الكاتب الصحفي محمود الشربيني مع الأديب العالمي نجيب محفوظ لحظة إبلاغه بنبأ فوزه بـ"نوبل"
الكاتب الصحفي محمود الشربيني مع الأديب العالمي نجيب محفوظ لحظة إبلاغه بنبأ فوزه بـ"نوبل"

في عيد ميلاد الأستاذ | من أبلغه بفوزه بـ”نوبل” للأدب؟

تايم نيوز أوروبا بالعربي – القاهرة:

الكاتب الصحفي محمود الشربيني يكشف لـ”تايم نيوز أوروبا بالعربي”:

انا الذي أبلغت نجيب محفوظ بفوزه بالجائزة وليست زوجته كما يشاع.

————————————-

ربما لم أدرك قيمة اللحظة ولا “خبطتي الصحفية” في حينهه، نظرًا لكثافة وحجم التغطية الإعلامية التي رافقت الإعلان عن فوز أول كاتب عربي بجائزة نوبل ( للآداب).

وقتها ضاعت في الزحام “خبطتي الصحفية” الكاملة بامتياز، ولقد سمحت لها أيضًا أن تضيع، كان الطوفان جارفًا، والإعلام من كل حدب وصوب ينهال على بطل الحدث، فلم يتح لي مجال لرواية الحقيقة، والحقيقة أن صدور مذكرات محمد سلماوي في جزئها الثاني المعنون (العصف والريحان) أتاح لى فرصة استعادة السبق الضائع، وتصحيح جزء من تاريخ هذه اللحظة التى كادت أن تذوي بمرور الوقت.

ففي الصفحه رقم 110 من “العصف والريحان” أورد الأستاذ سلماوي مايلي:”وقبل أن أصل إلى منزل محفوظ كانت زوجته السيدة عطية الله قد أيقظته من النوم وأبلغته أنه فاز بجائزة نوبل، لكنه لم يستسغ تلك الدعابة وطلب منها أن تكف عن المزاح وتتركه ينال قسطه المعتاد من الراحة”.

لم يكن ذلك دقيقًا، فالسيدة عطية الله لم تخبر الأستاذ بذلك ولم تكن لديها المعلومة وقتها، لسبب بسيط هو أن الأستاذ نجيب محفوظ لم يكن في منزله في تلك اللحظة، ولكنني كنت معه، نجلس معاً على كافتيريا فندق شهرزاد المطل على نيل العجوزة، والذي لاشك فيه، وتدعمه الصور والمادة الصحفية المنشورة بجريدة الأنباء في صدر صفحتها الأولى في اليوم التالي مباشرة للحدث (الجمعه ١٤أكتوبر ١٩٨٨) ، وثيقة “قطعية الثبوت والدلالة”، تروي حقيقة من أبلغ الأستاذ نجيب محفوظ بفوزه بنوبل ..وهل هي زوجته أم أنا؟

الحقيقة أن “محفوظ”اعتاد الحضور يوميًا (خلال العام ١٩٨٨ على الأقل) إلي فندق  شهرزاد، ليجلس في الهواء الطلق على الكافتيريا المواجهه للنيل، (أُغلقت لأسباب أو لأخري الآن).

كان الفندق  ملاصقًا تمامًا لعمارة مملوكة لآل الصباح، وكانت جريدة الأنباء الكويتية التي عملت بها في عصرها الذهبي قد استأجرت شقة بطابقها الأول، وكان مصور المكتب الوحيد – والذي شهد أغلب أزمات حواراتي و”خبطاتي الصحفية” – زميلنا سمير صادق.

كنت  بالمكتب عصر يوم الخميس  ١٣ اكتوبر سنة ١٩٨٨، حينما قرأت على “التيكرز” نبأ فوز الأستاذ نجيب محفوظ بجائزة نوبل، طالعت “الشيت” أنا وجميل الباجوري مدير المكتب، أذهلتني المفاجأة، هبطت السلالم  كفراشة وأنا أقول له: “ابعت لي سمير (المصور)على الفندق، لأخبر الأستاذ نجيب بالخبر السعيد.

الكاتب الصحفي محمود الشربيني مع الأديب العالمي نجيب محفوظ لحظة إبلاغه بنبأ فوزه بـ"نوبل"
الكاتب الصحفي محمود الشربيني مع الأديب العالمي نجيب محفوظ لحظة إبلاغه بنبأ فوزه بـ”نوبل”

كنت قبل صعودي إلى مكتبي في هذا المساء لمحته جالسًا بالكافتيريا، ( كان بانتظاري على نفس المقهى كالمعتاد أيضًا الكاتب والسيناريست فتحي سعد الذي شهد اللحظة)، أقبلت على الأستاذ نجيب وأبلغته بالنبأ، ثم وجدتني أمطره بالأسئلة عن مشاعره ورأيه..الخ،ثم جاء المصور، وجميل الباجوري نفسه، وأمطرناه بالصور، وبينما نوشك على الانتهاء وصلت كريمته بسيارة مرسيدس – تبدو في الصورة –  لترجع معه إلى البيت، وللاسف الشديد أنني لم أتمكن من التحدث إليها، ربما من مفاجأة اللحظة.

ولعلها بالتالي لم تعرف أننا صحفيين  وأن مكتب صحيفتنا (جريدة الأنباء) ملاصق للمقهى أو الفندق، وأنني  الصحفي الذي كان أول من أبلغ الأستاذ بفوزه بنوبل.

في اليوم حاورته في مكتبه بالأهرام، ثم التقيته مرارًا أنا وزميلي مصطفي بدر رحمه الله، ونشرنا له حلقات بعنوان 60 ساعة مع نجيب محفوظ.

هذه هي الحقيقة التي يوجد شهود عليها حتي الآن، ومن أسف أنها حقيقة تحجبها الصحف او يتغافل عنها الكتاب، رغم أن  الصحفيين والمصور والسكرتارية بالمكتب وحتي مدير تحرير الجريدة يحيي حمزه مازالوا أحياء يرزقون.

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

أقدم مومياء فى مصر

القاهرة |خاص أقدم مومياء في مصر كلها من 7 آلاف سنة اسمها مومياء جبلين تم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *