الكاتبة أميرة مكاوي
الكاتبة أميرة مكاوي

أميرة مكاوي تكتب | إنسانية الرجل في الشرق والغرب

كتبت – أميرة مِكاوي | أمستردام:

فرق كبير وشاسع يلاحظه كل من يأتي إلي أوروبا أو يقيم فيها، مشهد يستوقفنا جميعا كسيدات عربيات..رجل يدفع عربة أطفال بها طفل رضيع..ورجل  يجلس في الحديقة ومعه طفل أو اثنين يلعب معهم ويهتم بهم ويرعاهم، وآخر يحمل طفلين ويتجه الي GGD للتطعيمات، ورجل آخر يقوم بتوصيل أطفاله إلى المدرسة ذهابًا وإيابًا من مراكز تدريب الاطفال على السباحة أو ملاعب كرة القدم أو الجمباز أو الهوكي، أو ربما  درس الموسيقى..وغيرها.

ذات مرة سألت أحد الآباء خلال تواجده بإحدى الحدائق مع أطفاله الثلاثة: “
هل هذا الأمر شاق عليك؟”؛ وأجاب: “بالطبع شاق جدًا، ولكنني تعودت على ذلك”.

وأكمل: “زوجتي في إحدى الكافيهات مع صديقاتها، فمن حقها أن تستمتع بوقتها بعيدًا عن ضغط الأطفال”.
وفي أحد المنازل المجاورة لي يوجد شاب في أوائل الثلاثينيات يرعى طفل صغير حديث الولادة، وعلمت أنه قد تبنى هذا الطفل ويرعاه حق رعاية، ويتحمل مسئوليته منفردًا.

وقد أصابتني الدهشه والحيرة وتذكرت مجتمعنا الشرقي “الذكوري” وفيه يترك الرجل مسئولية البيت وتربية الاولاد على كاهل زوجته، وينطلق في الحياة مع أصدقاءه، ويجلس بالساعات أمام شاشة الموبايل..وينام وقتما يحب، ويسافر وقتما يشاء، وعندما تفكر زوجته في استراحة من مسئولية البيت والأولاد يهب مستهزءًا ساخرًا، ويقلل من دورها ومجهودها في الحياة..بل ويصرخ بأنه هو الذي يعمل ويتعب للحصول علي المال، أما هي فلا!
ولكن نلاحظ أن هناك سيدات عربيات يعملن في وظائف مختلفة “دكتورة، مهندسة، مدرسة، محاسبة..وغيرها”، ولكن تظل نظرة الرجل لها كما هي، فهو ينظر إليها نظرة دونية، مُعتقدًا أنها لابد أن تظل في خدمته هو والأولاد.. بلا تهاون وبلا راحة!
والحقيقة أن الرجل الشرقي العربي لا يستطيع تحمل مسؤلية طفل رضيع كما يفعل الرجل الهولندي والأوربي عمومًا.
فهل هي طبيعة شعوب؟ أم هل هي تربية وتعود منذ الطفولة على تحمل المسؤلية؟
وما يزال السؤال قائمًا: “لماذا الرجل الغربي يستطيع أن يقوم بدوره كإنسان، بينما الرجل العربي لا يستطيع إلا أن يكون كارت فيزا؟!

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

الخديوي المديون

بقلم : يحي سلامة استمتعت بقراءة كتاب (محمد علي وأولاده) للأستاذ الكبير الراحل /جمال بدوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *