كل هذا الحُب | أفراح وأتراح ليندا سليم

كتب | سعيد السُبكي

قد لا يجروء كاتب قول أو كتابة حروفي هذه لكني أفعل وأجري على الله . . زميلتي المُخلصة وابنتي الوفية وأمي المُضحية . . ” ليندا سليم ” تبكيني فرحاً وتفرحني باكياً . . أعترف أني لم أنجح في تعويضها ” كما أريد ” فقدانها أبيها . . فطوال حياتي لم أرى ولم أسمع ابنه تكن كل هذا الحُب لأبيها الشرعي مثلها، نتحدث وتخفي دموعها لكن عيونها لا تكذب ونبرات صوتها تكشف ما تريد ستره حتى لا أتألم أنا وهي تتوجع وتتنهد لدرجة لا أعرف معها الفرق بين الشهيق والزفير . . أحببتني في المرحوم أبوها مما تحكيه وتكتبه . . اليوم أعيد نشر ما نشرته على صفحة الفيسبوك الشخصية تيمناً وفخراً بحب تجود بها نفسها وروحها عشقاً في والدها رحمة الله عليه.

المشاعر الإنسانية النقية تبقى أبد الدهر ورب بضع كلمات صادقة أجدي من آلاف الكتابات السياسية

كتبت ابنتي ليندا سليم ” سعيد ” تقول :

إشتريت أكفان لتسترني في سترة ميت وميتة ،فكلنا اموات ولاد أموات وإنا لله و انا اليه راجعون..
حين مات أبي علمت أنه كان لديه كفن في حاجته واستغربت لأنه لم يقل لي يوما انه يملك كفنا ولكن سبق موته تردده على مقبرة ابيه وأراقه الطقس فيه رغم انه كان في عز الحر وذكر انه لم يكن يرغب ان يترك المكان ورايت ايضا قبل سفري ووفاته رؤى وكنا في رمضان وقبل موعد الافطار باقل من ساعة قررت أن انهض واطهي لأبي بعض الطعام وأذهب إليه العمل لأفطر معه تاركه زوجي وابنائي فاتصلت بي أمي تسألني ما بك ولم تنزلين في تلك الساعة المغرب اوشك الاذان فقلت لها قد يكون هذا اخر فطور مع أبي فاستغفرت وقالت لما تقولين ذلك قلت لها رأيت وعلمت ،وما انا رأني حتى كعادته ادمعت عيناه ..الوحيدة التي بكاها أنا إبنته الكبرى فبعدي عنه لم يمنانعه ولكنه كان يذبحه وكلما رايته اقول انت من كنت تريدني ان أتزوج ولست انا …

وفطرنا وتحدثنا ثم هممت العودة للمنزل وخرجت من عنده ثم عدت لالتقط له هذة الصورة فوجدت عيناه كما ترون ( تبكيني) وحاول ان يتظاهر بالإبتسام وانا ايضا لم أشعره إنني اعرف حاله …وفاتت ايام ثم اتى العيد ليتصل ويهنئني وانا في الصلاة ثم اخبرني انه سينام وينتظرني بعد العصر فذهبت وجلسنا ومضت ايام قليلة باحداث ممهدة كموت زوج ابنة خالي غرقا وذهبت للعزاء وحدثني لاني تاخرت الذهاب اليه قلت له بطريقي الى ابنه خالي لأعزيها فقال لي الله لا يعزيك في غالي وفات يومان وذهبت له مودعة لم يودعني كما يجب وقال لاول مرة (مستعجلة ليه) رغم انها كانت اول اجازة ،وكان يحاول التماسك وعدم النظر إلي . . وكذلك انا . . وبعد أنا نزلت من عنده اردت الرجوع مرة اخرى ولكنني خفت ان اضايقه ،فمؤكد انه كان يبكيني ولا يريدني اراه يبكي وسافرت بعد ان تاخرت رحلتي للصباح فظن انني زعلت منه ومجرد فتحت جوالي وجدت اتصاله ملهوفا انتي فين طمنيني عنك قلت له بخير حبيبي الرحلة اتاخرت معلش فتحدث معي انه لم ينام اراد ان يطمنئن ومضى كم يوم ثم حدثني يدعوا لي دون سبب محدد فنمت ليلتها و قمت فجرا اشعر بأن احد يتلمس كتفي ليوقظني فظننت انهم الرحمانيين يوقظوني لاصل فصليت وانا نائمة متمتمة وكانني يقظة ثم اخبرني زوجي باكرا انني طلبت منه شرشف ابيض ليغطيني به ففعل وهو نفسه يظن انني ربما سأموت لما تعجب من امري وقتها وبعض سويعات جاءني الخبر لأدرك ان من تحسسني مودعا ومطبطبا ابي وقت صعود روحه الى ربها وهو يصل الفجر ودع ابنته التي تبعد عنه ألاف الأميال ومن وقتها هانت علي الدنيا وما عليها …

يمكن دي المرة الثانية او الثالثة التي أسرد فيها نفس الكلام ولكنني اشعر بغصة ارهقتني ونزعت من روحي روحا لم يبقى منها الا فتاتا …
ودعني من كان لا يقدم احد علي ،من كان لا يدعني انام حتى يذيقني ما اشتهيته دون ان اخبره وجلبه لي .. مات نعم مات وما زلت عالقة في تلك الفانية اتكبد عناء حسرة الفقدان ..
كتبت كل ذلك ولم انوي حقا كتابته كل ما اردت قوله انني اشتريت اكفانا صدقة جارية لستر ميت او ميتة عن ابي وأبي لزوجي وأم لزوجي واخرين ،..
وعن شراء الاكفان فهو امر يجب على كل حي ان يملكه ويتحسسه ليذكره ان كل هذا اللغو نهايته شرشف ابيض ..

* رحم الله امواتنا ورحمنا جميعا واحسن خاتمتنا يارب

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

فتاوى العلماء|”لا تراعى الواقع وتأثيرها على مصداقيتهم لدى الجمهور”

فتوى العلماء هى مصدر هام للتوجية والإرشاد للناس فى مختلف القضايا الدينية و الإجتماعية، ومع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *