الصحفي الإستقصائي الهولندي بيتر آر دي فريس
الصحفي الإستقصائي الهولندي بيتر آر دي فريس

“بيتر آر دي فريس” | محاولة اغتيال “حرية الصحافة” في هولندا

كتب – عباس الصهبي | القاهرة:

مشهد من الحادثة
مشهد من الحادثة

ما يزال الصحفي والإعلامي الهولندي الشهير «بيتر.آر. دي. فريس» يرقد في المستشفى حتى الآن، منذ الليلة الماضية، إثر إصابته بجروح خطيرة بعد محاولة استهدافه بالرصاص بالعاصمة الهولندية أمستردام.

وقد أفادت مصادر من الشرطة الهولندية بأن إطلاق الرصاص وقع الليلة الماضية، بالقرب من استوديوهات التصوير التي اعتاد على الذهاب إليها لتصوير لقاءاته التليفزيونية.

رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايتها مارك روتة
رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايتها مارك روتة

وكان عمدة أمستردام «فيمكي هالسيما»، قد أعلن فور وقوع الحادث في مؤتمر صحفي عاجل، أن هذا الصحفي الاستقصائي الذي وصفه بـ «الشجاع في إبراز الحق والصواب» – على حد قوله -؛ إنما هو «بطل قومي لكل الهولنديين»، ووصفه بأنه «يقاتل من أجل حياته» في شجاعة نادرة وغير مألوفة.

أما «مارك روتة» رئيس الحكومة الهولندية – المنتهية صلاحيتها – فقد أعلن أن الصحفي المعتدى عليه إنما هو صحفي شجاع؛ وبالتالي فإن الإعتداء عليه يجسد اعتداء على «حرية الصحافة» والتي تعتبر «الديمقراطية الهولندية» في أمسّ الحاجة إليها اليوم وإلى «سيادة القانون»!.

يوم أسود في تاريخ هولندا..

من جانبه أعلن وزير العدل الهولندي «فِرِد غرابرهاوس»، أن يوم الحادثة هو «يوم أسود» في تاريخ هولندا، سواء بالنسبة لمحبي «بيتر. آر. دي فريس» والمقربين منه، أو لعشاق الحرية والديمقراطية في هولندا.

موقع محاولة الاغتيال
موقع محاولة الاغتيال

ومع أن الشرطة الهولندية لم تحدد تحقيقاتها، وحتى الآن، السبب في هذا الهجوم؛ إلا أنها تمكنت من إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص يُعتقد أن أحدهم على الأقل متورط في إطلاق النار على الصحفي الشهير، وقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي إحدى الصور تُظهر الصحفي الشهير ملقي على الأرض بينما تسيل الدماء من وجهه، وهو ما رجح الرواية التي كانت قد نقلتها إذاعة «إن.أو.إس» العامة في هولندا؛ وجاء فيها أن الجاني أُطلقت عليه خمس رصاصات، وأن إحدى هذه الرصات قد  أصابت رأسه!

ويبلغ «دي فريس» الآن من العمر«65» عامًا؛ حيث وُلد في نوفمبر/ تشرين الثاني، عام 1956، وهو حائز على جائزة «إيمي»، وهي جائزة تعادل جائزة «الأوسكار»، ولكن بينما خُصصت الجائزة الأخيرة للأفلام السينمائية فإن الجائزة الأولى- «إيمي»- أتت لتسد الفراغ الفني على الشاشة الصغيرة؛ فتم تخصيصها للإنتاج التليفزيوني بمسلسلاته وبرامجه وبنجوم كل منهما ومخرجيهما.

ملابسات الإستهداف..

بيتر آر دي فريس
بيتر آر دي فريس

لم يمض حتى الآن أكثر من حوالي عام على ما كتبه «بيتر.آر. دي فريس» بنفسه على «تويتر» من منشور يؤكد أن مصادر بالشرطة ومن وزارة العدل في هولندا قد أبلغتاه بأنه قد أصبح على رأس قائمة «المطلوب قتلهم»؛ وأن وراء تلك القائمة التي وجدوا اسم هذا الصحفي بمقدمتها أحد عتاة المجرمين الهاربين من العدالة!

ومن المعروف أن أحد البرامج الشهيرة في التليفزيون الهولندي، والمختص بمتابعة أشهر وأبرز قضايا الجربمة؛ قد استضاف الصحفي «دي فريس»، وهو في الأصل صحفي مخضرم في تغطية الحوادث، واكتسب بمرور الوقت مصداقية كبيرة لدى الجمهور ومصادر الشرطة ووزارة العدل؛  حتى أصبح مشهورًا ومعترفًا بقدراته في البحث والتحقيق الإستقصائي الدقيق في كل كتاباته عن كبرى الجرائم التي هزَّت المجتمع الهولندي، وبالذات في السنوات الأخيرة.ا

وكان الصحفي الاستقصائي الجنائي «دي فريس» قد عرض مؤخرًا رؤيته الإستقصائية الجديدة لأكبر حادثة اختطاف في هولندا، عندما تم بأوائل الثمانينات من القرن الماضي اختطاف رجل الأعمال «فريدي هينيكين» أيقونة صناعة الجعة «البيرة» الهولندية المشهورة عالميًا باسم عائلته العريقة في هذه الصناعة: «هينيكين».

لقطة من الفيلم الشهير اختطاف السيد هينيكين
لقطة من الفيلم الشهير اختطاف السيد هينيكين

أيضًا كان من أغرب ما روَّع المجتمع الهولندي،  بل وأصاب العالم في ذلك الوقت بالدهشة؛ أنه تمَّ في النهاية الإفراج عن «هينيكين» مقابل أكبر فدية جرى دفعها في تاريخ العالم لقاء تحرير شخص واحد فقط تم خطفه؛ وهو مبلغ «35» مليون «جلدر» هولندي، وهو ما كان يساوي في ذلك الوقت بمطلع الثمانينات ماقيمته «16» مليون «يورو».. فكم تساوي كل هذه الملايين الآن؟!

وكان قد بلغ من تفجر حجم الدهشة العالمية، وخاصة في هولندا وأوروبا وأمريكا، وبسبب ما أحاط بحادث الاختطاف المثير، أنه تم عام 2015 إنتاج فيلم يروي كل ما هو معلوم عن حادث الاختطاف، وهو من أفلام دراما الحركة والجريمة؛ أُطلق عليه بالإنجليزية «اختطاف السيد هينيكين»، تم إنتاجه في المملكة المتحدة وهولندا وبلچيكا، وجرت أحداثه بالكامل في العاصمة الهولندية «أمستردام»، ولعب بطولته: «أنتوني هوبكنز»، و«سام ويرزينجتين»، و«چيم ستارجس»، و«ريان كوانتن»، وأخرجه «دانيال ألفريدسون»، وحقق الفيلم نجاحًا ساحقًا بين كثير من الأفلام التي كانت معروضة في ذلك العام.‏

سيناريو مشابه لـ«اختطاف هينيكين» وفيلم جديد..

‏وكان صحفي الحوادث الاستقصائي «بيتر. آر. دي فريس» قد أدلى بدلوه في الرواية المعروفة لهذا الفيلم العالمي، وقام بتنقيح قصة أسرار ما حدث في جريمة الاختطاف، وتردد أن ما قام به تم تقديمه في سيناريو حسب رؤيته، وأنه سيتم تصوير الفيلم الجديد ليكون من بطولة نفس بطل الفيلم السابق، وهو النجم «أنتوني هوبكنز» مرة أخرى.

فهل يا ترى هي «الغيرة» الفنية التي كانت وراء ماحدث لهذا الصحفي الاستقصائي؟ أم أنها «غيرة» أخرى وراءها حزب «أعداء النجاح» ضد القيم العليا النبيلة، في مملكة هولندا، ذات التاريخ العريق في الحرية والديمقراطية واستقصاء كل الحقائق الموضوعية عن مفاهيم الحق والعدل والجمال؟

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

«حسام هيبة».. هل يخلف د. «مدبولي» في رئاسة مجلس وزراء مصر ؟!

شهدت بورصة توقعات المرشحين لرئاسة مجلس وزراء مصر الجديد، مؤخرًا؛ صعود عدة أسماء تصدرها اسم …

تعليق واحد

  1. نتمني ان لا تتكرر مثل هذه الحوادث ..لأن اوروبا مثالا يحتذي به في حرية الإعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *