الأستاذ “محفوظ”؛ بسيارة “مرسيدس” للرجوع معه إلي البيت ، وتلبية نداء الحشود المهنئة باللحظة الكبري، والفرحة العارمة بالجائزة الدولية المرموقة! ‏كيف تم تصحيح..

“الحدث”!

من الطريف أن كاتبنا الصحفي الكبير، والذي نجح في تحقيق هذا “السبق الصحفي” الضخم؛ قد علّق، في البداية؛ وبنوع من الرضا لا يخلو أيضاً من ندم؛ بقوله: ‏ – للأسف الشديد أنني لم أتابع مع هذه الحشود تلك اللحظة في بيت “الأستاذ”، وإن كنت قد ذهبت إليه بناءً على اتفاقنا معاً؛ لإجراء حديث صحفي مطوَّل معه ، في مكتبه بجريدة “الاهرام”، وأدرت الحوار معه أنا وزميلي الراحل مصطفي بدر؛ ليتم نشر حلقاته، وبتوسع؛ في جريدة “الأنباء” الكويتية! ‏ وبسرعة، أكمل كلامه، وبصورة موضحاً، بقوله: ‏ – ربما لم ادرك قيمة تلك اللحظة في حينها، نظراً لكثافة حجم التغطية الإعلامية التي رافقت الإعلان عن فوز أول كاتب عربي بجائزة “نوبل” للآداب، فوقتها ضاعت في الزحام “خبطتي الصحفية” الكاملة بامتياز ؛ لقد سمحت لها أيضًا أن تضيع، وكان الطوفان جارفاً، والإعلام من كل حدب وصوب ينهال على بطل الحدث؛ فلم يتح لي مجال لرواية الحقيقة! ‏ .  .

ولكن، ها هو الوقت بدا وأنه قد حان ليتاح المجال أمام كاتبنا الصحفي الكبير محمود الشربيني لرواية الحقيقة الكاملة، وإن بدا أن ذلك تم، وبنوع من المصادفة، وبعد مرور “33” عاماً على الأحداث كلها! ‏ فقد كان “الشربيني” يقرأ، فيتابع؛ بعض من يمنحون لأنفسهم “شرف” أنهم “أول من أبلغ أديب”نوبل” بالجائزة”، ولما كانوا أقل شأناً في نظره من أن يرد عليهم فإنه كان يتركهم “في غيِّهم (ظلمهم) يعمهون (يعمون عن الرشد)”؛ ولكن وبالمصادفة، وخلال وجوده بمكتب رئيس تحرير جريدة “الوفد” الغراء الكاتب الصحفي الكبير الدكتور وجدي زين وجد “الشربيني” نسخة من كتاب جديد للكاتب الكبير محمد سلماوي، وهو كتاب “العصف والريحان”؛ أهداها سلماوي له ، كما يفعل معه دائما منذ تعرفا على بعضهما البعض عام ١٩٨٤ أثناء عرض مسرحية القاتل خارج السجن .

ولما كان “سلماوي” من أصدقائه الأعزاء على نفسه، ومنذ سنوات طويلة؛ فإن “الشربيني” تناول الكتاب، وقرأه بسرعة لا تخلو من استمتاع بأسلوب الكاتب القدير؛ إلى أن وقعت تحت بصره مفاجأة لم يتوقعها،الف وبالتحديد؛ في الصفحة رقم 110!!”

لقاء الشربيني فى حوار مع نجيب محفوظ

‏هذه الحقيقة.. بالكامل!

‏يقول  الشربيني، وبالحرف الواحد: – الحقيقة أنني أنتهز فرصة ماورد بكتاب الاستاذ سلماوي؛ لأصحح جزءاً من هذا التاريخ الذي ذهب مع الريح! وأضاف، قائلاً: – في الصفحه رقم “110”، أورد الأستاذ سلماوي؛ مايلي: “وقبل أن أصل إلى منزل “محفوظ” كانت زوجته السيدة عطية الله قد أيقظته من النوم، وأبلغته أنه فاز بجائزة نوبل؛ لكنه لم يستسغ تلك الدعابة، وطلب منها أن تكف عن المزاح، وتتركه ينال قسطه المعتاد من الراحة…”! ‏ وبسرعة، قال “الشربيني”: ‏ – ولكن الذي لاشك فيه، وتدعمه الصور والمادة الصحفية المنشورة بجريدة “الأنباء”، في صدر صفحتها الأولي، وفي اليوم التالي مباشرة للحدث، وهو يوم الجمعه الرابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول، 1988؛ إنما هو وثيقة “قطعية الثبوت والدلالة، وهو أنه أول من أبلغ الاستاذ نجيب محفوظ بحصوله على جائزة نوبل في الأدب. ‏

ولما كان ما ذكره الزميل محمود الشربيني حقيقياً، ومدعماً بالوثائق والصور؛ فقد التقطت “الوفد” الخيط، ونشرت عرضا للكتاب مدعما بالصور والاهداءات التي اهداها سلماوي الشربيني ، وصور اللقطات منشورة مرافقة مع المادة ،وفي إحداها تبدو كريمة محفوظ وقد جاءت لارجاع والدها إلي البيت للقاءالمهنئين ،ويبدو الشربيني بأوراقه وجميل الباجوري قرب سيارة المرسيدس التي جاءت بها كريمة محفوظ لتقله بها إلى بيته.

وهي صور بعدسة المصور الفنان سمير صادق ، والتي وقع على ظهرها بخاتمه ، ليتأكد للجميع أن الصحفي محمود الشربيني كان أول من أبلغ أديب “نوبل” بالجائزة؛ ولينسد، وللأبد؛ بعد ذلك الباب أمام أدعياء هذا “الشرف”، وبعد كل هذه السنوات؛ وهم غير قليلين بعد أن بانت الحقيقة بكاملها للجميع. ‏

*** ‏** وتنتهز “تايم نيوز أوروبا بالعربي” الفرصة لتضم صوتها لصوت كاتبنا الصحفي الكبير محمود الشربيني في توجيه الشكر للكاتب الصحفي الخلوق الكبير الدكتور وجدي زين الدين رئيس تحرير “الوفد” في تصحيح هذه الواقعة الهامة، وغيرها من الوقائع التاريخية؛ وقد بدأت الجريدة في عهده، ومعه كل السادة الزملاء النابهين بها؛ في استعادة أمجادها كقلعة مجيدة للحريات، وتصحيح كل ما يهم الوعي الوطني الجمعي من وقائع تاريخية تنويرية.** ‏

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

هل السيئة تهدم جبال الحسنات؟!

تايم نيوز أوروبا بالعربي | ليندا سليم  ولي في قصة الدكتور موافي وجهة نظر سأقص …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *