تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
مرصد «تايم نيوز» | من ملفات الاحتلال البريطاني
ما أن انتهت الحملات الصليبية على الشرق، خلال الفترة من عام 1095 حتى عام 1291 (9 حملات)، بحجة انتزاع القدس، تحت مزاعم «دينية» ل«بابوات» الكنيسة الغربية؛ وظهر ما يُطلق عليه عصر «النهضة» الذي أنهى العصور الوسطى في أوروبا كحركة ثقافية استمرت تقريباً من القرن ال14 الميلادي حتى القرن ال17، وانتهت بتحييد دور الكنيسة السياسي؛ حتى كان الغرب قد التفت وعن قرب خلال حروبه الصليبية إلى «كنوز الشرق»؛ لتبدأ أطماعه «الدنيوية» التوسعية هذه المرة في احتلال أرض العرب وامتداداً منها إلى أفريقيا ثم إلى آسيا!
كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي
ولما كانت مصر «مفتاح الشرق»، بموقعها الاستراتيچي وثرائها المادي، مثلما رآها ملوك وأمراء الغرب بأنفسهم خلال هذه الحملات، فهي التي وقفت حجر عثرة لعدة قرون أمام حملاتهم الاستعمارية، مثلما أوقفت من قبل توغل المغول والتتار في الشرق العربي؛ فقد وجد ملوك وأباطرة الغرب أن «البداية» لابد وأن تبدأ من احتلال مصر!!
لماذا مصر.. أولاً!
ومن هنا توالت جرائم الاحتلال الأوروبي تقوده الدولتان العظميان في ذلك الوقت: إنجلترا وفرنسا!
وبدا «الإغراء» كبيراً ويستحق بالفعل المغامرة والإنفاق العسكري الأوروبي الضخم من سفن وعتاد وجنود، خاصةً وقد لمس أمراء وملوك أوروبا بأنفسهم خلال الحروب الصليبية، والقادمين أصلاً من بلاد قارسة البرودة؛ ما يتمتع به العرب في مصر والشام – والمحظوظون عنهم جغرافياًّ – في بلادهم ذات الشموس الدافئة والأراضي الزراعية المنبسطة بوديانها الخصبة الممتدة في كل مكان ترويها أعذب الأنهار ومناجم الذهب والمعادن النفيسة!
فشل.. لويس التاسع!
وكان الفرنسيون في البداية هم أول من لفتوا أنظار الإنجليز إلى أهمية احتلال مصر؛ منذ حملة لويس التاسع ملك فرنسا في عهد السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب (الحملة الصليبية السابعة عام 1249 على مصر)، الذي توفي أثناء احتلال الصليبيين لثغر دمياط شمال مصر؛ حيث بدأت الحملة باستيلاء الفرنسيين على مدينة دمياط ثم حاولوا الزحف نحو القاهرة، إلا أن قوات المماليك استطاعت إلحاق الهزيمة بهم عند مدينة المنصورة ثم فارسكور وانتهت الحملة بالفشل الذريع، وأُسِر الملك لويس التاسع؛ ليرحل الفرنسيون عن مصر، بعد أن تكبدوا خسائر ضخمة! (والبقية تأتي)
