تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
قبل 160 عاماً من طموحات “بوتين”: دماء الجيش المصري روت أرض “القرم”؟!
دافع جيش مصر عام 1853 عن الدولة العثمانية ضد أطماع الروس في معارك طاحنة لاستعادة القرم؛ حيث تخضبت أرضها ومياه البحر الأسود المحيطة غرباً وجنوباً بشبه الجزيرة الأوكرانية بدماء شهدائه الأبرار!
“تايم نيوز أوروبا بالعربي”: عباس الصهبي:
الشيء بالشيء يُذكر؛ ومشهد الوقائع الدموية التي تجري في أوكرانيا الآن، وما حدث قبله بجزيرة القرم جارتها عام 2014؛ بدا وأنه فتح مجدداً ذاكرة الجروح العربية بتلك المنطقة الحساسة والهامة من العالم!
إنقاذ القرم من أنياب روسيا!
منذ 160 عاماً لم يكن حال الإمبراطورية العثمانية، حتى في أوان بدايات ضعفها، وتشبيهها بحال ” الرجل العجوز المريض” طبقاً للوصف الأوروبي “المتنمر” عليها في ذلك الحين؛ يشبه من قريب أو حتى من بعيد؛ رد فعل “الناتو” المتقاعس حالياً عن حماية “أوكرانيا” المغرر بها، والمتروكة الآن وحيدة؛ في مواجهة الدب الروسي!
فبالعكس، هبَّت الدولة العثمانية لاستعادة القرم من أنياب الروس، وكانوا في عز مجدهم القيصري وقتئذ؛ حيث استنجد العثمانيون بالجيش المصري في عهد الخديوي عباس الأول؛ خلال حرب “شبه عالمية مصغرة” (ضمت تركيا وإنجلترا وفرنسا من طرف ضد روسيا القيصرية) شبت نيرانها عام 1853 ولم تضع أوزارها إلا بعشرات آلاف القتلى، بعد 3 أعوام من اشتعالها، وكان نصيب الجيش المصري وحده من ضحاياها 1920 شهيداً قضواْ غرقاً بعد معارك طاحنة ضد الروس، انتهت بهزيمة المعتدين، واستعادة العثمانيين للقرم.
من أمجاد العسكرية المصرية
وتعد مشاركة الجيش المصري بتلك الحرب معروفة وموثقة أثبتتها العديد من الصور والوثائق الرسمية الأوروبية والتركية؛ ويعتبر من أهمها ما كتبه الأمير المصري متعدد المواهب والإنجازت عمر باشا طوسون في مؤلفه الشهير “الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم 1853 – 1855″، وأكد فيه أن القرم كانت تابعة بدءاً من عام 1475 للإمبراطورية العثمانية التي حل فيها الضعف مع الزمن، فاستغل الروس أمراضها وانقضوا محتلين شبه الجزيرة عام 1771 بالكامل، وضموها للإمبراطورية الروسية التي شمرت عن ساعديها أكثر بعد 80 عاماً، فزحف جيشها زمن القيصر نيقولا الأول عام 1853 على ما أصبح يُسمى مولدوفيا ورومانيا الآن، مشعلاً أخطر فتيل، وهو “حرب القرم” زمن السلطان عبد المجيد الأول.
مقالة محترمة ولها دلالتها التى تتعدى مجرد التذكرة إلى مايمكن اتخاذه من إجراءات من جانب الجيش المصرى تجاه الغزو الروسى لأوكرانيا