القائمة

سوق مصر في إسطنبول | حكاية رحلة لتاريخ

admin1 سنة واحدة مضت 2 8.9 ألف
  1. ما ان تقترب من المكان وعلى بعد تشم رائحة التوابل الشرقية الممزوجة برائحة القهوة التركية، التي تقودك للبازار المغطى بمنطقة (إيمنونو – eminonu)، بجوار الجامع الجديد Yeni Camii والمعروف بسوق مصر حيث تعتليه لافته مكتوب عليها Misir Carsisi.

إسطنبول : سعيد السبكي

انت في رحلة عبر الزمن القديم تأخذك إليها أرضه الحجرية وقبابه المزخرفة وجدرانه العتيقة، حيث المنتجات العثمانية المطرّزة وزخرفة الفن العثماني والقناديل الملوّنة والمشغولات الفضية والنحاسية.

يعتبر البازار المصري، ثاني أكبر بازار في أسطنبول بعد البازار الكبير Büyük Çarşı ، كما أنه ظل المركز الرئيسي لتجارة التوابل في تركيا بشكل عام، واسطنبول بشكل خاص لأكثر من ماءتي عام.

استضافة وترحيب كرم عربي ينتهي بالبيع

كنت اسير مع صديقي رفيق الاغتراب الدكتور محمود عماره داخل السوق نتجاذب اطراف الحديث مع الشباب العربي “الباعة ” انا اهتماماتي صحفية بالدرجة الاولى وعماره يهتم بحنكة وخبرة بحالة السوق وكيفية الادارة الاقتصادية، كما انه وفر علي طرح الاستفسارات الصحفية حيث يطرح أسئلته على الشباب برشاقة تجعل المعلومات تنساب بسلاسة.
كثير من الشباب المصريين هاجروا من مصر بحثا عن فرصة عمل ومستوى حياة اقتصادية . . واخرين من سوريا ولبنان فروا من ويلات الحرب والضاءقة الاقتصادية.


الشاب السوري ” محمد” استضافنا وقدم لنا الماء المثلج وعدد من انواع الشاي المخلوط باجود انواع الاعشاب والفواكه. ولم يسلم الامر من اتمام صفقة من تلك المنتجات التى اشتري بعضها صديقى الدكتور عمارة الذي يستصفني فى اسطمبول مدة اسبوع رافضا ان انفق ليرة واحدة.

لقد سمّي بالسوق المصري، عندما بدأت الدولة العثمانية في بناء الجامع الجديد وأنشأت السوق بجواره كوقف إسلامي، حيث ينفق من ثمن إيجاره على الجامع، ونشر المصريون تجارتهم في هذا السوق واعتمدوا في ذلك الوقت على الأقمشة والتوابل، وظلّ هذا السوق هو الأشهر في تجارة التوابل.

وحتي يومنا هذا السوق هو وقف اسلامي حيث تقوم الدولة بتحصيل ايجارات المحال التجارية وتعيد جانب كبير منها فى شكل انفاقات على المسجد المجاور ” المسجد الجديد” وما يتبقي يتم صرفه على المرافق والصيانة والتجميل المستمر اضافة للحماية الامنية.

تاريخه
لقد تم الانتهاء من بناء السوق عام 1664، كجزء من مسجد يني Yeni Camii، حيث كان الهدف الأساسي من بنائه هو توفير الأموال اللازمة لصيانة هذا المسجد، في البداية أطلق على السوق اسم البازار الجديد yeni çarşı ولكن اعتمدت فيما بعد تسمية البازار المصري بسبب استيراد القهوة والتوابل من الهند وجنوب شرق آسيا إلى مصر ومنها إلى إسطنبول عن طريق البحر الأبيض المتوسّط.

خلال عام 1947 قامت الحكومة التركية الحديثة بإجراء تعديلات عليه، حيث كان السوق لوقت طويل متخصصًا في بيع التوابل والأدوية العشبية فأضافت بعض المواد الغذائية الأساسية وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي مرّت بها البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.

البازار بأكمله يأخذ شكل حرف L ويتألف من 88 حجرة مقبّبة، 21 منها مخصّصة لبيع الذهب والنحاسيات و10 للهدايا والكماليات، و4 للألبسة، والباقي للبهارات والأعشاب والتوابل والمكسرات والجبن والنقانق والفواكة المجفّفة والمربى والبذور .

منتجات مميزة
لدى زيارتك للسوق المصري، ستجده يعجّ بالزوّار المحليين والسائحين وأصحاب المتاجر وسط مجموعة مذهلة من الألوان والروائح المنبعثة من الأعشاب المجفّفة والنباتات المتنوّعة والنادرة التي تحقّق رغبتك الاستكشافية وأيضًا تمدك بفرصة تجربة الطب البديل من خلال توفر الكثير من الأعشاب العلاجية المدهشة التي تمّ اختبار فعاليتها عبر قرون من الزمان.

سترى أيضًا، جميع أنواع منتجات التجميل ذات المصادر الطبيعية كالحناء والإسفنج الطبيعي والزيوت وماء الورد، بالإضافة إلى الكثير من المساحيق التي كانت تستخدم في الحمّامات التركية كوسائل لتنقية البشرة والعناية بها وكذلك مختلف انواع الصابون الطبيعي المصنع يدويا بخلطات طبيعي واعشاب.

سوف تلاحظ ايضا أن نسبة كبيرة من البائعين في هذا السوق يتكلّمون العربية وبعض اللغات الأخرى وكذلك شباب من مصر وسوريا، وذلك بسبب عدد السياح الكبير لهذا السوق، مما يمكنهم من التعامل مع الزبائن بشكل أفضل وأسهل.

السوق الموازي
بعد أن يغلق السوق المصري أبوابه في الساعة السادسة، ومع قدوم فترة المساء يحضر باعة جائلون ومعهم بضاعتهم يفترشوها خلف الجامع، وهي بضاعة تشبه الى حد كبير بضاعة السوق المصري ولكن بثمن زهيد يقلّ إلى النصف أو يزيد قليلا.

كتب بواسطة

2 تعليقات

2 تعليقات

  1. يقول اسعد جابر:

    عزيزياستمتع في مصر في اوروبا وربما بعدينةفي اسيا في القسم الاسيوي من اسطنبول. بالصدفة اقرا الان رواية اطنبول : اورهان باموق.
    استمتع يا عزيزي .

    1. شكرا ياصديق العمر الوفي الخلوق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *