تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
كتب | رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السُبكي
أوضح بيان من جهات أمنية هولندية أن الشرطة أوقفت حوالى 30 شخص يلاحقون بتُهم : ” زعزعة النظام العام والاعتداء وحيازة سلاح ممنوع وعدم احترام الشرطة ” وهي ذات التهم التى تعلن هولندا ادانتها حينما تتصدى الشرطة المصرية ضد جماعة الاخوان المحظورة .
لقد بدت فى أول الأمر وكأنها مُظاهرة ضمن سلسلة الاحتجاجات التى شهدتها هولندا على مدار حوالى عامين ضد اجراءات الغلق التى فرضتها الحكومة الهولندية . . وهى فعلا كذلك . . لكن من يرصد بعض من فئات ونوعيات المُتظاهرين ، خاصة من أهل الخبرة السياسية والاجتماعية بتركيبة المجتمع الهولندي يُلاحظ ان كثير من موجات أحداث التظاهرات الإحتجاجية تركبها عناصر ذات مآرب وأهداف غير ما تعلن عنه الجهات المُنظمة لها.
فمرة يمتطى الموج اليمين السياسي المُتطرف، وأخرى اليسار السياسي ، وقد يكون تيار منهما فى المُعارضة وربما آخر فى الحُكم . . وليس بغريب ان تنخرط جماعات من النازيين الجُدد، أو باجيدا العُنصرية لتستغل مُظاهرة ما لبث ونشر بذور الشر واستعداء المُجتمع ضد الأجانب والمُسلمين بصفة خاصة.
الشعب الهولندي له خصوصية وتركيبة ليس من السهل فهمها فهو : مُتسامح . . عدائي . . عُنصري . . قاسي القلب . . حلو المذاق . . مُر التذوق . . قُل كما شئت من أوصاف، هو مثل بحر الشمال مالح المياه له أمواج عاتية وأحياناً هادئ مُنبسط يمكنك السير عليه بكل أريحية دون خوف .
عقب مظاهرة فى العاصمة أمستردام أعرب ساسة هولندا عن قلقهم بسبب إرتداء جموع المُتظاهرين الزي العسكري أثناء الإحتجاجات مؤخراً على الإجراءات الإحترازية التى فرضتها الحكومة الهولندية للوقاية من تزايد الاصابات بفيروس ” كورونا ” والمتحور الجديد ” أوميكرون ” .
وقد أدت عملية انخراط أعداد كبيرة من المُحاربين القدامى وجنود الجيش المُتقاعدين ” شوهد من بينهم متورطون فى مذبحة سيربينتسا التى قتل فيها 8,372 من المُسلمين البوسنويين مُعظمُهم من الرجال والشيوخ والأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و77 سنة. تلك المذبحة التى نفذتها وحدات من جيش جمهورية صرب البوسنة كانت تحت قيادة راتكو ملاديتش، بمُشاركة وحدة العقارب شبه العسكرية الصربية بتسهيلات من القوات العسكرية الهولندية.”
كانت المُظاهرات الاحتجاجية قد أدت الى مزيد من القلق، حيث أن هؤلاء لديهم خبرات قتالية عسكرية، الأمر الذى جعل مهمة شرطة مُكافحة الشغب والفوضى أمراً صعباً، وذلك على عكس مُقاومة وفض مُظاهرات الشباب المدنيين ناهيك عن الدهشة من مشاركة هؤلاء الجنود السابقين ممن شاركوا فى قوات حفظ السلام فى البوسنة، ومنهم المتورط بالصمت والتسهيل فى مذبحة المسلمين.
كما توافقت أطروحات وتساؤلات مُعظم وسائل الاعلام الهولندية مع خُبراء علوم النفس والإجتماع وكثير من ساسة هولندا فى ضرورة إعادة النظر فى قوانين وشروط التظاهر والإحتجاجات، حفاظاً على الأمن والسلم الإجتماعي، بما لا ينتقص من حق وحماية حُرية التظاهر السلمي.
وجاءت على رأس قائمة الأسئلة استفسارات حول مدى السماح بالتظاهر بزى أفراد الجيش واستخدام الشارات والعلامات وكذلك الرتب العسكرية، اضافة الى طرح سؤال عن كينونة الجنود المتقاعدين، ومن هم هؤلاء المُحاربون القدامى ؟ وهل توجد أغراض سياسية غير التظاهر ضد اجراءات الحماية من الاصابة بفيروس كورونا واسلالاته المُستجده؟
فى هذا الاطار صرح ” ديرك بوسفيك ” عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي المسيحي ، وهو أيضًا ملازم في الجيش الهولندي بقوله : أن التظاهر أمر جيد ” لكن العرض المحزن هو إساءة استخدام الزي الرسمي والذى يجب أن يتوقف”.
أعلنت السُلطات الأمنية الهولندية اعتقال 30 شخصا في أمستردام خلال تلك المظاهرة بزعم انها لم تحصل على الترخيص المطلوب حيث تجمع الآلاف أمام ساحة المتحف للاحتجاج على القيود الصارمة التي فرضتها السلطات لوقف انتشار فيروس كورونا وخصوصا متحور أوميكرون. وفرض إغلاق جديد في البلاد قبل أسبوع من عطلة عيد الميلاد حيث أغلقت كل المتاجر غير الأساسية والمطاعم والحانات وصالات السينما والمتاحف والمسارح حتى 14 يناير الجاري، وكذلك المدارس حتى التاسع من الشهر نفسه على الأقل.
وأوضح البيان أن الموقوفين يلاحقون بتُهم : ” زعزعة النظام العام والاعتداء وحيازة سلاح ممنوع وعدم احترام الشرطة ” وهي ذات التهم التى تعلن هولندا ادانتها حينما تتصدى الشرطة المصرية ضد جماعة الاخوان المحظورة .
وقالت الشرطة إنها نشرت عناصر من قوات مكافحة الشغب، مشيرة إلى أن بعضا من عناصرها اضطروا لاستخدام القوة عندما رفض المتظاهرون مغادرة الميدان رغم التحذيرات المتكررة التي وجّهت لهم.
