محمد خليفة يكتب: ” أشمون ” مدينة الإله الخفى الأعظم وأولياء الله الصالحين

اشمون مدينة قديمة منذ العصور المصرية القديمة  وأسمها مكون من “أش ” بمعنى أرض  “وآمون ” أسم الإله الخفى الأعظم عند المصريين القدماء وعليه تكون أرض الله وليست أرض القمر كما ترجمت خطأ ، فسيناء هي أرض القمر وليست أشمون.

ذكر محمد رمزي في كتابه القاموس الجغرافي للبلاد المصرية أن أشمون من القرى القديمة التي ذكرها”  إميل كليمنت أميلينو” جغرافي ومؤرخ فرنسي، تخصص في الجغرافيا القديمة لمصر وتاريخها في جغرافيته، وقال أن اسمها القبطي «Ingenious» ، وقال أنها تُنطق «Ischemic»، ثم حُرّف إلى «Schmoes»، ثم إلى “أشموم، ثم أشمون”

 

أمّا عن المناطق الأثرية بمدينة أشمون فيوجد بها جامع العمرى.. ويرجع بناؤه الأول إلي القائد عمرو بن العاص وقت فتح مصر ومروره بتلك الناحية من الدلتا لوجود حصن روماني بها، فلمَّا انتصر أقام المسجد فوق أنقاض الحصن مستعيناً بأحجار وأعمدة الحصن الرخامية ذات التيجان في البناء، وهو ما حافظ عليه كل من أتي بعده عند ترميمه أو أعادة بناء المسجد من جديد علي مدى العصور السابقة وكان آخرها ماتم في عهد الدولة الأيوبية، ويعلوا المسجد ويتلألأ بمئذنته الأثرية المبنية علي الطراز المملوكى.

تم توسعة المسجد عام 1152هجرية باسم “عبد الدايم المقنن” الذى وسَّعه وجعل فيه مقامه وأرَّخَ علي لوح من الرخام لأعماله ومازالت موجودة إلي الآن علي احد أعمدة المسجد.

وبأشمون حصن رومانى أثرى تحت المسجد العمرى القديم ومن مشاهير أشمون أحمد أبو مدين الأشموني أستاذ السيوطي .. وتعد حالياً مركز ومدينة أشمون أكبر مراكز محافظة  المنوفية ، ومعظم قرى أشمون ترجع للعصور المصرية القديمة  وبها آثار كانت من نصيب اللصوص ولحق بتلالها الأثرية الإهمال من جانب المجلس الأعلى للآثارومنها كتل “أبشاتى” أوما يعرف بكوم أوسيم والكوم الأحمر بقرية طليا وهناك آثار مهملة بقريتى طهواى والبرانية وغيرها الكثير ونظرا لطبيعة الأرض الطينية الزراعية وسوء الصرف تعرضت الآثار للدمار  .

فعند المقريزي فى “المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار” حيث يروي أنّ “مصرايم” بن بيصر بن حام كان مع جده نوح عليه السلام في السفينة وقت الطوفان فدعا له أن يسكنه الله الأرض الطيبة المباركة التى هى أم البلاد وغوث العباد، ونهرها افضل الانهار ويجعل له فيها افضل البركات ويسَّخر له الأرض ولولده ويذللها ويقوّيهم عليها فسأله عنها فوصفها له وأخبره فجمع اخوته وابناءه فنزلوها وبذلك سميت مصر.

ويقال إنَّ بعد وفاته قسمت أرض مصر الطيبة بين أبنائه الأربعة ” قفطريم، أشمون، أتريب، صا” وكانت تلك البقعة من الدلتا من نصيب أشمون فعرفت باسمه الي اليوم..

ويقال أيضاً أنَّ كلمة اشمون باللاتينية تعني “أرض القمر” كما عرفت لمئات السنين بأسم “اشمون جريس” لمجاوراتها لناحية جريس تلك القرية الشهيرة بصناعة الفخار، فكان العامة يطلقون عليها اشمون الجريسات تمييزاً لها عن اشمون الرمان بمركز دكرنس محافظة  الدقهلية، الي أن أقام محمد علي باشا وخلفاؤه من بعده الدولة الحديثة فقسمت محافظة المنوفية الي مدن وقرى فظهر للوجود عام 1871م، مركز ومدينة اشمون والذى يضم حاليا 54 قرية و190 كفرا و322 شياخة وعدد السكان بلغ حوالى مليون نسمة .

ساقية أبو شعرة

 ليست ساقية ابوشعرة هي القرية الوحيدة في اشمون التى تحظى بسمعة وشهرة كبيرة في مجال الصناعة والإنتاج وإنما هناك أيضاً قري اخرى تتميز بمنتجات ذائعة الصيت مثل قرية كفر ابومحمود بسنتريس والتي تشتهر بتجفيف البصل وقرية “قورص” المعروفة بصناعة الحلوى وقرية “ساقية المنقدى” التي يعمل الكثير من ابنائها في صناعة علب الصدف والمشغولات.

أولياء ومريدون

كما يحفل مركز أشمون بعدد من المزارات الدينية لأولياء أصحاب كرامات يتوافد عليهم الناس من كل مكان، منهم العارف بالله سيدى “أحمد أبو مدين الأشموني” والذى جاء إلي مصر من المغرب في القرن السادس الهجرى واستقر بأشمون ويروى عن كراماته، أنَّ منارة زاويته الموجودة الآن، لما فرغ من البناء منها مالت إليه، وخاف أهل أشمون منها، فأجمع المهندسون علي هدمها، فخرج إليهم الشيخ ابو مدين فأسند ظهره إليها وهزها والناس ينظرون، فجلست علي الاستقامة إلي وقتنا هذا!
وهناك مزارات أخرى لابد ان تستمتع بها في رحلتك الروحية مثل: الغامري وزلابية ومدين وسيدى علي الشعراني والعارف بالله علوان بن يعقوب بقرية البرانية، والذي يحرص الآلاف علي إحياء مولده كل عام في الأسبوع الأخير من شهر يوليو علي مدي القرون الأربعة الماضية، نظراً لما يقال عن نسبه للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث تطوف مواكب الطرق الصوفية أرجاء القرية قبل أن تستقر عند الضريح، ويتم توزيع الطعام على الفقراء وجمهور الحضور، كما تحفل أشمون والقرى التابعة لها بعدة كنائس يرجع وجودها علي تلك الأرض إلي مئات السنين، وهي تعكس ملامح الحياة الطبيعية والعلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين علي أرض أشمون.

المراجع:

1- المقريزي فى “المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار”

2- ” محمد رمزى “في كتابه القاموس الجغرافي للبلاد المصرية

3- قوانين ابن مماتي

4- تحفة الإرشاد

5-  التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية، شرف الدين يحيى ابن المقرابن الجيعان، المطبعة الأهلية، القاهرة، 1898م، ص100

6- الخطط الخديوية لمصر القاهرة ومدنها وبلادها القديمة والشهيرة، علي باشا مبارك، الطبعة الأولى، المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق، القاهرة، 1305هـ/1888م، ج8، ص73

7-  نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للإدريسي – ج1

8-  معجم البلدان لياقوت الحموى ج1 ص200

عن admin1

شاهد أيضاً

سراج الدين يكتب|مُنخفض القطارة

تايم نيوز أوروبا بالعربي|شوقي سراج الدين  اعتقد ان كل ما تم كتابته عن هذا المشروع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *