كتبت | عبير نعيم
مع التقدُم الهائل للتكنولوجيا الرقمية والمُستجدات الكارثية التى تواكب عصرنا الحديث أتحدث فى هذا المقال عن تقنية الذكاء الإصطناعى، الذي أصبح فى مُعظم الهواتف المحمولة، وهو يُعد من أخطر التطبيقات التى تجذب ومازالت تسحر عقول البشرية وتدفعهم لمزيد من الهوس المعرفى.
ولأن البشر بطبيعتهم يكمن في دواخلهم حُب المعرفة كسلوك فطرى متأصل فى طبيعة تكوينهم العقلى الفسيولوجى والمُكتسب نقف جميعًا أمام ظواهر وتحديات متنوعة.
مثال : نجد الطفل حديث الولادة منذ اللحظات الأولى بعد ولادته مُباشرة يتحسس بوجه صدر أمه ساعيًا لمعرفة من أين يشبع رغبة جوعه .
ومع تقدم الطفل فى العُمر يسعى لمعرفة أركان المنزل عند وصوله لمرحلة المشى ساعيًا لإكتشاف المزيد عن تفاصيل بيئة منزله ۔
ومع التدرج العًمرى للإنسان تزداد رقعة الهوس المعرفى لديه، نجد أن الطفل فى مرحلة ما لديه فضول لمعرفة من خلق الكون؟ ، من أين جئت؟ ، من أين تأتى الأمطار؟ ، ليصل الى سؤال مُحير شغل ويشغل حتى العُلماء وأهل الدين . . أين الله ؟
ثم تباعا مرحلة الهوس المعرفى المكتسب مع تقدم المرحلة العقلية وإتساع خبرات الفرد .
مثال آخر : عندما نقوم بحبس شخص فى مكان مُظلم ومُعتم ونتركه نلاحظ أول تصرف يفعله هو البحث عن زر الإنارة ،
فما يقوم به العقل البشرى بطريقة تلقائية سواء كانت فسيولوجى أو مكتسبة هو تحت مسمى ( حُب المعرفة) ۔
نعود للحديث عن تطبيق خاصية الذكاء الإصطناعى كل مافعله هذا التطبيق هو اللعب على وتر خطير من خواص البشرية المتأصلة فى تركيبة البشر عامة بصرف النظر عن أجناسهم ، فهذا التطبيق ينمى فكرة الهوس المعرفى الجنونى، فالعُزلة التى أوجدتها مجالات التكنولوجيا جعلت الفرد فريسة سهلة لمزيد من هذا الهوس المعرفى الغير محكوم بالعقل فى كثير من الح ، فلا نستبعد أن يسأل الطفل الذى فقد أمه ، أين ماما الآن ؟
فهذا الجهاز فى يد الطفل بمثابة أداة معرفية غزيزة لديها كل الإجابات عن كل الأسئلة حتى الغير منطقية ،ناهيك عن الأشخاص المصابون بعدم توازن نفسى، ولكنهم طلقاء ولديهم فضول للحصول على كم معرفة وهمية، ظنًا منهم أنها تُعيد توازنهم النفسى الوهمى ، والأطفال المُصابون بالتوحد ويفضلون الإنعزال بهواتفهم بعيد عن النظر فلديهم الكثير من الأسئلة لايريدون الإفصاح عنها.
هذا لا يقلل من إيجابيات الذكاء الإصطناعى فى نواحى أخرى لا حصر لها منها القطاع الصحي والجنائى والثقافي ۔۔ألخ.
لكن لكل جواد كبوة ۔