الجن الذي عشقته ” ح 2″

بقلم : حنــان مصطفى فهمى

من خلال الحلقة الثانية من قصة ” الجِنْ الذى عشِقتَهٌ” ، نطوف لنستكمل اللقاء حول اللغز الذى حارت فيه “سلمى وعم حسين” مدير المكتبة، وقد إنتهينا فى الحلقة السابقة من إختيار “سلمى لكتاب “أريدك أنتِ” لعلىًّ الغريب” وقعت عينها على كلمات غريبة سطرها الكاتب جعلتها تفقد توازنها وتحتار، وحين وقعت عينها على جمـلة واحدة من سطور الكتاب: “هل أنت واثقة إنك تريدين أن تكملي الرواية وتصبحين البطلة” هـذه أخر فرصة لك للإنسـحاب؟ لم تهتم سلمى بتلك السطور, وإنتـقلت للصـفحة التالية.. وهنا رأت جملة أخرى أغرب من الأولى : ” الآن لا مجـال لك للتراجع, رددي معي ” لقد أحببتك .. لقد أحببتك .. لقد أحببتك” ..

لـم تتمـالك ” سلمى ” أعصابها أغـلقت الكـتاب بقوة وحـملته لتعيده إلى الـصندوق و لـكنٌّه سقـط منها ،وسقطت من بين صفحاته ورقـة!.. تـعجبت ” سلمى” وخـشيت أن تكون قد مَزَّقت ورقة من الكـتاب.. أمسـكت الورقة وركَّـزت في كلـماتها :” لقد نبهتك من قبل.. إنتهى وقت التـراجع, أحملي هذا الكتاب معك إلى المنزل وأكملي قراءته.. فزعت سلمى وصـرخت من الـخـوف فسمعها “عم حسين”, الذي ركـض نـحوها .. ماذا بك يا بنيتي؟! وحين بدأت بطلة القصة” سلمى” تفتح صفحات الكتاب وتعود لإستكمال القراءة، أعطت الورقة التى سقطت من الكتاب “لعم حسين” وهي ترتعش، أرادت أن تريه المكتوب، وفجأة كانت صدمتها، فقد إختفت الـجملة المرعبة التى قرأتها من الـورقة… الجملة كانت تقول” سيدتي الجميله هذه الرواية مقـسَّمة إلـى سبع فصول، ستكونين أنتِ البطلة فى الفصل الـسابع.. سيدتي بـعد إنتهـاءك من قراءة صفحات هذه الرواية ستصبحين لي، وستعشقيني..  وسيظل طيفي يحوم بـغرفتك وكل أرجاء منـزلك..” هذه هى الجملة التى فزعت منها “سلمى” وصرخت من هول ما رأتهٌ، وحين

نظر “عم حسين” لصفحات الكتاب وجدها بيضاء خالية من تلك الجملة الغريبة… تلعثمت” سلمى” وإرتبكت، ولـم تعرف كيف تـفسر الأمر للـعم ” حسين ” فقـالت : أسفة ياعم “حسين” لقد رأيت فأراً يجول تحت أرفف المكتبة فخفت.. طمأنها عم حسين وقال لها لا تخافى سأبحث عنه لأقتله!.. سـامحك الله يا بنيتى لقد أخفتيني .. كـنت أعتقد أنَّك فـتاة شجاعة فأنت تختلفين عن بقية الإناث.. سلمى: أعلم ذلك يا عم حسين، لـكن لا أعرف مالذي حدث لي؟! ويبدو أنني أحتاج للعودة للمنزل فوراً لأخذَ قسـطاً من الراحة. . “عم حسين” يجيب عليها نـعم بـنيتي .. خذي معكِ هذا الكتاب وأكملى قراءته فى المنزل.. فرحت سلمى لهذا العرض فهي كانت محتارة كيف تطلبٌه؟ حملت سلمى الرواية وشكرت عم حسين كثيراً.

جلست ليلاً بـغرفتها وكانت كـل أضواء الـمنزل مظلماً، عدا مصباح غرفتها… الـمنزل في حـالة سكـون تام فالصمت هو جليسها.. أمـسكت “سلمى” بـكتابها وهى على يقين أنَّ مارأته وقرأتهٌ في الورقة الـفارغة ليس وهـماً وأن تلك الـجملة حقيقية.. وبدأت تقرأ سطورالـرواية التى تتـحدث عن شخـص يبلغ من العمر سبعمائة عام؛ كل مائة عام تمثلها فصل من فصول القصة التي تشرح كل تفاصيل حياته، بداية من مرحلة الطفولة إلى الشباب وكـعادتها ولشغفها بقراءة القصص الخيالية قرأت صفحات الـرواية بشغف.. وجدتها تحكي عن قصة حياة شاب من “الجن” هو ابن ملك الجان، يعشق عالم الإنس، حاول هذا الشاب مراراً وتكراراً التخلي عن عالمه والذهاب لعالم الإنس، ولكن في كل مرة يتم منعهِ وإلقاء القبض عليه، ولكن بعدها يطلق سراحه لأنَّه لم يبلغ بعد السن القانونية فى عالمهم.. فالسن القانوني عندهم هو سبعمائة عام.. وبالفعل تصل “سلمى” إلى الفصل السابع من الرواية، فقد بلغ عمر “عليٌّ” ابن ملك الجن السبعمائة عام وهنا قال له الملك: لن تستطيع الهروب مرة أخرى إلا إذا أنقذتك إمرأة من الإنس، تكون على قدر كبير من الجمال، وأن تكون صفاتها الجرأة والشجاعة، ومتميزة عن بقية النساء ،، ولابد أن تكتب يا “علىَّ” بنفسك روايتك وتقرأها هذه الفتاة كلها ومع الفصل السابع ستصبح زوجتك وبذلك تستطيع التحرر والعيش فى عالم الإنس..

انتهت سلمى أخيراً بإنتهـاء الفصل السابع فى منتصف ليلها .. وعادت ظهر الـيوم الثـاني لتكمل الرواية ولـم تتوقف ” سلمى ” عن القراءة ولـم تأكل أو تشرب.. فقـط تقرأ؛ وهي لا تصدق نفسها .. وبعد إنتهاء فصول القصة .. لاحظت أنَّ هـناك مجموعة من الـصفـحات فـارغة من الكلام في أخر الكتـاب. ففكرت فى هذا الأمر الغريب، لـكنَّ الإرهـاق الشديد تغلَّب عليـها, فراحت في نـوم عمـيق حتى حلَّ عليها الليل.. إستيقظت “سلمى” ليلاً و جـلست تـفكر فيما قرأته بالأمس.. يـا إلـهي يبدو أننـي قضيت الأمس وصبـاح الـيوم في قراءة الـرواية الـغريبة ؛ ويدور عقلها وتحدّث نفسها ياليَّ من متهورة وعاشقة لمثل هذه الروايات الغريبة! نـظرت ” سلمى ” لتجد الـورقة الى اختفت حروفها امام عم “حسين” ملقاة على الأرض مرة أخرى, حـملتها لـترى مالذي كتب فيها هذه المرة..

ومن هـنا بدأت موازين حـياة ” سلمى ” في التـغير, فقد تـدلى فـكها السـفلي من هـول مارأت.. رأت جـملة أخرى على الورقة” .. زوّجـتٌك نـفسـي “.. بـسرعة حـملت الـكتاب وفتـحته لتـنتقل إلـى الصـفحات الـفارغة، ويحدث ماتوقعته… قرأت عنوان ” الـفصل السابع” علىٌّ و سلمى “.. الغريب أنَّ العنوان يحمل اسمها واسم “علىٌّ” ، إلاَّ أنّ باقى الـصفحات بيـضاء, فـهمت ” سلمى ” كل شيء, الفصول السبعة تـمثل جمـلة “زوّجٌتك نفـسي”… وكـاتب هذه السطور يتحدث عن “علىٌّ” ذلك الشاب من العالم الآخر و أنها هي من وقع عليها الإختيار لتصبح زوجته , كيف حدث هذا ؟ ومـن هو هذا الشخـص ؟ هذا هو اللـغز!

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

فكرة شاردة | للشاعرة إيمان محمد ابراهيم

بقلم | إيمان محمد إبراهيم فكرةٌ شارِدةٌ، نجمةٌ سيًارَةٌ، حبٌّ عقيمٌ، لا هناءَ في قُربِكَ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *