العراق فى مهرجان الفيلم العربي بروتردام

روتردام | خاص

سيُقام مهرجان روتردام العربي للأفلام في الفترة من 5 إلى 10 سبتمبر في مدينة روتردام بهولندا. ويُعد أحد أبرز الأحداث خلال المهرجان اليوم المُخصص لـ “العراق – قصص الأمل والكفاح” في الخامس من سبتمبر.

يكرس هذاا ليوم لتسليط الضوء على الثقافة العراقية الغنية من خلال عرض مجموعة متنوعة من الأفلام والنقاش وكذلك ورش العمل والموسيقى وفن الطهي.

تركز المحادثات على الحفاظ على أرشيف الأفلام العراقي. سيناقش الخبراء والمعنيون التحديات والجهود المبذولة لحماية هذا التراث الثقافي. وتركز الأنظار على إنقاذ واستعادة أرشيفات الأفلام العراقية، التي تضررت كثيرًا بسبب النزاعات وعدم الاستقرار.

بجانب المحادثات، ستُعرض أفلام ملهمة، منها فيلم “بغداد ميسي” من إخراج ساهم عمر كليفا. يروي هذا الفيلم قصة طفل يسعى لتحقيق حلمه في لعب كرة القدم رغم فقدانه لساقه في الحرب. يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الثقافة والسينما العراقية.

ستُقدم ورشة عمل بواسطة مهند يعقوبي، حيث سيتحدث عن مشروعه البحثي حول القضية الفلسطينية ودوره في الحفاظ على أرشيف الأفلام العراقي. تهدف الورشة إلى تقديم فهم أعمق لعملية الترميم وأهمية هذه الأفلام في الوقت الحاضر.

يُعد يوم “العراق – قصص الأمل والكفاح” فرصة للاحتفاء بجمال وصمود الثقافة العراقية. وهو دعوة لفهم أعمق للتحديات التي تواجه العراق، مع التركيز على جمال وهوية الثقافة العراقية.

حفظ أرشيف الأفلام العراقي:

الوصف: في العراق، تمثل أرشيفات الأفلام مكانة خاصة، خصوصًا في ضوء الخلفية الثقافية والتاريخية الغنية للبلاد. للعراق تقليد طويل في صناعة الأفلام يعود إلى السنوات الأولى من القرن العشرين. خلال هذه الفترة، تم إنتاج العديد من الأفلام التي تعكس التطورات الاجتماعية والسياسية والثقافية في البلاد.

للأسف، واجه العراق أيضًا فترات من النزاع وعدم الاستقرار، وكان لها تأثير كبير على صناعة السينما وأرشيفات الأفلام. خلال الحروب والنزاعات، فقدت العديد من الأفلام أو تضررت أو دمرت. ومع ذلك، بُذلت جهود للحفاظ على الأفلام المتبقية واستعادتها، وللحفاظ على الروابط بين الماضي والمستقبل.

أرشيفات الأفلام في العراق تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الثقافية وتراث البلاد. تعمل كنافذة إلى الماضي، حيث يمكن للجيل الحالي والأجيال المستقبلية أن تتعلم عن التاريخ والتقاليد والتغييرات المجتمعية في العراق.

المخرج الهولندي العراقي قاسم هوال يعمل على إنقاذ أرشيف الأفلام العراقي. خلال الحرب، أدت الجماعات الإرهابية والراديكالية إلى تدمير المواد السينمائية والتراث الثقافي. الأفلام والوثائق في بعض الأحيان تتم رميها في أقبية رطبة تحت الأرض، بينما يجب الاحتفاظ بها في درجة حرارة خمس درجات تحت الصفر للحفاظ عليها. العديد من هذه الأفلام، التي تضم عشرات الآلاف من ساعات العرض، تُحفظ في علب أفلام مصابة بالصدأ، مما يهدد بفقدان تاريخ يقترب من قرن من الزمان. لحسن الحظ، عمل هوال بجد في السنوات الأخيرة لإنقاذ الأرشيف، بمساعدة الدكتور ذياء سبحي من اليونسكو العراق. بدأ الخطوات الأولى لاستخراج الأرشيف من تحت الأرض وحمايته حتى لا يضيع. لسوء الحظ، توقفت أعمالهم في السنوات الأخيرة بسبب الوضع السياسي.

أعضاء اللجنة:

قاسم حول – مخرج هولندي عراقي ومبادر مشروع إنقاذ أرشيف الأفلام العراقي.

الدكتور ضياء السراي – اليونسكو العراق، يعمل على دعم عملية الترميم والرقمنة لأرشيف الأفلام.

ورشة عمل مع مهند يعقوبي:

استعادة التضامن

تعتبر هذه الورشة جزءًا من مشروع بحث حول مجموعة من الأفلام حول القضية الفلسطينية التي تم إنتاجها خلال الستينات والسبعينات. خلال زيارته لليابان، اكتشف مهند يعقوبي أيضًا أفلامًا عراقية تعتبر جزءًا من هذه المجموعة. هذا الاكتشاف ساهم في فهم أوسع للتضامن الإقليمي والدولي مع القضية الفلسطينية، فضلاً عن التواصل بين فلسطين والعراق. وسيظل مهند يعقوبي يلعب دورًا مهمًا في توجيه الشباب والموظفين المستقبليين في الأرشيف العراقي.

تحتوي المجموعة على عدد كبير من الأفلام التي أنتجها صناع أفلام بريطانيون، إيطاليون، ألمان، فلسطينيون، مصريون، عراقيون، ويابانيون، مما يشير في الوقت نفسه إلى النزعة العالمية للإنتاج السينمائي المتحارب ويعكس اليوتوبيا لثورة عابرة للقوميات إن لم تكن عالمية. وبينما ما زالت نضالات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال مستمرة حتى اليوم، يصبح عملية استعادة هذه الأفلام فعلًا سياسيًا. مع هذا المشروع، هناك الكثير على المحك، وهو الحاجة إلى إعادة تقديم السياق الثوري وإظهار أهميته للمقاومة الفلسطينية المستمرة، من خلال توجيه وجهات نظر سياسية جديدة.

بالإضافة إلى حقيقة أن العديد من الأفلام في المجموعة كانت تعتبر مفقودة أو مجهولة، تشهد المجموعة نفسها على شبكة من التضامن. في هذا السياق، سيكون مشروع الاستعادة ليس فقط لإحياء المجموعة، ولكن أيضًا لاستكشاف أهميتها بالنسبة للوضع الاستعماري الحديث. كخطوة أولى في هذا المشروع، اختار مهند ثلاثة أفلام من المجموعة وأرسلها إلى مختبر GEM للفحص والرقمنة. تبدأ ورشة العمل “استعادة التضامن” بالتأمل في عملية الاستعادة وتطرح السؤال حول أول تجربة في العمل مع هذه المواد لجعل المجموعة قابلة للتشغيل. بهذه الطريقة، يفتح الأمر سلسلة من الأبحاث حول إحياء هذا الأرشيف، حيث الذكريات المحفوظة في هذه الأفلام هي مهمة بقدر المجموعة نفسها.

مهند يعقوبي هو صانع أفلام ومنتج وأحد مؤسسي شركة Idioms Film المقرها في رام الله.

أفلام: بغداد ميسي (ساهم عمر خليفة)

الطفل حمودي الذي يبلغ من العمر 11 عامًا يعيش من أجل كرة القدم. يحلم بأن يكون يومًا ما مثل بطله في كرة القدم، ميسي، ويُلعب كل يوم مع أصدقائه الصغار. حتى أنه في أحد الأيام تورط في هجوم واستفاق من الإصابات الخطيرة في المستشفى. بينما يبذل والده كل جهد ممكن لضمان سلامة الأسرة، يكافح حمودي من أجل تحقيق حلمه، حتى وإن كان ذلك على قدم واحدة.

فيعام 2012، قدم المخرج العراقي سهي معمر خليفة فيلمها القصير “بغداد ميسي” في مهرجان لوفن للأفلام القصيرة. ومع تذكر بطولة العالم لكرة القدم في قطر التي أثارت الجدل، يتنقل “بغداد ميسي” بين موضوعات مثل الحرب والتنوع وأهم الأمور التافهة في العالم. فيلم رائع عن الأمل عندما يتم تدمير كل شيء من حولك.

القصة الخامسة (أحمدعبد)

ماذا يبقى من دولة تعرضت للحروب لعقود متتالية؟ كان المخرج العراقي أحمد عبد في التاسعة من عمره عندما تم الهجوم على بلاده في عام 2003. وللتسلية كتب أربع قصص عن أبطال خارقين سيأتون لإنقاذه. في “القصة الخامسة” يتخلى عن هذه الوهم.

من خلال هذا الفيلم، يُظهر عبد كيف يحمل أجيال مختلفة آثار الحرب حتى اليوم. صبي مراهق لا يستطيع أن ينسى صور الجثث الميتة. امرأة شابة تتحدث عن قتالها ضد داعش مع القوات الكردية. رجل أكبر سنًا يتذكر تمامًا كيف كانت تبدو الضحايا التي كان عليه دفنهم.

هذه القصص غالبًا ما تكون صادمة، وأحيانًا يرافقها مشاهد أرشيفية، عن الأربع حروب التي عاشها العراقيون في الأربعين عامًا الماضية. بأسلوبه المتجزء، يسلك عبد طرقًا شعرية أكثر، مع لقطات حالمة لمياه غامضة أو أقدام عارية تتجول في الغابة. بجانب كل الدمار الجسدي والعقلي، تُفتح “القصة الخامسة” بابًا نحو الجمال والتأمل.

أبي ونور وأنا

قبل عشرين عامًا، فر المخرج ويام الزباري في منتصف الليل مع عائلته من بغداد. كان والده ينتظرهم في هولندا. منذ ذلك الحين، لم يتحدث أحد في العائلة عن ذلك أبدًا. الآن وبعد أن أصبح ويام أبًا بنفسه، يواجه ماضيه في العراق. وهذا يثير تساؤلات. لماذا كان عليهم الفرار في الأساس؟ وما هي العواقب التي نتجت عن الهروب من العراق ووصولهم إلى هولندا؟ لمعرفة الإجابة، يخترق ويام الصمت لأول مرة ويبدأ في الحديث مع عائلته. هل يستطيع ترك الماضي وراءه واحتضان مستقبل في هولندا؟

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الخديوي المديون

بقلم : يحي سلامة استمتعت بقراءة كتاب (محمد علي وأولاده) للأستاذ الكبير الراحل /جمال بدوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *