كتب | سعيد السبكي
بعد أعمال العُنف التي حدثت الأسبوع الماضي أثناء مُباراة نادي آياكس الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي أعلن رئيس الوزراء الهولندي ” ديك سخووف ” أنه سيحقق في الإجراءات المتخذة ضد ما وصفه بـ “مُعاداة السامية”. أحد هذه الإجراءات هي إمكانية حرمان الأشخاص الذين يحملون جواز سفر مزدوج والذين أدينوا بارتكاب أعمال عُنف من جنسيتهم الهولندية. فكيف ينظُر اليهود سُكان العاصمة الهولندي أمستردام إلى هذا الإجراءات المُحتمل إتخاذها؟
في أحد الأحياء جنوب أمستردام التي تضم جالية يهودية كبيرة، يكاد يكون التوتر واضحًا في الشارع. حيث تقوم عدة سيارات جيب تابعة للشرطة العسكرية بدوريات حول ثلاث مدارس يهودية، فبمجرد إجراء حديث عابر مع شخص ما، يقوم الأمن الخاص بالمدارس بوضع حد لذلك، وتستمر الشرطة العسكرية في فى طرح التساؤلات، وفي بعض المدارس يتدخل المدير أثناء محادثة مع أحد المعلمين.
وتتردد أقاويل اتخذت من المُبالغات والتهويل أشكال كثيرة كأن يقول أحد السُكان اليهود إنه في هذه الأيام “ينظر حوله ثلاث مرات” قبل أن يدخل إلى مكان ما. ويُعلل ذلك بأنه يفعل هذا الأمر منذ الأسبوع الذي تلا السابع من أكتوبر العام الماضي 2023 عقب تفجر الحرب بين حركة حماس والجيش الاسرائيلي.
تؤكد شرائط الفيديو وشهود عيان بأن أعمال العُنف جاءت من مُشجعي كرة القدم أنصار نادي وشباب من الجاليات العربية المُختلفة.
كثير من وجهات النظر تؤكد ان وسائل الاعلام الهولندية انحازت للرؤية الاسرائيلية ووجهت كثير من الاتهامات للجاليات العربية، حتى انه تلقي الأضواء على مزاعم اليهود الهولنديين بأن مشاعر الخوف تنتبابهم، وتروج لضرورة حمايتهم، وهو الأمر الذي يُساهم فى دعم نظرية المؤامرة وتثبيت صور ذهنية لن تفيد أى من الأطراف.
حتى أن عمدة أمستردام ” فيمكا هالسيما ” أطلقت تصريحات وصفها البعض بالخطيرة بقولها بعد أعمال العنف ضد أنصار مكابي في المدينة “إن هذا يعيد ذكرى المذابح”. حتى ان بعض اليهود أنفسهم اتهموا تصريحاتها بالمبالغة.
كما يعتقد آخرين بأن الإجراء الخاص بسحب الجنسية الهولندية الذي اقترحته الحكومة “غير ممكن في الواقع”.
أيضا النقاش الدائر فى الشارع الهواندي منذ الأحداث حول معاداة السامية يتم اختطافه من ألسنة السياسيين خاصة جناح اليمين المُتطرف الذى اتخذ منها زريعة لتحقيق أهدافه.
يقول الكاتب الهولندي موريتس دي براون: “أجد أن استخدام مصطلح المذابح مبالغ فيه تماما، وبصراحة، خطير الاستخدام، لأنه يجعل اليهود على وجه الخصوص أكثر قلقا”. ومن وجهة نظره، أصبح تعريف معاداة السامية غامضا للغاية. “خاصة منذ 7 أكتوبر. لقد تم تصنيف شعارات مثل ‘فلسطين حرة’ على أنها معادية للسامية”.
وأضاف دي براون: أن إجراء سحب جواز السفر الذي تحقق فيه الحكومة أمر فظيع. “إنه أمر لا يصدق أن يحدث هذا في بلدنا. لا يمكنك محاربة العنصرية بالعنصرية، بالنسبة لي”.