الكوفية الفلسطينية .. بين الفرنسى جارودى والسويدى برنادوت !

بقلم : مجدي صادق 

الكوفية الفلسطينية  يعتبرونها ” معادية للسامية ” حيث  تستفز كثيرا من المتشددين من اليهود لمن يرتديها رغم انهم دائما مايرتدون الكيباه او باليارمولكه غطاء رأس صغير شكله مستدير يلبسه اليهود الاروذكس المحافظين  طيلة الوقت توقيرا لله  على حد شريعة الحاخامتهم !!

وقد صحح لى الصديق الكاتب الصحافى الكبير عبد الله حسن رئيس مجلس ادارة انباء الشرق الاوسط رئيس التحريرالاسبق  ما تم من اعتداء اعضاء منظمة بيتار الإرهابية  عليه عام 1998 والسبب ” الكوفية الفلسطينية ” التى كان يرتديها الزميل سيد حمدى الصحفى بجريدة الجمهورية ممثلا  فى تغطيته للمحاكمة عن جريدة الاتحاد الظبيانية  وكان دائمًا حريص على حضور جلسات محاكمة روجيه جارودى بقصر العدالة المجاور لنهر السين  وبمجرد ما كان الزميل سيد حمدى يرى هؤلاء يرتدون الكيباه يسرع بارتداء الكوفية الفلسطينية

وعند اصدار الحكم على روجيه جارودى واذكر اننى كنت بالطريق لحضور تلك الجلسة مترجلا للمحكمة عبر المترو لكنى عدت ادراج الرياح  حيث كنت واصل الى باريس توا ( ! )  وكان اليهود بفرنسا ممثلة فى جمعية ” ليكرا ” اليهودية ورئيسها الارهابى بيزنار ليكاش وهى احد اذرع السياسة الخارجية الاسرائيلية برفع دعوى ضد جارودى واتهامه بالعداء للسامية حيث طالبت بسجن الفيلسوف الفرنسى روجيه جارودى (84 سنة ) المدافع عن القضية الفلسطينية  فقد قال يوما ” ان دولة اسرائيل تقترف جميع الجرائم مستغلة بذلك اسطورة ابادة ستة ملايين يهودى ابان الحرب العالمية الثانية وهو مايخولها لارتكاب المجازر”  وقد اصدر القاضى فقط حكمه  بغرامة 10 الاف فرنك مما استفز اعضاء منظمة بيتار التى لاحقت الزميلان عبد الله حسن مراسل وكالة انباء الشرق الاوسط وقتها والزميل سيد حمدى عند محطة المترو واعتدوا عليهما بعنف مما دعى سفير مصر بفرنسا الراحل علي ماهر الاتصال بوزير الداخلية الفرنسي وتصعيد الموقف  مثلما اعتدوا  فى نفس الوقت على بيير جيوم ناشر كتب جارودى !

ومحاكمة روجيه جارودى يجب ان يعاد قراءتها من جديد وفق مايحدث الان تحت سمع وبصر العالم فى غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطينى من مخطط الابادة والتهجير فقد كانوا يوما يعيشون اى اليهود فى الشتات او الدياسبورا ويعيشون عقدة ” المحرقة ” او الهولوكست !

هذا الهاجس الذى يعيشون فيه يجعلهم يعطون ظهورهم امام اى حل ينصف السكان الفلسطنيين  فقد قال بن جوريون مؤسس دولة الاحتلال ” ستكون دولة اسرائيل مفتوحة للهجرة اليهودية وتجميع المنفيين فى الشتات ”  وعندما عزفت الاوركسترا نشيد ” الهاتيكفاه ” كما تقول الوثائق وقراءة وثيقة الاستقلال دق بن جوريون المطرقة وهو يعلن ” قامت دولة اسرائيل ” وهاهم يحتفلون ويشربون نخب دولة اسرائيل فى صحة ” العرب ” !

بعد الاعلان هذا باحدى عشر دقيقة بالتمام والكمال كان اعلان الولايات المتحدة الامريكية الاعتراف بدولة اسرائيل فماذا ننتظر اذا من امريكا فى حرب 7 اكتوبر 2023 والتى ايدت استمرار القصف والابادة بالاحزمة النارية ؟

ولاتنس ماقالته جولدا مائيير عند هذا الاعلان  ” ان احدا لن يزحزحنا او يشردنا مرة ثانية ” !!

وعند قراءتك للتاريخ  منذ نزوح مايقرب من 700 الف  فلسطينى من فلسطين عام 1948 مايعادل 85% من مجموع السكان الفلسطينيين  فان 979 كلمة عبرية قالها بن جوريون هى التى اسست هذا الكيان رغم مليارات الكلمات التى اطلقناها كعرب وفشلنا لاستعادة  “شيرا ” من الارض المحتلة السليبة !!

ولان دولة اسرائيل تمثل منذ فجر هذا التاريخ دولة ” بلطجة ” و ” ارهاب ” و ” ” دم ” فعندما عقدت الجمعية العامة للامم المتحدة فى 14 مايو 1948 كان قرار اختيار الدبلوماسى السويدى العظيم الكونت ” فولك برنادوت ” ( 2 يناير 1895 – 17 سبتمبر 1948 ) كاول مبعوث ووسيط دولي بالقرار 183 لايجاد تسوية سلمية بين اليهود والعرب حين قبل بعد تردد ” توليت المهمة لاننى انظر الى مشكلة فلسطين ليس كقضية داخلية بين اليهود والعرب بل كشرارة يمكن ان تشعل حريقا كبيرا ” وقدم اقتراحاته باقامة الدولتين معا فى حين ستكون القدس جزءا من الاراضى العربية وحكم ذانى للسكان اليهود  فعندما وصل الرجل الى القدس استقبلته لافتات ” استوكهولم لكم القدس لنا.. وجهودكم سدى نحن هنا ! ”  وكانت هذه اشارة لمنظمتى  ” ارجون ” التى اسسها مناحم بيجين ومنظمة ” شتيرن ” ومؤسسها اسحاق شامير بالتخلص من ” المبعوث الاممى برنادوت ” باغتياله بعدد من الرصاصات وبالطبع لم يستدل على القاتل !

الم تسحب اسرائيل حيوانات منوية من 33 رجلا من القتلى الاسرائيليين فى 7 اكتوبر 4 منهم مدنيون والباقى جنود فى الجيش من اجل حفظها بالتجميد وابقاء فرصهم فى الانجاب  للحفاظ على النوع مثلما قالت ” هآارتس ” الاسرائيلية فى نفس الوقت الذى تقتل فيه اطفال اسرائيل المولودين حديثا والاجنة فى بطون الامهات الفلسطينيات للقضاء على ” الجين ” الفلسطينى !

وهو ماجعل مصر تستنكر ” الصمت الدولى عن انتهاكات القانون الدولى الانسانى التى ترتكبها اسرائيل فى الاراضى الفلسطينية على لسان وزير الخارجية المصري سامح شكرى

وتبقى محاكمة الفيلسوف الفرنسى روجيه جارودى الرجل الذى واجه التهديدات بالقتل والاغتيال وقد تجاوز الثمانين من عمره واغتيال اول مبعوث أممي لقضية فلسطين  السويدى الكونت ” فولك برنادوت ”  ليعرف العالم مخططهم الاجرامى فى مواجهة الكوفية الفلسطينية و لتكشف قصة الارهاب الاسرائيلى الذى يجب ان يحاكم حكامه امام محكمة التاريخ كمجرمى حرب !

  • كاتب ومحلل سياسى

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

فَيِنْ يُوجِعُكَ ؟ ! | يَا وَاشٍ يَا وَاشٍ يَا حُكُومَةُ

وَكْرِ اَلَأْ چنَدَّاَتُ . . مَضَامِين عَنْكَبُوتِيَّةٍ . . كَوْكَبَ اَلدُّفُوفِ لَا أَمْلِكُ أَدَوَاتٌ اَلْمَطَبَلَاتِيَّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *