قادة القطبين في الشرق الأوسط

بايدن وبوتين فى جولة تغيير العالم من الشرق الأوسط

كتب | سعيد السبكي

تعيش المنطقة العربية أسبوعنا هذا مرحلة من الممُكن أن تكون فاصلة تاريخياً قد تُشكل موقفاً رُبما لا يكون جديد نسبياً، لكنه سيكون بلا شك تأكيد يُجسد مؤشرات سياسية كانت قد بدأت منذ سنوات، بعضها اتخذ شكلاً سرياً ومنه من كان ومازال علنياً، بالنسبة للشرق الأوسط والعالم كله أيضاً . . وتستمر حتى الأسبوع الأخير من شهر يوليو الجاري، فكل الأنظار من مُختلف دول العالم تتجه صوب المنطقة العربية لأن رأسي القطبين هناك، وهما اللذان يُغيران مسار العالم.

الرئيس الأمريكي ” جو بايدن ” بدأ رحلته الرسمية الأولى للمنطقة بإسرائيل وهذا طبيعياً، ثم السعودية وتليها اجتماع قمة اتحاد مجلس التعاون الخليجي بدءا من يوم الجمعة 15 يوليو الجاري بحضور مصر والعراق والأردن، الرئيس الروسي ” فلاديمير بوتين ” في العاصمة الإيرانية طهران، والواجهة السياسية المُعلنة هي كما تقول أمريكا إعادة طهران الى طاولة المفاوضات حول الملف النووي، وتأكيد دمج اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط  مع دول عربية وضمان أمنها بإتفاقيات رسمية مكتوبة .

فمن المؤكد أنه بعد هذه الزيارات واللقاءات العلنية والإجتماعت السرية سيكون عالم الغد مُختلف تماماً عن اليوم والأمس، فإما ان تستعر وتزيد حدة الأزمة في أوروبا وأمريكا، أو ويزداد تأثير ونفوذ القيصر الروسي الجديد ” بوتين ” أو العكس، وهناك جانب مهم جداً لا يُمكن إغفاله وهو تحرك بوتين نحو ايران الشيعية، وبايدن نحو عرب السُنة وإسرائيل.

ونذكر  ان تاريخ أمريكا يشهد لها بالفشل، فحينما دخلت أفغانستان خرجت بمزلة، وأقتحمت العراق وقسمتها ولم تحقق نتيجة، وكذلك الأمر فى سوريا وليبيا، أما النجاح الذى يكاد يكون وحيداً فهو ضمان أمن إسرائيل، وفى تصريحات أدلى بها بايدن لصحفى قال فيها بالحرف أنه يعمل على ألا تتضرر اسرائيل وكرر ذكر كلمة اسرائيل 5 مرات فى حوالى دقيقتين، موضحاً ان زيارت للمنطقة بها 3 ملفات هم : ايران والطاقة واليمن.

أمريكا بزيارة رئيسها بايدن تريد في المقام الأول مزيد من تأمين اسرائيل وحدودها، حتى لو أدى ذلك لهدم كل من حولها وهذا يجب أن يعرفه العرب جيداً، كما ان مستشار الأمن القومى ” جيك سوليفان ” قال قبل زيارة بايدن للمنطقة ما يستحق القاء الضوء عليه.

فقد أوضح ان زيارة بايدن للشرق الأوسط ستعزز دور أمريكا في منطقة ذات أهمية استراتيجية،واوضح سياقات الجولة الشرق أوسطية لرئيس بلاده التي وصفها بالمهمة للغاية،  وستؤكد على أن دور واشنطن مختلف اليوم عما كان عليه قبل 20 عامًا عشية الحرب في العراق. موضحًا أن هذه الرحلة تأتي بعد سلسلة من الاتصالات مع قادة المحيطين الهندي والهادئ في مايو، ومع قادة أمريكا اللاتينية في قمة الأمريكتين في أوائل يونيو، ومع القادة الأوروبيين في قمتي مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي في أواخر يونيو. 

ولأن العالم على وجه التحديد أصبح أكثر تنافسية من الناحية الجيوسياسية، خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا، فإننا بحاجة إلى الاستمرار في المشاركة بشكل مكثف في الشرق الأوسط الذي هو  متشابك بعمق مع بقية العالم. وإذا تمكنا من العمل الآن لخلق منطقة أكثر سلامًا واستقرارًا، فسوف تعود بالفائدة على المصالح القومية الأمريكية وللشعب الأمريكي لسنوات قادمة”.

وذكر مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي أن الأهداف الأساسية للرئيس بايدن عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط واضحة ومباشرة: منطقة تتمتع بمزيد من الاستقرار وعدد أقل من الحروب التي يمكن أن تجذب الولايات المتحدة إليها، وهي منطقة أقل استعدادًا للإرهاب الذي يهدد الأمريكيين، وهي منطقة تساعد في الحفاظ على أمن الطاقة العالمية في وقت تعصف فيه الحرب الروسية ضد أوكرانيا بأسواق الطاقة العالمية، وهي منطقة لا تستطيع فيها قوة أجنبية السيطرة أو اكتساب ميزة استراتيجية على الولايات المتحدة، وهي منطقة تحرز تقدمًا نحو حقوق إنسان أكبر وكرامة إنسانية أكبر.

في المملكة العربية السعودية، عكسنا سياسة الاختيار على بياض التي ورثناها عن الإدارة السابقة، مع الاستمرار في العمل مع المملكة العربية السعودية بشأن الأولويات الحاسمة للشعب الأمريكي.  إن دبلوماسيتنا مع المملكة العربية السعودية تحقق الآن نتائج، بما في ذلك الهدنة في اليمن، ومجلس التعاون الخليجي الأكثر تكاملًا، والتقدم في أمن الطاقة، والتعاون الأمني ​​ضد التهديدات من إيران.”

شراكتنا مع إسرائيل قوية في جميع المجالات. مررنا أكبر حزمة دعم في إسرائيل بمساعدة الكونجرس -أكثر من 4 مليارات دولار- في التاريخ الأمريكي. نحن نعمل عن كثب عبر كل بُعد من أبعاد العلاقة – من التمويل والأمن الغذائي، إلى التكنولوجيا الإلكترونية والناشئة، إلى التعاون الاستخباراتي والأمني. وسيظهر التزام الرئيس بايدن الشخصي العميق بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والعلاقة بين الإسرائيليين والأمريكيين بشكل كامل هذا الأسبوع.”

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

طريقة حفظ المفقودات في المسجد الحرام

تايم نيوز أوروبا بالعربي مكة المكرمة|ليندا سليم تيسيرًا على قاصدي المسجد الحرام وسعيًا لراحتهم، أطلقت …

2 تعليقات

  1. عباس الصهبي

    مقال تنويري في غاية الأهمية “يرصد” ب«موضوعية حاذقة» محاولة تدشين بداية مرحلة جديدة في الشرق الأوسط؛ بين كثير من “المخاوف المتشائمة” و”الآمال المتفائلة”.. شكراً لكاتبه الرائد الرائع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *