مؤامرة صناعة كوكب للعبيد

رئيس تحرير تايم نيوز | كتب – سعيد السبكي

ربما ينزعج البعض من ما أسرده من معلومات تهدف الى كشف  أسرار الطاغوت، وتعرية أياديه السوداء، وربما يندهش نفر آخر من هول فُجر وجبروت عقول بشرية تخلت عن أبسط معانى الإنسانية – بعضهم على قيد الحياة – أتباع شياطين غير مرئية، هم ورثة فكر وخطط الطاغوت، ومن المُمكن ان تعتقد فئة بعينها ان كاتب هذا التحقيق وقع فريسة نظرية المؤامرة، وان ما يكتبه هو درب من الوهم والخيال، لا يمت للحقيقة بصلة.

أي ان كانت أفكار أو حتى أحكامكم أعزاءي القراء، فأنا أحترمها مُسبقا، فقط أردت ان أسجل للتاريخ بعض من جوانب المؤامرة على البشرية، وما أطلبه من كل من تصله كلماتي أن يقرأها جيداُ، بدقة وتمهل .

انتشر في وسائل الاعلام العالمية والعربية تعبير الفوضى الخلاقة في بداية عام 2005م، أي قبل تفجر ما عُرف بثورات الربيع العربي – عام 2011 – بستة أعوام، ومرت المقولة دون ان يتنبه لها كثير من أبناء الشعوب العربية، وحتى الإدارات السياسية العربية ” خاصة الأمنية ” لم تعر الأمر الاهتمام الذى كان يستحق التوقف عنده.

حظيت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة (كونداليزا رايس)  الشهرة في استخدام هذا المُصطلح ،

 بعدما ” تردد ” أنها أدلت بحديث صحفي لجريدة الواشنطن بوست الأمريكية، صرحت من خلاله عن نية الولايات المتحدة

نشر الديمقراطية في العالم العربي، والبدء بتشكيل ما عُرف آنذاك بـ (الشرق الأوسط الجديد) وذلك عبر نشر (الفوضى الخلاقة) .

المُثير للدهشة ان المتابعين للشأن السياسي تحدثوا عن أن (كونداليزا رايس) لم تدل بهذا الكلام أبداً ، ولم ينشر هذا عنها في جريدة (الواشنطن بوست) .

وقال آخرون أن التصريح المنسوب لها في الجريدة، كان نوعا من بالونات الاختبار التي تطلق بين الحين والآخر لجس نبض الرأي العام في المنطقة المعنية ومدى تقبلهم لهذه الفوضى الخلاقة!

سواء هي – كونداليزا رايس – قالت أو لم تقل ليس هذا هو المهم في هذا الاطار، الأهم هو ان تعبير الفوضى الخلاقة قد انتشر، وان الفوضى الشعبية حدثت بالفعل في دول عربية.

بدت في الظاهر حركات احتجاجية سلمية ضخمة، انطلقت في بعض البلدان العربية أواخر عام 2010 ومطلع 2011، متأثرة بالثورة التونسية، التي نجحت في الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، حقيقة كانت أسبابها الظاهرية هي انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية، إضافة إلى التضييق السياسيّ والأمني وعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربية.

ولا مُبالغة في القول ان الحراك الشعبي مُستمر حتى الآن، وهناك أيادي خفية تعبث من خلف الستار، كلما هدأت الأوضاع تحركه من جديد بكافة الطرق والأساليب الخبيثة.

حقيقة نجحت فورات غضب الربيع العربي في الإطاحة بخمسة أنظمة عربية حتى الآن، فبعدَ الثورة التونسية نجحت ثورة 25 يناير المصرية بإسقاط الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ثم ثورة 17 فبراير الليبية بقتل معمر القذافي وإسقاط نظامه، فالثورة اليمنية التي أجبرت علي عبد الله صالح على التنحي، ثم الثورة السودانية في 2019 استطاعت إسقاط الرئيس السابق عمر البشير.

وقد كانت أكبر حركات الاحتجاجات في سوريا، التي تعانى من حرب أهلية حتى الآن، فقد انطلقت انطلقت يوم الجمعة 18 عام 2011 م، وأطلقت عليها وسائل الاعلام الغربية التي تسير امورها قيادات صحفية تنتمى للماسونية العالمية تعبير ” الأزمة السورية ” على سبيل ابعاد أصابع الاتهام عن المتآمرين على سوريا من الخارج، وصورتها على انها هي صراع مسلح داخلي مُتعدد الجوانب ، في الوقت الذى تشارك فيه شاركت فيه أطراف دوليّة، تنفذ خطة اعتمدت عدة محاور رئيسية ( حرب أعلية عرقية دينية تقضي على البنية التحتية – القضاء على الجيش السوري – اسقاط نطام بشار الأسد – الإتيان بنظام سياسي موالى للغرب من أمن وسلامة إسرائيل ) .

كما تضمنت الخطة الشيطانية اشراك جهات مختلفة في النزاع، حكومة بشار الأسد السورية مدعومة من حلفائها روسيا وإيران وحزب الله، تحالف فضفاض لجماعات المعارضة المسلحة على رأسها الجيش السوري الحر، وجماعات سلفية جهادية (بما فيها جبهة النصرة) وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي تضم أغلبية كردية، مع تدخل عدد من البلدان في المنطقة وخارجها إما بالمشاركة العسكرية المباشرة، أو بتقديم الدعم إلى فصيل مسلح واحد أو أكثر، ولهذا ملف آخر يتضمن كثير من الأسرار.

المؤامرة لم تقتصر على ذلك فقط حيث بلغت الأردن التي تفصلها حدود مع إسرائيل، والبحرين والجزائر وجيبوتي والسعودية والسودان والعراق وعُمان وفلسطين، ومحاولات مستمرة تنتظر فرصة الانقضاض على الكويت البترولية، ولبنان والمغرب وموريتانيا.

حينما اندلعت فورة الغضب في ليبيا بتاريخ 17 فبراير، اعتقدت نسبة لا بأس بها من الشعوب انها ثورة على النظام أسوة بما حدث في دول أخرى مجاورة،  لكنها سُرعان ما تحولت إلى ثورة مسلحة، وتمكنت جماعات من السيطرة على العاصمة نهاية أغسطس عام 2011، قبل مقتل معمر القذافي في 20 أكتوبر خلال معركة سرت، وبعدها تسلّم السلطة في البلاد المجلس الوطني الانتقالي.

وقد أدت إلى مقتل أكثر من خمسين ألف شخص، وبذلك فإنها كانت أكثر فورات الغضب دموية وورقة نجاح لخطة ” الفوضى الخلاقة الماسونية “.

ولعلك عزيزي القاري تتساءل الآن عن ما علاقة ما ذكرته آنفاً بـ ( الأيادي السوداء للطاغوت أسرار كورونا : صناعة كوكب العبيد 2020 ) أقول ان هذه المُقدمة كانت ضرورية لفهم أبعاد المؤامرة على البشرية لتحويلها الى عبيد، لأنها لم ولن تقف عند حدود الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بل هي مستمرة وستطال كثير من دول العالم، فقرار الفوضى الخلاقة يهدف أيضاً الى تفكيك منظومة الاتحاد الأوروبي اقتصادياً وسياسياً، تلك التي بدأتها الصهيونية العالمية بإخراج بريطانيا حليفها من الاتحاد الأوروبي، في العملية التي عٌرفت بـ ” البريكست ” .

فور انتهاء فيروس كورونا من المتوقع ان يبدأ تفعيل فيروس سياسي جديد بمطالبة إيطاليا بالخروج من الاتحاد الأوروبي، وستتبعها دولاً أوروبية أخرى، أعضاء في الاتحاد الذى قوامه الآن 27 دولة ، ويتكون الاتحاد الآن من عشرين دولة جمهورية، 5 دول ملكية ودولة واحدة يحكمها دوق أكبر. وتعتبر كرواتيا آخر الدول المُنضمة للاتحاد في الأول من يوليو عام 2013.

الملف مفتوح

said.sobki@timenews.nl

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

سعيد السبكي حصل على وشاح ملكي بدرجة فارس من ملك هولندا

كتبت | هبه الابياري هي ليست قصة نجاح مصرية فقط بقدر ما هي تكريم وتقدير …

تعليق واحد

  1. رائع ونجم كعادتك استاذ سعيد نريد ابحارا وتفاصيل ونتشوق للمتابعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *