تعتبر أزمة كورونا فرصة لطرح كثير من الأسئلة على أنفسنا، لكي نسأل ونستفسر كمواطنين عرب “ماذا نعرف عن حقوق الإنسان؟!”
نحن هنا لا نسأل عن مستوى إحترام مجتمعاتنا و حكوماتنا لهذه الحقوق فقط ، بل نسأل أيضاً حتى عن مجرد وعي مجتمعاتنا المحلية بهذه القضية؟! حيث نجد أن الوعي بها في أدنى المستويات ، و هذا بسبب مجموعة عوامل سياسية ، إجتماعية و ثقافية ،أبرزها أن التبشير بحقوق الإنسان إرتبط بالمجتمع الغربي، مما أدى لنمو خطاب سياسي محلي و قومي ضد مفهوم حقوق الإنسان سوقته بعض الأنظمة السياسية، و أظهرت فيه حقوق الإنسان كثقافة غربية دخيلة على مجتمعاتنا المحافظة.
كما أن رواج هذا الخطاب ساهمت فيه تيارات دينية متطرفة إجتزأت بعض نصوص قوانين حقوق الإنسان من سياقها العام واعتبرتها مُخالفة للدين الإسلامي، و عموماً يمكن أن نقول أن “إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام” الذي تمت إجازته من قبل مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في أغسطس من العام 1990 بالقاهرة شكل تطوراً ملحوظاً لفهم مجتمعنا لحقوق الإنسان في سياق ثقاقتنا الإسلامية.
و من المعتقد أن ديباجة هذا الإعلان تعتبر ملخص راقي و ضافي لنقاش فكري عميق دار بين رواد هذا المجال سواء أن كانوا من المختصين في المجال أو من رجال الدين.
لكن على العموم ومن حيث التطبيق نجد أنفسنا في العالم العربي في تراجع مستمر في قضايا الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيزها حيث أصبح الحديث عن الحقوق السياسية و الإجتماعية مدعاة للسخرية، لأن أبسط الحقوق الأساسية في وطننا العربي منتهكة، فأصبح المتابع لنشرات الأخبار لا يهتز له جفن و هو يشاهد يومياً الجثث تملأ الطرقات.