الجن الذي عشقته: ح(1)

بقلم : حنــان مصطفى فهمى

“سلمى” إمرأة فاتنة فى بداية العقد الرابع من عمرها، تـعيش وحدتها بعـد وفاة ابويها، ومن بعدهما لحق بهما زوجها الى جوار ربه ..
حياتها أصبحت فارغة و مملة، فما أصعبها الوحدة فى حياة قاسية دون سندِ أو ونيس، فـهى مقطوعة الأقـارب، ولم يشأ القدر أن تنجب من زوجها.. حٌرمت ” سلمى” نعمة الحياة الطبيعية التى يعيشها الناس، فكانت تكره جنس الرجال،، يبدأون معها بكلام معسولِ طـامعين فى جسدها، وخلال مشوار حياتها، لم تجد أحداً تتكئ عليه وتتخذه سنداً لها بعد زوجها.. تعرضت “سلمى” للعديد من المواقف القاسية، فأصبحت تنفر من الجميع..فقررت عدم الزواج نهائياً بعد رحيل زوجها،، رغم الكثير من الرجال الذين طرقوا بابها للزواج منها،،،
” كانت” سلمى ” تقضي معظم وقتها في القراءة من خلال المكتبة التى تقع بالقرب من مسكنها، فكل صباح تطرق باب “عم حسين” مدير المكتبة، ذلك الرجل الطيب المٌسن، لتطلب كتاباً تقرأهٌ، تلك المكتبة التى لا يزورها إلا القليل من الناس تملأ أرففها الأتربة وتشم فيها رائحة التاريخ والأساطير القديمة والحكايات الخيالية.. ووسـط الـكتب الـقديمة تغوص “سلمى” فى قراءة الروايات المختلفة، وتقع عيناها فى أغلب الأحيان على القصص الغريبة، فهى تحب قراءتها هروباً من واقعها المٌمل..
وفي يوم من الأيام طرقت باب”عم حسين” مدير المكتبة، فرحّب بها، وأجلسها فى نفس المكان الذى اعتادت الجلوس فيه لتقرأ كعادتها.. يدور حوار بين “سلمى” ومدير المكتبة:
أهـناك جديد يا عم حسين أقرأه اليوم ؟
يرد عم حسين: نـعم يا ابنتى .. بالأمس جائتني مجـموعة من الـكتب والروايـات الـقديمة مـن صـديق , ستـجدينها في أخر أرفف المـكتبة داخل صندوق خشبىٌّ، وجدت “سلمى” الكتب غير مرتبة تعلو أغلفتها التراب، فجـلست على أرضية ممر المكتبة الـمتسخة, وفـتحت الـصندوق و إرتسـمت على وجـهها ملامح الـفرح،
فالعـديد من الكـتب تحمل عناويناً غريبة,.. أخذت تفكر .. ماذا ستقرأ؟!
تساؤلات دارت برأس ” سلمى ” من بيـن كل تلك الكتب أيـهم ستـختار ؟!
وقـعت عـيناها علـى غلاف روايـة تحمل عنوان ” أريدك أنتِ ” وكان اسم الكاتب ” عليٌّ الغريب ” تعجبت من الأسم، فلأول مرة تقرأ إسم هذا الكاتب..وتعجبت لإسم الرواية نادت للـعم ” حسين ” ..عم حسين, ألديك فـكرة عن هذه الرواية – أي رواية يا ابنتى ؟ّ!
أنظـر هـنا دقيقة ..
لا يابنـيتي لا فـكرة لدي اقرئيها ثـم أخبريني برأيك عـنها،
حسـنا.. أخـذت ” سلمى” الـكتاب وجـلست علـى أحد مقاعد الـمكتبة لتـقلَّب صفـحات الرواية, تـمعَّنت في مقـدمة الرواية الـغريبة، فسطورها تقول:
سيدتي الجميله هذه الرواية مقـسَّمة إلـى سبع فصول، ستكونين أنتِ البطلة فى الفصل الـسابع..
سيدتي بـعد إنتهـائك من قراءة صفحات هذه الرواية ستصبحين لي، وستعشقيني.. و سيظل طيفي يحوم بـغرفتك وكل أرجاء منـزلك..
ولو غبت يوماً عن أنظارك، ستبحثين عني بجنون في كل مكان، فأرجوك قـبل أن تبـدئي الـقراءة إن كـنتِ مـتزوجة فأعيدى الـرواية لـمكانها داخل الصندوق ، فالـخيانة لـيست من طبعي..
تعجبت ” سلمى ” من هذه الكلمات التى سطرها الكاتب عبر مقدمة الرواية..
وقالت في نـفسها: هل هذا أسـلوب كاتب جديد لجذب القُرآء؟! أم أنَّ هناك لغزاً وراء هذه القصّة؟!

غريبة هى أمر هذه الكلمات التى سطرها الكاتب “عليٌّ الغريب”..
هل هي من أجل الحصول على شهرة لهذه الرواية.. فدائماً القرآء يعـشقون المقدمات الـخادعة والغريبة ..
لكنَّ ” سلمى ” لاتهتم للمـقدمات في العـادة لـذلك تجـاوزت الـمقدمة للصـفحة الأخرى، فوقعت عينها على جمـلة واحدة.. هل أنت واثقة انك تريدين أن تكملي الرواية وتصبحين البطلة،
هـذه أخر فرصة لك للإنسـحاب؟

لم تهتم سلمى بتلك السطور, وإنتـقلت للصـفحة التالية.. وهنا رأت جملة أخرى أغرب من الأولى : ” الآن لا مجـال لك للتراجع, رددي معي ” لقد أحببتك .. لقد أحببتك .. لقد أحببتك” ..
لـم تتمـالك ” سلمى ” أعصابها أغـلقت الكـتاب بقوة وحـملته لتعيده إلى الـصندوق و لـكنٌّه سقـط منها ،وسقطت من بين صفحاته ورقـة!..
تـعجبت ” سلمى” وخـشيت أن تكون قد مَزَّقت ورقة من الكـتاب..
أمسـكت الورقة وركَّـزت في كلـماتها :” لقد نبهتك من قبل.. انتهى وقت التـراجع, أحملي هذا الكتاب معك إلى المنزل وأكملي قراءته..
فزعت سلمى وصـرخت من الـخـوف فسمعها “عم حسين”, الذي ركـض نـحوها ..
ماذا بك يا بنيتي؟!
والى لقاء فى الحلقة القادمة مع تفاصيل جديدة تعرفونها عن “الجِنْ الذى عشقتهٌ “

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

أنشر كتابك بأقل من سعر البيتزا | مُبادرة شاب مصري

القاهرة | خاص كثير من الكُتاب مُحترفين وهواة يواجهون مصاعب في ايجاد الفرصة المناسبة لنشر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *