سعيد-السبكى فى ميدان التحرير

ثورة يناير 2011 شمس لن تغيب | إنقضاض المصالح

كتب | رئيس تحرير شبكة تايم نيوز وراديو أوروبا بالعربي – سعيد السُبكي

رأيت بأُم عيني محاولات الانقضاض عليها، منها كان عنيفاً دموياً، ومنها كان ناعماً بجلد ثُعبان أملس، يلتف ويلدغ . . يختبئ في شقوق يخرج منها بسمومه : هذا هو قدرك يا أمي

 

 عشت مخاضها ورأيت ولادتها الغير قيصرية . . كان قطع حبلها السري ايذاناً بقص شريط فتح جديد يُنذر بتحقيق أحلام صامدة، تتأجل بفعل غياب مناخ مُلائم، لكنها لم تتكسر على الرغم من صلابة صخور أطماع تقف للأم بالمرصاد . . تُريد نهش جسدها وتقطيعه إربا، يتربصون بها لإعادتها ( فاطمية – عٌثمانية – قبطية ) .

مُثلث له أنياب خلف أفواه تنطق فى الأوقات التي تناسبها بأصوات وترانيم مظلوميه، تعزف ألحان درامية خجولة باكية ومرات صارخة كاذبة، وأخرى عنيفة، تنهل من التاريخ سطور بعينها دون أخرى، تريد تغيير واقع مصر إجتماعياً وسياسياً وعقائدياً، الأمرالذى لم تنجح قوى فى تبديله عبر تاريخها منذ عصر الفراعنه وحتى وقتنا هذا.

إيران الفارسية تُريد تشييع الأم السُنية اعتمدت إبان وهج الثورة على نسبة كبيرة من العراقين اللاجئين فى مصر أصحاب المذهب الشيعي، وجماعات شيعية مصرية في مُختلف المُدن والقُرى المصرية، نعم هُم شرائح اجتماعية قليلة، لكنهم حصلوا على تمويلات مالية كبيرة من طهران، لدعم تحركاتهم وانخراطهم في صفوف المُتظاهرين وارتداء لباس الثورة لتغطية  أهدافهم، وهو الأمر الذي سرعان ما اكتشفته الجماعات الإسلامية، التي تنتمي للمذهب السُني، وكذلك السلفيين بدعم قوي جداً من جماعة الإخوان المُسلمين، التي كانت لها أهداف كبيرة تسعى لتحقيقها، ولا ترغب في أن تنافسها جماعات أخرى، حتى لو كان الثمن دماء المصريين، وهو ما اتضح جلياً وشاهدته على أرض الواقع.،

تركيا أردوغان التى كشفت الشبه مستور بعض أصابعها ندماً على مرحلة الاحتلال العُثماني فقد لعبت على كل أوتارالاسلام السياسي من خلف الأبواب المُغلقة، مُستخدمة ظروف مصر الإقتصادية، وانتظرت الوقت المٌناسب، وبالفعل اختارت المناخ الملائم بدقة لتقديم المُساعدات والهدايا للرئيس الاسبق الإخواني محمد مرسي، تستقطبه وتسعى في ذات الوقت لعمل حائط  صد سياسي لتضييع فرصة إيران في العمل على تشييع مصر من جديد.

 أما كهنة الأقباط الذين يلبسوا الزي الأسود حُزناً على فقيدتهم مصر وأسلمتها فكانوا أكثر ذكاء لأنهم جزء من نسيج الشعب المصري، وأعطوا أوامرهم من خلال منابرهم السرية والعلنية فى الكنائس والأديرة ومدارس الأحد وجمعياتهم لشعبهم بالتروي والتزام الحذر، لكن فلت الزمام من ، آياديهم نسبياً، وحدثت صدامات دموية بين شبابهم الذى لم يمتثل لأوامر ونصائح الكهنة، واحقاقاً للحق كانت توجد نسبة من شباب الأقباط الوطنيين لا  يهمها النزعات والأهواء الدينية بقدر حلمها وشغفها للتغيير.

الإخوان : ارتباك وأهداف وصولية
في 25 يناير 2011 بدت جماعة الإخوان في المرحلة الاولی مرتبكة بشأن قرار نزول كوادرها فى المظاهرات، بل إنها طالبت شبابها بعدم النزول حتى تقرر موقفها، وهی كانت مطالب استراتيجية للتمهل حتی تتأكد من الدعم الكامل والتأييد الأمريكي الصهيوني لها ، ولكن فى يوم 28 يناير وهو الذى سُمى إعلاميا بـ “جُمعة الغضب”  رأت قيادات الجماعة أن هناك ضرورة لمُشاركتها ونزلت بعناصرها بقوة، وهو ما ظهر جلياً بركوب الإخوان الثورة في نهايتها، واللعب علی كل الأوتار لتحقيق حلمها السياسي في حُكم مصر۔
وكان موقفها مُضطرب ومُتناقض، إلا أنها سرعان ما حرضت واشتركت فعليا في عمليات التصعيد وارتكبوا جرائم قتل وتعذيب من لم يقف في صفوفهم وتورطوا في تعطيل مؤسسات الدولة المصرية.

على الجانب الآخر كان يقف أولاد العم بالمرصاد لتحقيق الحلم المزعوم من النيل للفرت وتعاونت آنذاك أكثر وكالة استخبارات أجنبية بتنسيق من الموساد الإسرائيلي، وتم بالفعل رصد عُملائهم فى مختلف أرجاء مصر، وخاصة ميادين الثورة وأهمها ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة، وقد رصد كاتب المقال أحدهم فى ميدان التحرير، ونشرت تحقيقاً مطولا بشأنه فى جريدة الوفد بعنوان : «الشخصية المُلتهبة» جاسوس صهيوني فى التحرير.

ما لا يعرفه إلا قلة من شعب مصر هو الدور الكبير الذي لعبته أجهزة اسخباراتية مصرية ( عامة -عسكرية-أمنية ) في حماية أمن شعب مصر وحماية الدولة من الانهيار، حيث تابعت بدقة كل مجريات الأمور وتطوراتها، وتعاملاتها وفق معطياتا ومستجدات كانت تفرضها الظروف، وليس من المناسب الآن ذكر تفاصيل، حيث أن الوقت مازال مُبكراً من الناحية الإستراتيجية لمصلحة الوطن أولاً وأخيراً.

مصرنا : هذا هو قدرك يا أمي.

 مهما بُذلت محاولات ستبقى ثورة يناير 2011 مجيدة، على الرغم ان أهدافها التى قامت من أجلها لم تتحقق حتى الآن كما أراد شبابها الأنقياء، وستظل صفحاتها مصدر اشعاع فى تاريخ مصرنا.

«الشخصية المُلتهبة» جاسوس صهيونى فى التحرير

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الإعلانات التجارية في مصر |”بين الواقع و….”

كتب | عنتر المصيلحى من المفترض أن تكون الإعلانات فى مصر تدعم توجه الدولة المتمثل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *