صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

“ثرثرة”في كافيه «تايم نيوز بالعربي» (3)

     التقى الأستاذ وتلميذه في موعدهما الأسبوعي، ولاحظ الأستاذ أن تلميذه يبدو هذه المرة متهلل الوجه سعيداً، جداً، فوق العادة، فدار بينهما الحوار: 

     ‏- ما كل هذه الفرحة والانبساط في وجهك، يبدو أنك استفدت من كلامي معك الأسبوع الماضي، أو وجدت على الأقل العمل الذي تريده؟! 

     ‏- (تراجعت نصف ابتسامته) يعني! إلى حدٍ ما! 

     ‏- (بسخرية) إذن، نسيت حكاية العمل كلها، وأهميته، ووقعت في الحب؟! 

     ‏- (لا يزال مبيتسماً) لا، يا أستاذي، «حب إيه اللي انت جاي تقول عليه»، على رأي الست «ثومة»، لازم أجد العمل الأول وبعدين الحب! 

     ‏- كويس، أنه يوجد في الجيل الجديد يستمع للسيدة «أم كلثوم» بجانب أغاني المهرجانات!! 

     ‏- أستاذي، لازم «الميكس»، و«الخَلْطة» إياها، فنحن كما تصفوننا «جيل الوجبات الجاهزة السريعة والبهارات الجديدة»!!

     ‏- تمام، ربنا يهديك، لكن لم تقل سر فرحتك؟! 

     ‏- أنا وإن لم أجد أي «شغل» لي، حتى الآن، إلا أنني وجدت لك «شغل»! 

     ‏- عند من؟! 

     ‏- (ضاحكاً بخفة ظل “لا تخلو من عشم”) عندي أنا!! 

     ‏- (بدهشة) عندك أنت؟! 

     ‏- نعم، ألست أستاذي، أم تنوي التخلِّي عني، كل المطلوب من حضرتك فقط أن تجيب على أسئلتي وتكون مُرشدي، لأفهم طبيعة ما أعيشه الآن! 

     ‏- (ضاحكاً برضا) ماشي يا عم، يعني تريدني أعمل لديك كمستشار خاص !! 

     ‏- ما كل هذه” الألفاظ الكبيرة” التي تعوَّدها جيلكم؟! 

     ‏يسكت الأستاذ، متصنعاً الاستسلام أمام خفة ظل تلميذه الزائدة، ليتفهم حقيقة ما يدور برأسه، فيواصل التلميذ كلامه: 

     ‏- ألا توجد في الإعلانات ما يطلق عليه حين تشتري شيئاً جديداً من السلع «خدمة ما بعد البيع»، أيْ صيانة المنتج مجاناً لفترة بعد بيعه؟!

     ‏- (بدهشة) نعم..نعم!!

     ‏- وأنتم كأساتذة لنا، صنعتم عقول تلاميذكم الذين هم نحن! 

     ‏- نعم.. نعم.. ماذا تريد، بالضبط؟! 

     ‏- أريد منك الآن أستاذي”خدمة ما بعد البيع”! 

     ‏- (ضاحكاً وقد فهم قصد تلميذه) الحمد لله أنها «خدمة» تقتصر فقط على”مجرد الأسئلة”! طيب، اتفضل إسأل!

     ‏- انا فهمت أن حل مشكلتي أنا وزملائي الشباب “الخريجين الجدد” تتلخص في إيجاد العمل، وأن الحل هو “ريادة الأعمال”، ما المقصود بهذا الكلام الجامد الكبير؟! 

     ‏- المقصود أن تكون أنت صاحب مشروعك الخاص بك، وتصبح «مدير نفسك»! 

     ‏- حلو جداً! 

     ‏- لا، المسالة ليست بالبساطة التي تتخيلها، فمن أجل أن تحدد مشروعك، وتنجح فيه، وتطوره، لابد وأن تأخذ «دورات» بسيطة!

     ‏- دورات في ماذا؟!

     ‏- في أساسيات ريادة الأعمال، وفوائدها وتحدياتها، ومهارات رائد الأعمال، والأفكار الريادية، لتعرف كيف تنجح كرجل أعمال! 

   عباس الصهبي..

     ‏

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

الهجرة غير الشرعية | بدائل آمنة

وزيرة الهجرة تستعرض تقريرًا عن منجزات المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج السفيرة سها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *