ما يُخبئهُ الغد|الفصل الثامن عشر

الفصل الثامن عشر ..

تايم نيوز أوروبا بالعربي|ريم حسام الدين

لم تستطيع الذهاب الى العمل فى اليوم التالي .. و لم تتحدث مع معاويه .. غادرتها الرغبه فى مغادره الفراش ظلت تتقلب به تدفن وجهها فى شعرها ..
ظل كلام محمد يتردد صداه بعقلها .. فتاره تبكي و تاره اخري تشرد و هي توافقه و لا تجد ما يسئ بكلامه ..
غادرت فراشها و اتجهت لتاخذ حماماً لتهدئ قليلاً .. خرجت تحاول صرف انتبهها لما لا تحضر طعاماً بما انها فى المنزل ..
اجابت على معاويه فى النهايه تخبره انها لا تستطيع الذهاب الى التدريب فهي مرهقه .. مع اصراره وافقت ان تذهب الى النادي فقط ..
و اتجهت الى المطبخ تحضر الطعام و تصنع كوباً من القهوة ليجابه ذلك الالم برأسها .. بعد قليل كانت تدهن الحائط قد خططت ان تقوم بطباعه الصور و تعليقها عليه و لكن تقوم بدهانه اولاً .. دون خطط ..
انتبهت أخيراً الى امر هام الان … لما لا تريد الطلاق .. أفقط تخشي الوحده ام تخشي فقدانه ايضا .. لما قد تخشي فقدانه يا تري ..
اضاء هاتفها برقم معاويه يحثها الا تتاخر : ده على اساس بتيجي فى معادك يعنى ..
– مش جيت مره فى معادي ..
تنهدت قائله : انا دماغى فيها حفله مش فايقه و الله .
– لما تيجي نشوف الموضوع ده .. سلام
– سلام ..
وصلت الى النادي .. قبله بالتاكيد كان معها حاسوبها المحمول .. كانت تقوم بتحضير بعض الملفات عليه .. شعرت بقدومه ليلقى هو حقيبته على الكرسي و القي بجسده على الكرسي الاخر يزفر بصوت عالى لتقول هي : متولعش النار ..
– مش وقت امثالك العجيبه يا مسك .
اردفت و لم ترفع راسها عن الحاسوب : مالك قالب وشك علينا ليه ..
صمت ثوانى ثم اجاب : مفيش حاجه مشاكل فى الشغل بس .. وانتى مجيتيش التمرين ليه .. الى على وشك ده مش ارهاق يعني ..
– فاصله .
– ما هو واضح .. مالك يا مسك فى ايه ؟ ..
– فى مشكله ايه فى الشغل ..
رفع احدي حاجبيه مردفاً : مسك .. لخصي ..
اغلقت الحاسوب و نظرت اليه قائله : معاويه دلوقتى حوار الشغل اتغير و بدء يظبط صح .. يبقى انت مستنى ايه ..
نظر اليها و لم يتكلم .. اغمضت عيناها تحاول ترتيب كلماتها ثم اكملت : انا مش شايفه سبب اننا مطلقناش لحد دلوقتى ..
هذا ما كان ينقصه بالفعل .. فالمصائب لا تأتى فرادا .. و كانهم تأمروا عليه جميعاً .. والده و الان هي .. بالله قليل من الوقت انه يحتاج قليل من الوقت ليري ماذا يجب عليه فعله …
ظلت تتحدث و كان هو فصل عن كل ذلك : معاويه .. انت معايا .. انت يا ابنى ..
نهض فى هدوء ليعدل من هندامه بينما هي تكلمت بحده : معاويه انا مش بكلم نفسي ..
مال بجزعه يسحب حقيبته بهدوء اغضبها ثم نظر لها فى برود : انا مش هطلق ..
قالها تاركاً اياها واقفاً ثم رحل … ظلت تنظر فى اثره لا تستطيع فهم ما حدث الأن ضحكت فى بلاهه و قالت لنفسها و هي تعيد فتح حاسوبها : بيبي طب انا موقفى ايه دلوقتى … استغفر الله العظيم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ركب دراجته و انطلق بها .. وجد نفسه قد وصل الى مكانهما على الشاطئ ..
جلس بمفرده لمده طويله يعيد ما حدث منذ بدايه الامر حتى رفضه الطلاق منذ ساعات .. مسح على وجهه ثم اخرج هاتفه و قام باتصال ليتكلم هو بنبره مختنقه : ماما
– معاويه .. انت فين يا حبيبي أتاخرت كده ليه و ماله صوتك .. انت كويس ..
حرك راسه بمعنى كلا كانها تراه : لا .. انا مش كويس .. انا مخنوق اوى يا ماما ..
افاض لها بكل ما يثقل قلبه لتنطق أخيراً : أعمل الى تحسه صح يا معاويه .. متخليش التردد يسرق منك حياتك و يخسرك يا حبيبي ..
– هو انا ممكن اطلب منك طلب ..
– اكيد ..
اغلقت زهر الهاتف و جلست يشارك قلبها .. قلب ولدها الحزين .. جلس زوجها بجانبها لتتنهد ليتكلم هو قائلاً : ابنك ..
اماءت له ليربت هو على وجنتها قائلا بحنان : متخفيش .. ابنك عاقل وهيتصرف صح .. هو بس عايز يتقرص عليه شويه و ده الى انا عملته ..
– انا متضايقه بس علشانه .. متضايق اوى ..
– شويه هيبقى كويس .. خففي انتى على نفسك و كمان مش عايزة فرح و عايزة ابنك يتجوز .. اديته زقه صغيره اهو ..
ضحكت و مالت على كتفه .. ليمسح هو على راسها محاوله لتهدئه روعها قليلاً .. يحاول اقناع نفسه اولا قبل اقناعها بذلك الحديث ليطمئن قلبه على ولده ..

عادت مسك الى المنزل كان الحائط قد جف من الطلاء .. تنازلت احد الاقلام و ظلت تدون بعض التواريخ مع ترك مسافة مناسبه للصور ..
كان لديها طاقه عجيبه .. تدفعها لفعل الكثير .. وجدت رساله من زهر تخبرها هل هي متفرغه بالغد ليتقابلا .. لتوافقها مسك ثم عادت لتكمل ما بدئته …

عن admin1

شاهد أيضاً

إمتياز مع مرتبة الشرف الأول في رسالة دكتوراة للباحثة المصرية | شيرين طلعت

تنفرد تايم نيوز اوروبا بعرض برومو أحدث رسالة دكتوراة في كلية اداب قسم إعلام جامعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *