ذكريات مدللة…وغصة البعاد

مديرة تحرير تايم نيوز – ليندا سليم
– تحضرني دائما ذكريات الطفولة وكان حلاوتها تكمن في براءتها وغيابها عن الواقع برمته …
-ياتي رمضان لينهي كل غصة ومشاحنات ،حتي الحزن يتهاوي عند سماع صوت شيوخا كراما كانوا وما زالوا علامة من علامات قدوم الشهر …
– كان أبي يأتي من عمله حاملا في يداه كل ما تشتهي له الآنفس من خيرات انعم بها المولي علينا وتستقبله أمي بحفاوة رغم انشغالها في المطبخ لإعداد طعام الافطار والتي تحضرني رائحته الان وانا اكتب تلك الكلمات ..
– رائحة شهية رائحة الصواني العتية وما تحمله من اكلات وحلويات ،حتي رائحة الشيرم ” العسل” اشتمه الآن وكم كنت احب أن أقوم بنفسي بتوزيعه علي الحلا ” كنافة وقطايف”
– وما أن يؤذن الشيخ رفعت ويسبقة المدفع حتي تدب الفرحة ويجري منا الكبير ليصلي ويدفع الصغير ليقلده بعد أن توزع الرطب والتمور علي كل الحضور من الجد للحفيد..
-لم تكن تلك السفرة تسعنا ولذا كنا نفترش الارض وتبقي العجائز علي كرسي موازي لجلستنا فنعد لهم الأطباق قبل أي أحد كانت ( الاخلاق سائدة).
– استمع الان لصوت الملاعق وهي تدندن بالاطباق وصوت أمي وهو يحايلنا لناكل من هذا وذاك ،ودغدغة ابي وهو يقول لي كفاكي مخللات “صدرك يا بنتي كلي زي الناس” ،بينما تسابقة أمي وتضع الطعام بفمي وكذلك جدي فكم كنت مدللة بين عائلتي باليمتين لكوني الحفيدة الكبري ..
لملمت المائدة وتسابق إخوتي نحو التلفاز ليشاهدا بوجي وطمطم  وعم فؤاد، بينما أمي تذهب لتجلب الحلويات وتستعد لصلاة التراويح وكل الحضور  مابين المسجد وصلاتها بالبيت ثم تمر ساعات قليلة ونستمع للطبلاوي استعدادا للتهجد وكأنه يسكن ديارنا طول الشهر..
-مات ابي وبعدتني كورونا عن أمي واخوتي آلاف الأميال وذهبت العزائم التي كنت اتهرب منها خوفا أن ألبي هذة وتلك لا ولو عاد الزمن للوراء لحضرتهم جميعا ولو لجبر الخواطر مثلما كنت افعل سلفا وقطعته منذ مات أبي لما اشعر فيه من جهد ومعاناة وحسرة…
– اتذكر يوما كنت علي الإفطار في ثلاثة اماكن إثنان بنفس الحي والثالث بعيد إنه اليوم الأول ومراضاة الجميع فيه محالة إلا لو كنت سوبر هيرو وقد كنت ذلك الهيرو رغما لمراضاة الرب واياهم وإن رجعت تلك الأيام سافعلها راضية مشتاقة..
-ولكنه الموت اخذ ما اخذ والغربة بعدت ما بعدت والخلافات قطعت ما قطعت واخيرا كورونا جعلت الكل ملازما لحياة هو إختارها رغما أو طواعية وكأنك أسررت في نفسك حبك للبعاد فرزقت به (مؤلمة)…

عن admin1

شاهد أيضاً

فَيِنْ يُوجِعُكَ ؟ ! | يَا وَاشٍ يَا وَاشٍ يَا حُكُومَةُ

وَكْرِ اَلَأْ چنَدَّاَتُ . . مَضَامِين عَنْكَبُوتِيَّةٍ . . كَوْكَبَ اَلدُّفُوفِ لَا أَمْلِكُ أَدَوَاتٌ اَلْمَطَبَلَاتِيَّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *