المحبة لا تسقط ابداً

هولندا ومُستنقعات الجراد إذا هَجَمَتْ هَمَجَتْ

القاهرة | مريم عبد الشهيد

أدافع عن حقوقنا في كل مكان تُعرَض فيه همومنا المسيحية في بلدنا، ولم أتراجع خطوة واحدة في يوم ما، وبأحد أحياء شبرا التي ولدت فيها أعيش التعاطف الدافيء والودي الطبيعي من مُسلمينا ومسيحيينا الذين يقرؤون لي كتاباتي ما بين السطور، ما ظهر منها وما بطن، وأحمد الرب أني أجد منهم كل وفاء وإخلاص حُبا في قلمي.

وتجربتي الجديدة أن أكتب في صحيفة تصدر من الخارج تهتم بأبناء وطني ومُتحدثي العربية في أوروبا، تلك التجربة التي بدأتها مؤخراً في خضم معركة دارت رحاها بشأن الشيخ ” مبروك عطيه ” وهي معركة أشبه بلُعبة شد الحبل التي كُنت ألعبها وأنا صغيرة في مدرسة الراعي الصالح بحي شبرا، حيث كانت مُعلمتي مس تريزا وأطلب لها الرحمة من الرب تضم المتنافسون في كل طرف دون النظر لديانته.

أتذكر الآن ما كانت تكرره على أسماعنا ونحن صغار حال الحديث عن خطأ ما بقولها:  “أعترف لك بخطيتي ولا أكتم إثمي. قلت: “أعترف للرب بذنبي”، وأنت رفعت أثام خطيتي”. (مزمور 32: 5) من جهة الله، هو يريد ومستعد أن يمحو الإثم ويستر الخطية، ويبرئ ساحة المذنب، ويوجه الخاطئ إلى الطريق السليم.

إذا أراد مسيحي جاهل أو مُتطرف أن يحارب أبناء جلدته الأقباط، ويضرّ بقضيتهم العادلة، ويصنع لهم عداوات وكراهية في قلوبهم؛ فما عليه إلا أنْ يـَـسـُـب الإسلام وتعاليمه وقرآنه ونبيه، وهكذا يفعل المُسلم أيضاً، بغض النظر عن حدوث الإساءة أو الغلط بقصد أو دون هدف.

وإن لم يستطع المسيحي سب إخوانه المسلمين مٌدعياً حُبهم بإستخدام عبارات ناعمة تخفي عُنصريته المُبطنة، وهو ما حدث نسبياً مؤخراً في رسالة ” مُغترب مسيحي بهولندا ….. ” أراد أن يكحلها فـ عماها، فأثار غضب أهل الحكمة بين أبناء بلدي في هولندا، ورسالته تضمنت محتوى يُعاقب عليها القانون في مصر وهولندا، وهو ما تم بحثه بالفعل إلا أن العُقلاء فى مدينة أمستردام وبعض مُدن هولندا الأخرى اتفقوا على التسامح عساه ( . . . ) أن يعي الدرس.

وعلى الرغم من ذلك أنه لاك وخاض بلسانه على الرغم أنني كُنت قد إكتفيت بكتابة مقالة ولم أرغب فى الاستمرار، رغبة في تنفيذ نصيحة الأستاذ سعيد السبكي رئيس تحرير تايم نيوز بالتهدئة طالما رسالتنا وصلت وحققت مبتغاها، لكني آسفة ان أكتب مرة ثانية ولن تكون الأخيرة حيث أنى عقدت العزم على تولي ملف المسيحيين فى صحيفة تايم نيوز.

منذ أيام قليلة مضت كتبت في جريدة تايم نيوز مقالة بعنوان ( يعرفها عُقلاء وإذا أحرقت يُدركها السُفهاء) بغية التهدئة ووأد نيران فتنة كادت أن تشتعل بسبب أن أحد إخواني في العقيدة حمل راية الدفاع وامتطى جواد ” ثبت بمرور الساعات أنه جواد خاسر ” حينما كتب رسالة يطلب بموجبها مُساندته في الدفاع عن سيدنا المسيح الذي لا يحتاج لمثل هؤلاء، وأمسك لسان قلمي عن ذكر الأسباب، لأنه بالتحري والتدقيق عرفت توجهات شرائح بعينها: منها من ينتمي للكنسية المصرية بأمانة وصدق، وبعضهم لهم أهداف أخرى يعرفها جيداً مجتمع المسيحيين المصريين في هولندا وبلجيكا.

فهناك ما تزال مستنقعات بشرية في كثير من الدول الأوروبية تميل إلى الجراد، فإذا هَجَمَتْ هَمَجَتْ، وإذا أقنعت مريديها بآرائها؛ وضعت ملاريا في ألسنتها وأقلامها.
حرب غير عادلة، وضرب خبيث تحت الحزام، وظلال لاهوتية في أحاديث عبثية، لكنها دراكيولية النزعة، فالكراهية لا تُصنـــَــع فقط، لكنها تُزرَع في النخاع الشوكي فتصيب العقل والوجدان والفؤاد بدعوشة مسيحية ما كان يعترف بها أبو بكر البغدادي، ولا يباركها المسيح، عليه السلام.
أنتقد تصرفات وسلوكيات وأفكار وآراء كثير المُتطرفين من المسلمين والسلفيين المسيحيين، من صغارهم إلى علمائهم ؛ لكنني لم أخلع رداء الإيمان فمسيحيتي الصحيحة تنضوي تحت لواء شراكتي مع مُسلمين، كما ان رئيس تحرير تايم نيوز كتب عن لوثة الشهرة وضحايا الفكر يرفض صراحة الإساءات .
في مصر يتناغم جرس الكنيسة مع شدة تسامح قبطية، ويبحث القبطي عن أقوال المحبة في آيات إنجيلية، فيهدأ، ويرتمي في أحضان الملائكة خشية تطرف قوىَ متشددة؛ تسرق السلام الاجتماعي.
القبطي الجميل والمشرق والسند والداعم لدين شركاء وطنه، والذي كان يخشع إذا أنصت للشيخ عبد الباسط عبد الصمد أو الشيخ المنشاوي أو ابتهالات النقشبندي يقطع حبل السُرة مع كنيسته في الشرق ليصبح واحدًا من ثعابين مغتربة؛ تلدغ بأنياب سامة دين وقرآن ونبي شركاء وطنهم .

المزيد حول الموضوع

وأختتم برسالة روحية للأنبا أرسانيوس أسقف هولندا وبلجيكا | ننتظر نصيحتك لهم وصلواتك يا سيدنا

  • حاشية : انشدوا السلام والمحبة ولاتلوكوا بألسنتكم وتخوضوا وإلا سنضطر آسفين لكشف كثير من المستور

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

سعيد السبكي حصل على وشاح ملكي بدرجة فارس من ملك هولندا

كتبت | هبه الابياري هي ليست قصة نجاح مصرية فقط بقدر ما هي تكريم وتقدير …

2 تعليقات

  1. لانو زنههورضا الطنطاوي حافظ عياد

    الاخت المستنيرة ماجدة عبد الشهيد وبكلمة ومثل شعبى …. يسلم فمك .. ووفقك الله لمسعاكى في وأد هذا الصعار المحموم لجراد موهوم بأن له مكان أو تأثير مثل نيرون فى روما.تقدمى العقلاء الراشدين ليعرفوا حدهم لبلدنا لا ينقصها هموم لكى تزيدها مع جراد لن يبقى اخضرا ولا يابس وفقك الله فى مسعاكى

  2. إنها الكاتبة المثقفة المحترمة ( مريم عبد الشهيد ) وليست ماجدة عبد الشهيد ( فقط للتصحيح) تعود لنا من جديد بأسلوب شيق وجميل ، تسعدنا بكلماتها الصادقة والواقعية بعيداً عن الخيال . أستاذة مريم : لاتحرمينى من مقالاتك الرائعة التى تنقل ( تأخذ ) القارئ من بلد الغربة إلى بلدنا الحبيبة مصر , وفقك الله لما فيه الخير والسعادة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *