في الذكرى الـ«35» لرحيل فتحي رضوان «أيقونة» العطاء الوطني لكل الأجيال!

كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي
في اليوم الثاني من شهرنا الحالي، أكتوبر/ تشرين الأول؛ حلّت ذكرى رحيله الخامسة والثلاثين لهذا الرائد الوطني الحر، صاحب الوطنية المخلصة، حتى وإن تعارضت مع مصالحه الذاتية الخاصة!
وبمنتهى كبرياء الحسّ الوطني المسئول ذكّّرني صديقي وأستاذي سعادة المستشار عصام فتحي رضوان بذكرى رحيل والده “خالد الذكر» العظيم.
وعندما علم بنيتي كتابة مقال لإحياء ذكرى والده الرائد الوطني الراحل النبيل وقد انتفضت في عروقي أيضاً بسبب ذلك دماء المحبة والإيثار المعتادة لمحبوبتي في الإعلام الشبكة الدولية لـ«جريدة وراديو تايم نيوز أوروبا بالعربي»؛ فإنني طلبت منه، وبهذه المناسبة؛ الإدلاء بتصربح يخصّ شبكتنا الدولية؛ فإذا به لم يزد على قوله (بتواضع النبلاء أبناء عظماء الأمة):
– تكفيني كثيراً هذه المشاعر الطيبة والوفاء والإخلاص للمبادى والقيم والمثل العليا التي تؤمن بها أجيال جديدة، يكفيني تذكركم لـ”فتحي رضوان”، ولا أجد لديَّ ما أقوله بعد ما أثق أنكم ستذكرونه عن والدي، وأكرر لكم الشكر والأحترام والتقدير.
إن قصة حياة رائد الفكر الوطني الحر فتحي رضوان تستحق أن تُروى للأجيال؛ فقد تفتحت عيناه على الحياة يوم 14 مايو/ آيار، 1911 – 2 أكتوبر 1988)؛ في المنيا بصعيد مصر، غير أنه لم يكن من أصول صعيدية، وإنما كان والده مهندس الري يعمل وقتئذ بالمنيا، قبل أن ينتقل في طفولته مع أسرته للسكن بحي السيدة زينب العريق بالقاهرة؛ وإثر تخرجه من كلية الحقوق أنشأ مع صديقه السياسي البارز أحمد حسين حزب “مصر الفتاة”، 1933ـ حزب قومي كان ضمن أعضائه: ناصر والسادات- وقد أُُطلق على الحزب وقتها لقب حزب”القمصان الخضراء”، وظل به 4 أعوام، وحتى عام 1937؛ عندما اختلف مع صديقه حول بعض الرؤى، وانضم لـ” الحزب الوطني”، إلا أنه لم يرق له أسلوب ذلك الحزب أيضاً في تعامله مع بعض القضايا الوطنية، فأنشأ عام 1944 “الحزب الوطني الجديد”، على مباديء الزعيم الراحل مصطفى كامل؛ كما أصدر جريدة” اللواء الجديد”، في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، 1944، وظل الحزب قائماً حتى أمرت الثورة بحل الأحزاب عام 1953، وكان عضوا في المجلس الأعلى لـ”هيئة التحرير”، التي شكلها الضباط الأحرار كحزب وحيد، وقبل تأسيس الاتحاد الاشتراكي بديلاً عنه.
وقد تعرض “فتحي رضوان” للاعتقال عدة مرات من قبل الإنجليز، لاعتراضه على بعض تصرفات الملك فاروق، كما اعترض على معاهدة 1936، التي عقدها حزب “الوفد” مع الإنجليز ثم ألغاها بعد ذلك، وكذلك اعترض على مفاوضات كانت تجريها الحكومات الحزبية المصرية مع المحتل؛ وكان شعاره الدائم: “لا مفاوضات إلا بعد الجلاء”، كما كان قريب الصلة بالفريق عزيز المصري (1880- 1965)، صاحب الشخصية العسكرية والسياسية الوطنية وأحد رواد الحركة القومية المصرية.
وبسبب حماسه الوطني، وكراهيته الشديدة للمحتل البريطاني؛ تمّ اعتقاله بعد حريق القاهرة في 26 يناير/ كانون الثاني، 1952، وإلى أن قامت ثورة 23 يوليو/ تموز 1952؛ حيث أخرجته حكومة علي ماهر باشا – والتي اختارها الجيش- ليكون وزيرًا بها، وظل وزيرًا للدولة، ثم وزيرا للإرشاد القومي (الإعلام حالياً) حتى خرج من الوزارة عام 1958؛ إثر خلاف مع”ناصر” حول بعض المفاهيم والسياسات، كما كان نائباً في مجلس الأمة عن دائرة مصر الجديدة؛ وكان فتحي رضوان معارضاً لسياسات السادات، حتى اعتُقل في أحداث سبتمبر/ أيلول 1981، وبعد خروجه عمل على تأسيس لجنة لحقوق الإنسان المصري.
وقد رحل عن عالمنا يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول، 1988؛ عن عمر ناهز 77 عامًا، ودفن بجوار محبوبيه الزعيمين الوطنيين: مصطفى كامل ومحمد فريد، رحمهم الله “عظماء الوطنية الثلاثة”؛ وأسكنهم الفردوس الأعلى جزاء ما قدّموه لمصر من فكر وطني حُر، وفي غاية الصدق والوعي المستنير بحق.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

تذكروا أن يران غير عربية

كتبت | بلقيس حسن ليس دفاعا عن إيران فأنا اختلف معها في كثير من المواقف، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *