أسرار لحركة صهيونية فى كتاب بتركيا | الجزء الثاني

تايم نيوز هولندا

مؤسس حركة بيتار فلاديمير زئيف جابوتنسكي (1880- 1940)، يعد من بين الشخصيات المهمة، مثل مؤسسي الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل (1860-1904) وحاييم وايزمان (1874 – 1952). ويعتبر جابوتنسكي الأب الفكري لأرييل شارون وحزب الليكود واليمين الإسرائيلي عمومًا، وكان يتبنى الأيديولوجية الداروينية الاجتماعية والفاشية والعسكرية.
من الأسباب الرئيسية وراء تأسيس حركة بيتار من قبل جابوتنسكي، غرس الفلسفة الصهيونية في الشباب اليهودي وتحويلهم إلى خدام، وجنود للدولة التي سيتم تأسيسها في المستقبل، تحت مسمى «إسرائيل». 

انشق جابوتنسكي عن المنظمة الصهيونية العالمية التي أسسها ثيودور هرتزل في عشرينيات القرن الماضي، ليقوم في عام 1925 بتأسيس «حزب الصهيونية التصحيحية».
وكان شعار الحركة التصحيحية، «هدف الصهيونية هو أرض إسرائيل كدولة واحدة على جانبي نهر الأردن»، أي كل الأرض الموعودة في التوراة، حسب زعمهم. 

بعد وفاة جابوتنسكي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1940، حلّ حزب الصهيونية التصحيحية نفسه عام 1946 وانضم إلى المنظمة الصهيونية العالمية مرة أخرى.
انتقد جابوتنسكي الأحكام التي تحتوي على منظور إنساني في التوراة، مثل «أحب جارك كنفسك»، معتبرًا أن القوة هي التي تشكل الحياة السياسية في يومنا، لذلك كان من أنصار العنف والصراع المسلح.
تأثر كثيرًا بآراء الرئيس الإيطالي موسوليني، الفاشية. كان موسوليني قد زار عام 1936 معسكرًا لحركة بيتار في إيطاليا، وقدم لهم كل أنواع الدعم حتى يتمكنوا من ممارسة نشاطهم بسهولة في الأراضي الإيطالية

 
كما يعد جابوتنسكي، مؤسسًا لمنظمات إرهابية مثل هاجاناه وإرغون، مارست الإرهاب في فلسطين والشرق الأوسط، قبيل إقامة دولة إسرائيل الصهيونية، وكانت هذه المنظمات ستعرف بهجماتها الدموية في المنطقة.
عمل جابوتنسكي محررا في صحيفة «Le Jeune Turc» التي جاءت إلى تركيا عام 1908، وقام الصهاينة بتمويلها، وعيّن في السنوات التالية مسؤولًا عن كل الصحف الممولة من قبل «المنظمة الصهيونية العالمية» في إسطنبول: «Courrier D’Orient» اليومية، »L’Aurore» الأسبوعية، و»El Jedeo – Ha Hehudi» الأسبوعية الصادرة بلغة ولادينو، و»Ha-Mevasser» الأسبوعية والعبرية. 

وكان صاحب ومحرر صحيفة «Courrier D’Orient» هو جلال نوري بيك، أحد أبرز الكتاب في أواخر العهد العثماني.
كان جابوتنسكي يسعى من أجل انهيار وتمزيق الدولة العثمانية، حتى يتسنى تأسيس دولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية. يقول جابوتنسكي في كتابه «صيغة أمر فقط: أقم إسرائيل»، إن «المكان الذي يحكمه الأتراك لا تشاهد فيه الشمس ولا ينبت العشب»، مضيفًا أنه «من أجل إقامة دولة إسرائيل في فلسطين، يجب أولاً هزيمة الأتراك. هل سنوجه الضربة من الشرق أم من الغرب؟ هذا مجرد سؤال تقني. كل جبهة هي طريق يؤدي إلى صهيون».
حارب جابوتنسكي في صفوف الإنكليز ضد الدولة العثمانية في معركة جناق قلعة، ومعارك صحراء سيناء وغزة، مع الوحدات العسكرية الأولى التي أسسها اليهود بعد سنوات طويلة من انتشارِهم حول العالم

خلاصة الكلام، يستحيل على المرء ألا يشعر بالقهر عندما يقرأ ما قام به الصهاينة من أعمال دقيقة للغاية في مختلف المجالات من أجل إقامة إسرائيل، بناء على خطط وضعوها قبل 100 عام، ثم يرى حال المسلمين والعرب والفلسطينيين اليوم.
وكم تشبه دعايات «فلسطين ليست قضيتي» التي تطلقها بعض الدول العربية في الفترة الأخيرة بشكل خاص، تلك الخطط التي وضعها الصهاينة قبل 100 عام.. كان هدف جابوتنسكي الأعظم في الماضي هو جعل العرب أعداء ضد أخوتهم الأتراك، الغريب أن تلك الخطة لا تزال مستمرة.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

سوق مصر في إسطنبول | حكاية رحلة لتاريخ

ما ان تقترب من المكان وعلى بعد تشم رائحة التوابل الشرقية الممزوجة برائحة القهوة التركية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *