تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
لم تنفعه عفاريته ولم يشفع له أصدقاؤه ملوك الجن من إلقاء مباحث الأمن المصرية القبض عليه، مؤخراً؛ بتهمة التحايل والتنقيب على الآثار، مما أثار دهشة الرأي العام في مصر، وإلى حد أدى إلى أن يتصدر اسمه منصات الأخبار، ومواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا»؛ حتى أصبح الكثيرون يتساءلون: ما هي حقيقة هذا الرجل؟!
تايم نيوز أوروبا بالعربي تقرير | كتبه: عباس الصهبي
مع أن علاء حسانين قد دخل مجلس النواب مرتين، إلا أن لقبه « نائب الجن والعفاريت»، وبالذات؛ في عهد جماعة الأخوان، قد ظل يطارده، ولا يزال إلى الآن! وتعود الدهشة في إلقاء القبض عليه إلى أنه ومنذ عهد الرئيس مبارك اشتُهر هذا الرجل بأنه قادر على العلاج بالجان من السحر والمس والصرع، وأنه تربطه أواصر صداقة وطيدة، وغير مسبوقة؛ مع كبار ملوك الجان، وإلى حد أنهم ينفذون أوامره وطلباته، ويحققون له كل ما يرغب وفي الوقت الذي يريده.
إدعاءات بقدرات خارقة!
وقد نجح الرجل في إقناع كثيرين ممن يحيطون به بقدراته التي تفوق قدرة البشر، بل وبأنه يستطيع أن يوظف الجان لتحقيق ما يأمرهم به، ومن هؤلاء المحيطين
والمقربين انتشرت، وبمرور وقت غير طويل؛ أغرب القصص عن معجزاته الأشبه بالأساطير!
وقد توطدت علاقاته في تلك الفترة بكثيرين من النواب وكبار الشخصيات العامة في «الحزب الوطني»، حزب الرئيس السابق مبارك؛ وقد انتشرت في وقت ما بتلك الفترة صورة له وهو يقبِّل يد الرئيس مبارك، فتوهجت شهرته أكثر وأكثر، ونجح في إيهام الكثيرين؛ بقدرته على فك الأعمال السحرية لمن ينافسونهم على كراسي الحكم، بل وبقدرته على توصيل بعضهم إلى مناصب أعلى.
ووصلت الثقة بقدراته الفائقة هذه إلى حد طلب البعض منه، وعلى شاشات التليفزيون؛ بضرورة أن يذهب بنفسه، وفوراّ؛ إلى قرى كان أبناؤها يُفاجأون باشتعال النيران فيها، وفي أوقات متباينة، وبلا سبب واضح لهذه الحرائق التي لم يكن أحد من أهل تلك القرى في ذلك الوقت يعرف السبب في اندلاعها ، أو مصدر نيران حدوثها؛ وبالتالي لم يكن أمامهم إلا أن يعزوا تلك الحرائق إلى الجن والعفاريت!
النائب.. زعيم عصابة!
وقد ألقت الأجهزة الأمنية المصرية أواخر الأسبوع الماضي القبض على علاء حسنين نائب الجن والعفاريت؛ بتهمة قيادة تشكيل عصابي للتنقيب عن الآثار، في عدة مناطق بكل من القاهرة والجيزة، وتجميعها، تمهيداً لتهريب هذه الآثار للخارج؛ وبادعاء تسخيره الجن وعملهم معه في ذلك. وتم ضبط كميات من الآثار بحوزته، وكشف لأجهزة الأمن الأماكن التي قام بالحفر فيها، ليتم إثر ذلك فتح محضر لإثبات أقواله وإحالته إلى النيابة المختصة.
وكانت التحريات قد أثبتت قيام بعض الأشخاص بالتنقيب عن الآثار، أحدهم سبق اتهامه في أربع قضايا، ويقوم بالتمويل في عمليات التنقيب هذه، وقد تولت عدة مأموريات إلقاء القبض على التشكيل العصابي بكامله، حيث ضبطت لديهم 201 قطعة آثار، ولوحين من الخشب لأحد التوابيت الفرعونية منقوش عليهما بالهيروغليفية، و36 تمثالاً تتراوح أطوالها ما بين 6-13 سم، بالإضافة إلى 4 تماثيل «أوشابتي» نصفية، وهي تماثيل كان يضعها الفراعنة في مقابرهم تحمل ملامح المتوفين، وآخر «أوشابتي» من المرمر، فضلاً عن تمثال خشبي ل«أوزيريس» بطول 40 سم.
«خادم الشعب»..معقول!
معروف أن علاء حسنين من مواليد محافظة المنيا، ويمتلك عدة محاجر فيها، كما أنه صاحب شركة «ويلز إيچيبت» للرخام والجرانيت، وفوق ذلك يمتلك في المنيا مجموعة من المستشفيات والمدارس.
كما سبق اتهامه بالنصب والاحتيال عندما قام رجل الأعمال المصري حسن راتب بعمل محضر ضده في الشرطة اتهمه فيه بالنصب والاحتيال، وأنه استولى منه على 3 ملايين دولار.
وكان نائب الجن والعفاريت قد أصبح نائباً خلال دورتين متتاليتين، أولاهما كانت عام 2000، والأخرى عام 2005، كما رشح نفسه لمرة ثالثة عن دائرته في المنيا، وما زال الترشيح بسببه موقوفاً حتى الآن في تلك الدائرة.
أما آخر ظهور عام له؛ فكان في حفل عشاء أقامه اللاعب الدولي «محمد النني»، لاعب مُنتخب مصر، ونادي «أرسينال» الإنجليزي، في فيللته الخاصة، يوم الجمعة الموافق19 يونيو؛ حيث وجهت الدعوة لنائب الجن والعفاريت مع عدد من الشخصيات العامة.
وكان قد أطلق على نفسه، ومنذ سنوات قليلة؛ لقب «خادم الشعب»، كما ظهر بالعديد من البرامج التليفزيونية لتسويق شهرته في اتصاله بالجان، كاشفاً عن بعض أعماله في خدمة المجتمع، وهو ما يشير إلى:
,, ضرورة التدقيق الشديد من لجان الهيئة الوطنية للانتخابات ، وبقدر متزايد وأكبر من الاهتمام؛ عند إعلان الموافقة المبدئية على اختيار، كل من يتقدمون للترشيح في الانتخابات النيابية؛ نظراّ لتأثير ذلك على سُمعة مصر في كل أنحاء العالم ،،.
