ما يُخبئُه الغد|الفصل الثاني عشر

الفصل الثاني عشر

تايم نيوز أوروبا بالعربي|ريم حسام الدين

استيقظت وجدت الساعه قد تجاوزت الثانيه عشر ظهراً ..
خرجت لتجد معاويه يتناول كوباً من القهوة و يعبث بالهاتف نظر اليها و هو يبتسم : صباح الخير ..
– واخد راحتك انت في البيت ..
– تحبي تفطري ..
كانت جائعه فلم تعترض تحرك الى المطبخ لتلحقه هي و جلست على كرسي فى الزاويه ..
– ننجز شويه جعانه ..
– ابويا اشتراني ليكي عبد امتى ..
كانت الاطباق تقريبا جاهزة من قبل و جهز طبق من البيض ساعدته فى حمل الاطباق جلس و قبل ان يرفع راسه تكلمت هي : كان عيد ميلادي ال 14 بابا حجز لينا فى فندق فى شرم الشيخ علشان نقضي اليوم هناك ..
كان لازم نتحرك من بليل .. ركبنا العربيه و قعدنا نغني و نهزر طول الطريق قبل ما الساعه تتم 12 بابا كان بيظبط الراديو و رفع صوته علشان تسمع الدقات الى قبل نص الليل هو مان متعود على كده علشان يقولى كل سنه و انتى طيبه بصوت عالى ..
الراديو كان معلق مخدش باله من الطريق .. بعد دقات التلاته عربيه دخلت فينا من الجنب و عربيتنا اتقلبت ..
مسحت دمعه كانت قد خانتها بكفها لتكمل و هي تغالب صوتها ليخرج ثابتاً : صحيت بعد شهر فى المستشفي ..
ملقتش غير عمو محمد معايا .. بابا و ماما مخرجوش من الحادثه .. عمو معرفش ياخدنى عنده فى البيت علشان عنده ولد بس شاف حد من صحابه مكنش عندهم اطفال قضيت معاهم اسوء 4 سنين في حياتى من معامله زى الزفت ساعات بتوصل للضرب .. بس كملت تعليم و دخلت الجامعه كنت تميت 18 سنه ..
روحت قولت لعمو على كل حاجه فخدلي الشقه دي و بقيت بشتغل مع الجامعه معاه علشان متقلش عليه اكتر من كده .. كل سنه يوم عيد ميلادي كنت بحاول اهرب باى طريقه حتى لو هاخد منوم علشان اعدي اليوم ده ..
يظل ينظر اليها دون النطق باي كلمه ليحمحم اخيرا : انتى ازاى مقولتليش اي حاجه قبل كده .
– علشان محدش يعرف الموضوع ده غير عمو ..
– و هو كمان مقاليش حتى ملمحش ..
– انا طلبت منه ده ..
– على الاقل اكون عارف او عامل حسابي ان فى حاجه لازم اخد بالى ..
– خلاص يا معاويه ..
تنهد و اشار لها لتاكل بعد الفطار .. اشار لها لتنتظر قليلا دلفت الى المطبخ ليعود بقالب الكيك به شمعه قال لها : بغض النظر عن كل الى مكنتش اعرفه ده .. بس احنا هنبدء من اول النهارده .. سنه جديده و بدايه جديد .. اولها اننا هنعمل حاجه مختلفة و تحتفلي السنه دي بعيد ميلادك ايه رايك ..
ابتسمت له .. ليشعل الشمعه و يبدء بالغناء لها اغنيه عيد ميلاد ..
نظر لها مع ابتسامه محبه مكملاً : من حسن حظي انك اتولدتي ..
مد لها القالب ثم اكمل : يلا اتمني امنيه .
– معاويه … متمشيش .
– مش هسافر يا ميمي .. مش هسافر قاعد على قلوبكوا .. يلا اتمني .
أغمضت عيناها فلتكن أنانيه .. فليقل ما يقول عنها .. لم تفكر قبلاً من هو معاويه بالنسبه لها و لن تفعل الان كل ما تعرفها انها لن تستطيع المضي قدماً بدونه أن كانت تلك انانيه فلتكن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل الى منزله اخيراً و قد قاربت الساعه على الخامسه ليجد والده أمامه قائلاً فى لهفه : هي كويسه .
– كويسه كان المفروض تقولى يا بابا على الاقل كنت خدت بالى من تصرفاتها اليوم ده الحمد لله انها جت على قد كده انا اصلا معرفش ساقت ازاى اصلا .
– الحمد لله .. مجاش فى دماغى و الله يا ابنى نسيت التاريخ .
وضع يده على كتفه قائلا : بسيطه انا عندي فكره لطيفه .. انام بس ساعتين علشان دماغي هتفرقع و اصحي نظبط الدنيا اعمل حسابك بس علشان عندنا عيد ميلاد بليل جهز هديتك بقى .
صعد الى غرفته بينما ظل والده يفكر بما يحدث .. منذ متى هذا الاهتمام بفتاه و من ؟ مسك .. هل هذا نابع من شفقه أم انه شئ اخر ..
ليأتي صوت زوجته قاطعاً افكاره : واقف كده ليه يا محمد ..
ابتسم ثم اردف : تعالى يا زوزو فى موضوع لازم نتكلم فيه ..
اقتربت منه ليجلسها على الكرسي و يستقر بالكرسي المجاور لها .. قص عليها أمر مسك من بدايته .. ظلت تنظر له بعينين التمعت فيهما الدموع الحبيسه فلم تكن تعلم باي شئ عنها سوى انها ابنه صديقه المتوف فقط ..
تكلمت بنبره هادئه شاعره بالذنب : ليه مقولتليش .
– دي رغبتها و انا مكنتش حابب تاخد جنب مننا .
قضمت اظافرها تجاهد حتى لا تبكي : انا خبطت فيها جامد .. صح .
اخد يديها بين راحتيه يربط عليهما : الصراحه اه .. بس ممكن تجيبيلها هديه علشان عيد ميلادها .. حاجه من بتاعه البنات الى مبفهمش فيها دي فستان او اى حاجه .. مسك غلبانه هتعدي الدنيا و هتتبسط كمان .
تنهدت قائله : تفتكر .
– اه .. بسرعه بقى علشان ابنك ابو قلب حنين عاملها عيد ميلاد عندنا النهارده .
– معاويه .. قالتها بدهشه .
– و انتى عندك ابن غيره .. اه هو نخلص الليله دي و نشوف حكايته ايه .
ابتسمت له : هجيبلك حاجه معايا بس هي بتحب ايه .
– اي حاجه تعمل دوشه .. اه و الرسم تقريبا ..
-هتصرف .. قالتها و انصرفت ..

أتى المساء كان الامر باكمله كانه احد احلامها .. يوم مولدها .. تلك الذكري المؤلمه .. تتحول فهذا اغمق و اكبر من ان يكون تغييراً .
كان احتفال بسيط و لطيف .. كعك و هدايا كل شئ هادئ و دافئ ..
كانت تمسح المتلاحقه و هي تبتسم لتستقبلها والدته تحتضنها : كل سنه و انتى طيبه عقبال ميه سنه ..
-و انتى طيبه يا زوزو .. قالتها لتضحك والدته بشده ..
احضروا لها الهدايا فكانت عباره عن فستان اصفر هادئ ذا اكمام منفوشه قليلا و سلسال ذهبي ينتهي بفراشه زرقاء صغيره .. بينما احضر لها معاويه مجموعه ضخمه من الالوان التى تستخدهما و ملابس خاصه بالرسم ..
قضت السهره فى هذا الجو الاسري المحبب المخصص لها هي تحديداً .. تتحدث .. تضحك و تتشاجر هي و معاويه ..
فى النهايه تبعها معاويه الى المنزل ليساعدها فى حمل الهدايا قالت له قبل ان يغادر : شكرا يا معاويه .. شكرا بجد على كل حاجه .. انا بجد الى احساس الى حسيته النهارده معاكوا عمري محسيته من 12 سنه تقريباً .
ابتسم و هو يربط علي راسها و هو يقلدها : سيد عيب احنا أهل ..
دفعت يده : طب ايدك كده و يلا اتكل على الله بنام بدري عندنا شغل ..
– ده من امتى النشاط ده ..
– بطل حقد بقى يا ساتر ..
– طب يلا يا لمضه .. تصبحي على خير ..
– معاويه ..
– مش هيخلص معاويه النهارده ..
– شكرا .
ابتسم لها ثم لوح لها راحلاً و هو يقول : يلا ادخلى طيب .. تصبحي على خير .
– وانت من اهله ..
أغلقت بابها و وضعت الهدايا امامها تنظر لهم بساعده طفله تتلقي هدايا العيد لاول مره .. وضعت كلتا يديها على وجهها الذي لم تغادره الابتسامه و هي تنقل انظارها بينهم .
في النهايه غفت فى جلستها واضعه راسها على الطاوله بجانب تلك الهدايا ..

عن admin1

شاهد أيضاً

الإفلاس الإبداعي للإعلانات التجارية في اختزال الشعور بالسعادة بالرقص

بقلم | عنتر المصيلحي تعتبر الإعلانات واحدة من أهم سائل التسويق التى يعتمد عليها وتستخدمها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *