ماكرون يضيق صدره من حُرية الصحافة بعد الخاسر ترامب

تقرير يكتبه رئيس تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا | سعيد السُبكي

اتصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مؤخرًا بالعديد من الصحفيين ليحدثهم عن وثائق تنتقد سياساته، وهى خطوة وصفها كُتاب الرأى الحُر فى بلاده انها غير عادية، وذهب البعض لأكثر من ذلك بطرح سؤال فيما اذا كانت فرنسا ستتحول إلى جمهورية موز .

فعندما يحتاج أحد السياسيين أو شخصية عامة ذات رأي انتقاد الأوضاع في بلاد ما، فإنه يصفها في الغالب بمصطلح «جمهورية الموز». وعندما يحتاج حاكم لدولة ما التأكيد على سيادة دولة القانون في بلاده، يقول: «لسنا من جمهوريات الموز».

وحقيقة لا يوجد أبلغ من ما رصدته ” شبكة تايم نيوز أوروبا timenews.nl  ” فى كثير من وسائل الاعلام الفرنسية مؤخراً، من ردود فعل على تصرفات الرئيس الفرنسي، حيث جاء فيها: ” انه مع انتشار وباء وتوترات في فرنسا بسبب الإرهاب ، من المُفترض أن يكون لدى إيمانويل ماكرون أشياء أفضل للقيام بها من استدعاء الصحفيين الأجانب وممثلي وكالات الأنباء العالمية، حيث قام فى سابقة غير معهودة لرئيس فرنسي بإستخدام الهاتف الشخصي للاتصال بمراسل نيويورك تايمز”  .

ماكرون حائر فى توصيف دقيق لما تعانيه فرنسا من مشاكل داخلية، ففي بعض من أحاديثه التليفونية مع مراسل جريدة أمريكية ، أبدى مخاوفه من ان وسائل الإعلام الأنجلو ساكسونية ستلقي باللوم على فرنسا في الهجمات الإرهابية الأخيرة في بلاده ، وليس الجُناة. وذلك من خلال التركيز على مشاكل العُنصرية وكراهية الإسلام ، وعبر عن مخاوفه من ان تضفي وسائل الإعلام ” الشرعية على أعمال العُنف”.

ومن اللافت للنظر أن يتفاعل الرئيس الفرنسي مع وسائل الإعلام الدولية ، وهنا لا نستطيع تذكر ان قام أى من رؤساء فى فرنسا مثل ساركوزي أو شيراك بذلك.

لكن ما نرصده حالياً هو ان ماكرون أول رئيس يحارب الإسلام السياسي في بلاده بصراحة أكبر بكثير من أسلافه.

أعلنت الحكومة الفرنسية عن تشريع بعيد المدى ضد ما وصفته بـ “الإسلام الراديكالي” ، بما في ذلك توقيع الجمعيات والمؤسسات الاسلامية وأئمة المساجد على “عقد جمهوري”. ووفقا لـ ماكرون ، ان فهم هذه السياسة ليس على ما يرام  خارج فرنسا، وكذلك مفهوم العلمانية ، والفصل الصارم بين الدين والدولة.

الرئيس الفرنسي يُمارس ضغوطًا على الصحفيين من وقت لآخر، وهذا يتنافى مع حق وحماية حُرية الرأى التي يُنادي بها، والتى دافه بها عن نشر الرسوم الكاريكاتورية التى تسبب وتعتبر اهانة للمسلمين والرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

 فهل يرغب ماكرون فى عودة العلاقة مع الصحافة الفرنسية بالطريقة المركزية التي تطورت بها الدولة الفرنسية؟، وحققت نجاحات بها.

يصف كثير من كُتاب الرأي في فرنسا وأوروبا تصرفات الرئيس الفرنسي في إعادة محاولة السيطرة من أعلى، وتسيير العلاقات بين قصر الأليزيه ووسائل الإعلام والدولة، انها ظاهرة خطيرة على حُرية الرأي والتعبير، وتشكل تناقضات في مواقفه السياسية،.

فهل يُفكر ماكرون فى عودة منصب وزير الاعلام الذي انتهى عام 1974 “.

تجدر الاشارة الى ان ماكرون اتصل ايضًا بـ Financial Times و Politico Europe وأجرى مكالمات هاتفية من قصر الإليزيه بعد نشر مقالات رأي تنتقد الرد الفرنسي على العنف الإرهابي.

يقول السـيد ليون ويليمز ، مدير منظمة Free Press Unlimited: “إن تصرفات ماكرون هى بمنزلة رد فعل ضعيف”. ويضيف ان سلوكياته السياسية تخلق “معركة رأي” وهو أمر لم يعُد من الممكن أن تتقبله الشعوب. إنه نقاش حول نقاش ، اتجاه أرى يتقدم تمامًا مثل مشكلة التناقض.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

«حسام هيبة».. هل يخلف د. «مدبولي» في رئاسة مجلس وزراء مصر ؟!

شهدت بورصة توقعات المرشحين لرئاسة مجلس وزراء مصر الجديد، مؤخرًا؛ صعود عدة أسماء تصدرها اسم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *