تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
بقلم : مهندس حسام محرم
في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية المتزايدة محليا ودوليا، فإن مصر تحتاج بشكل ملح إلي تعزيز وتنويع علاقاتها الإقتصادية الدولية وعدم الإعتماد علي عدد قليل من الموردين بل يجب زيادة عدد الدول الموردة وتوزيعها علي أكبر عدد من الأقاليم الجغرافية لتقليل المخاطر الناجمة عن المتغيرات والتوترات السياسية الدولية، كما هو حادث حاليا في مخاطر سلسلة الإمداد بالحبوب الواردة من روسيا وإوكرانيا الواقعتين في إقليم واحد ملتهب ومرشح للتفاقم. وهو ما يثبت خطورة الإعتماد علي دولة واحد أو دولتين فقط في إقليم واحد كموردين لسلعة إستراتيجية مثل القمح والحبوب وكافة السلع الإستراتيجية عموما.
وينبغي أن تكون سياسة “تنويع مصادر التوريد” بمثابة سياسة عامة في كافة السلع الإستراتيجية علي وجه الخصوص، حتي يكون الإقتصاد الكلي والجزئي في مصر أكثر ثباتا في مواجهة العواصف العالمية التي ستتزايد خلال الفترة القادمة. وإن كان ذلك لا يغني عن العمل علي تعزيز الإنتاج المحلي من الغذاء لتقليل الإعتماد علي الخارج.
كما ينبغي مواجهة ضغوط وألاعيب محتكري إستيراد السلع الهامة و الذين قد يعملون علي إعاقة الإكتفاء الذاتي من تلك السلع لإستمرار مصالحهم الإستيرادية.
كما ينبغي تشجيع الصادرات الصناعية لمواجهة الفجوة المتزايدة في النقد الأجنبي وما نتج عنه من سقوط مريع في فخ الإستدانة. ولا غني عن العمل علي إستقرار السياسات الإقتصادية والمالية والنقدية لتجنب إرباك إقتصاديات المنشٱت. كما ينبغي زيادة الإعتماد علي جذب الإستثمارات بدلا من الإقتراض عالي التكلفة من الناحية النقدية والإقتصادية والسياسية والذي يهدد الإستقلال الوطني. كما ينبغي التوقف عن بيع الأصول الصناعية للأجانب لتجنب مزيد من إنخفاض الناتج القومي الٱجمالي وتداعياته الإقتصادية في ظل التحديات الداخلية والخارجية، فضلا عن تداعيات ذلك الأمن القومي في ظل مطامع قوي إقليمية ودولية في إحكام السيطرة علي مقدرات مصر.
* مستشار سابق في الحكومة المصرية
