تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
كتب رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي | سعيد السبكي
في مناخ ظللته مشاعر المودة بحرارة جمعت عدد من السفراء المُعتمدين في لاهاي لدى المملكة الهولندية وممثلين عن حكومة هولندا من الخارجية والدفاع استضافت سفارة جمهورية مصر العربية نخبة من أبناء الجالية المصرية ونواب عن منظمات مصرية في مقدمتهم الحاصلين على الوشاح الملكي الهولندي تقديرًا لجهودهم في مجالات العمل الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني، في حضور مميز لنيافة الحبر الجليل الأنبا أرساني أسقف هولندا برفقة عدد من قساوسة كنائس مسيحي مصر بهولندا.
استقبل طاقم السفارة الضيوف في مُقدمته السفير المصري لدى هولندا الذي اهتم بكل الحضور بتواضع الكبار، وعلى الرغم من ملاحظتنا انه يمر بوعكة صحية نتيجة تقلبات حالة الطقس بهولندا إلا أنه لم يدخر جهدًا بمشاركة غالبية الضيوف في أحاديث متنوعة مزجت السياسة بالاهتمامات الاجتماعية حيث كانت لغة الدبلوماسية تحتوى الجميع.
بدأ حفل الاستقبال بموسيقى النشيد الوطني المصري وردد عدد من المصريين الحضور ” بلادي بلادي لك حُبي وفؤادي ” وأعقب ذلك موسيقى النشيد الوطني الهولندي حيث تشجع ” على غير العاده ” بعض الحضور من الجانب الهولندي في غناء النشيد الوطني الهولندي Wilhelmus van Nassouwe ben ik, van Duitsen bloed,den vaderland getrouwe blijf ik tot in den dood.
جاء ذلك في حفل استقبال بمُناسبة العيد الوطني لجمهورية مصر العربية في الذكرى الـ 71 لثورة 23 يوليو 1952، وقد ألقي حاتم عبد القادر سفير مصر لدى مملكة هولندا كلمة خلال الاحتفال استعرض خلالها أهم أوجه التطوير والتحديث الذي تشهده مصر على مدار السنوات الماضية في كثير من المجالات :
رحب عبد القادر في مُستهل كلمته بالسفراء ورؤساء المنظمات الدولية وأبناء الجالية المصرية في هولندا واصفا الجميع بـ ضيوفنا الكرام، وأضاف بقوله:
نجتمع اليوم للاحتفال بمناسبة ثورة مصر المجيدة في العيد الوطني المصري . في هذا اليوم التاريخي، نجتمع معًا للاحتفال بذكرى التاريخ الثري والثقافة النابضة بالحياة والإنجازات الرائعة لأمتنا. فبالنيابة عن السفارة المصرية في هولندا، أتقدم بأحر تحياتي وامتناني لكم جميعًا على مشاركتنا في الاحتفال بهذا اليوم المهم.
ونحن نحتفل بهذه المناسبة، من الضروري التفكير في العلاقات الثنائية القوية والمتنامية بين مصر وهولندا. فعلى مدار العقود الماضية، أقام بلدينا شراكة قوية في العديد من المجالات، مما يساهم في ازدهار كلا الشعبين.
لقد شهدت علاقاتنا الثنائية في السنوات الأخيرة نموا كبيرًا وتعاونًا في مُختلف المجالات. وتوطدت العلاقات الاقتصادية، حيث وصل حجم التجارة بين بلدينا إلى مستويات جديدة بلغت نحو مليار دولار سنويا. وأصبحت هولندا مُستثمرًا مهمًا في مصر، لتصبح واحدة من أكبر المستثمرين الأوروبيين في مصر، وكذلك دعم القطاعات الرئيسية مثل الزراعة، وإدارة المياه، والطاقة، والخدمات اللوجستية، وتطوير المواني.
وأكد عبد القادر بان الاستثمارات الهولندية والتعاون لم يفيد اقتصاداتنا فحسب، بل عزز أيضًا الابتكار وتبادل المعرفة والتقدم التكنولوجي وتعزيز خلق فرص عمل.
كانت الزراعة مجالًا تبادلنا فيه المعرفة والخبرة. حيث استفاد القطاع الزراعي في مصر من التطورات الهولندية في تقنيات الزراعة الحديثة والاستخدامات المُستدامة، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية ودعم قطاع الأمن الغذائي.
وأضاف السفير المصري : تعتبر إدارة المياه أيضًا مجالًا حاسمًا للتعاون بين بلدينا. حيث كان التعاون بين مصر وهولندا في إدارة المياه ثابتًا بالنسبة لكلا البلدين. وهو تعاونا مثمرًا منذ فترة طويلة مضت تقدر بـ منذ 14 عامًا بإنشاء هيئة المياه المصرية الهولندية. ومنذ ذلك الحين، تم تنفيذ مشروعات الطاقة الكهربائية التي ساهمت في تحسين موارد المياه ، وضمان أنظمة ري فعالة لدعم مجالات الزراعة، وحماية شواطئنا من تغير المناخ.
وقد اشار الى التبادل الثقافي مؤكدًا أنه مجال آخر تزدهر فيه دولتنا. وقد أظهرت هولندا تقديرًا عميقًا للفن والتاريخ والتراث المصري. كما شهدنا تعاونًا ناجحًا بين بلدينا في هذا المجال. أما الجانب الأخر لهذا التعاون فهو استضافة جامعة ليدن للمؤتمر الدولي السابع لعلماء المصريات شهر أغسطس المقبل. تركز مثل هذه التبادلات على تسهيل فهم أعمق لثقافتنا الخارجية الغنية، علاوة على ذلك، ساهم وجود الجاليات المصرية في هولندا في بناء النسيج المتعدد الثقافات النابض بالحياة لهذه الأمة وتكوين 
روابط صداقة مشتركة وتفاهم.
كما تحدث السفير المصري عن ما وصفه بإنجازات ملحوظة حققتها مصر في السنوات الأخيرة مشيرًا إلى أن بلاده شهدت مرحلة تحول استهدفت التقدم والازدهار في إطار أجندة وطنية مصرية لتحقيق تطوير واستدامة. بقوله : لقد حقق بلدنا خطوات كبيرة في الإصلاحات الاقتصادية وجذب الاستثمارات وخلق بيئة أعمال مناسبة . وقال : ان المشروعات الضخمة الجديدة والبنى التحتية المطورة التي ظهرت في جميع أنحاء مصر تعتبر شهادة على التزامنا بالتحديث والتطوير.
إلى جانب ذلك ، أدى التزام مصر بتعزيز الرعاية الاجتماعية والشمولية إلى تحسين خدمات الرعاية الصحية ، وتوسيع برامج التعليم، وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية. مشيرا الى أن مصر حققت تقدمًا كبيرًا أيضًا في التمكين في جميع قطاعات المجتمع، وتعزيز المساواة بين الجنسين.
واستطرد بقوله : في مجال السياحة ، تستعيد مصر مكانتها كوجهة عالمية رائدة. فقد أدت جهود الدولة في الحفاظ على مواقعنا التاريخية وترميمها ، إلى جانب استراتيجيات التسويق المبتكرة ، إلى زيادة كبيرة في عدد السياح الوافدين. مشيرا الى ان المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه قريبًا ، سيضم القطع الأثرية وسيوفر تجارب غير مسبوقة، مما يعزز روابطنا الثقافية مع العالم.
في مجال الطاقة ، أصبحت مصر لاعبًا رئيسيًا في المنطقة مع اكتشاف احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي ، لم نحقق الاكتفاء الذاتي من الطاقة فحسب ، بل أصبحنا أيضًا مُصدرًا رئيسيًا ، مما يساهم في أمن الطاقة الإقليمي والأوروبي. عندما يتعلق الأمر بالطاقة الجديدة ، فقد شهدنا تقدمًا ملحوظًا. حيث خطت مصر خطوات مهمة في مجال الطاقة المتجددة. بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. بالإضافة إلى ذلك ، تعمل مصر على تحقيق طموحاتها في أن تصبح مركزًا للهيدروجين الأخضر بعد توقيع العديد من الاتفاقيات الإطارية ومذكرات التفاهم في هذا المجال ،ويمكن لخبرة هولندا في هذا المجال أن تكمل جهودنا في تعزيز بيئة طاقة مستدامة وأكثر اخضرارًا لأمتنا وأوروبا.
كما تحدث عن المرأة وتعزيز مشاركتها في جميع قطاعات المجتمع ، ودعم المساواة بين الجنسين
وأضاف السفير المصري في كلمته : لقد شهدنا تقدمًا هائلًا في مختلف المجالات، وقد أسفرت الإصلاحات الاقتصادية في مصر عن نتائج إيجابية. وقد أدت عمليات توسيع بنيتنا التحتية، وتطوير مناطق صناعية جديدة، وتنفيذ مبادرات التحول الرقمي إلى خلق بيئة أعمال مواتية، وتعزيز التصنيع والنمو وتهيئة فرص عمل، مما يعني التركيز على الاستدامة، والنمو الاقتصادي الأخضر، والقدرة على التكيف مع المناخ في إطار استراتيجيتنا الوطنية لتغير المناخ … التي تهدف إلى التخفيف من الأثر السلبي لتغير المناخ .
إضافة إلى ذلك ، استضافت مصر بنجاح قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر العام الماضي حيث اجتمع العالم لإعادة تأكيد التزاماته بأجندة المناخ العالمي بإرادة أقوى. نحن فخورون بأنه في ظل الرئاسة المصرية تم تحقيق الكثير من الإنجازات نحو الانتقال العادل وتحقيق تطلعات الدول النامية للوصول إلى اتفاق حول إنشاء صندوق خسائر وأضرار، ونحن على ثقة تامة بأن دولة الإمارات العربية المتحدة ستبني بشكل إيجابي على هذه الجهود العالمية.
واختتم عبد القادر كلمته : في الوقت الذي نحتفل بهذه الإنجازات ونفكر في علاقاتنا الثنائية، نتطلع إلى المستقبل، أعتقد اعتقادًا راسخًا أن مصر وهولندا ستستمران في تعميق صداقتهما وتعاونهما. مصالحنا المشتركة في مجالات مثل الأمن الغذائي. توفر التنمية المستدامة والطاقة النظيفة والابتكار أرضًا خصبة لمزيد من التعاون. معًا، يمكننا التغلب على التحديات واغتنام الفرص، ورعاية عِلاقة لا تعود بالنفع على دولنا فحسب، بل تساهم أيضًا في تحقيق المصالح المشتركة لأوروبا والشرق الأوسط.
