الهجرة السرية | 3

الهجرة السرية | طاقة مهدورة مسلوبة الهوية 

الجزء الثالث

أدت مضاعفة زيادة الهجرة السرية لشباب العرب والأفارقة إلى أوروبا، بسبب ظروف بلادهم الاقتصادية والسياسية والأمنية؛ إلى رد فعل أوروبي صعب وغير مسبوق تجاههم تجسَّد في  ظهور قلق وهاجس أمني شديد جداً!

تايم نيوز أوروبا بالعربي|عباس الصهبي‏ 

 فوجيء رجال الأمن الأوروبيون بنزول عشرات بل مئات الآلاف من الشباب على شواطئهم وبشكل مفاجىء خارجين من زوارق بدائية الصنع دون أن يحمل أغلبهم معه أي تأشيرات أو حتى أي أوراق رسمية تكشف عن هويته الحقيقية أو طبيعة عمله في بلده!!
الهجرة مفيدة لأوروبا ولكن .

ورغم إدراك الأوروبيين فوائد الهجرة الشبابية لبلادهم ووفائها بمتطلبات التنمية لديهم وسد النقص في سوق العمل عندهم فإنه كان لا مفر أمام سلطات الأمن الأوروبية إزاء هذا الهاجس الأمني المريب من اللجوء إلى فرض قيود معينة بهدف «عقلنة الهجرة»!
والمقصود بـ«العقلنة» جعل هذه الهجرة تتم بشكل منطقي ومعقول من خلال الاعتماد على الهجرة الشرعية وحدها، وبحيث يقتصر المهاجرون الذين يتم قبولهم على أصحاب الأدمغة والكفاءات، وممن هم أكثر دراية وتأهيلاً في مجالات العمل المختلفة.
وبعد اتخاذ تركيا واليونان إجراءات صارمة للحدّ من تدفّق اللاجئين عقب موجة الهجرة الواسعة التي شهدها البلدان، عام 2015؛ أصبح طريق السفر إلى بيلاروسيا ومنها إلى بولندا وبلدان الاتحاد الأوروبي واحداً من أبرز طرق الهجرة غير النظامية التي يختارها المهاجرون، وبالذات السوريون مثلاً؛ حيث يبدأ من هناك تدفق آلاف المهاجرين إلى أوروبا!!
هل “انقلب السحر على.. الساحر”!
ويرى بعض المراقبين في الشرق الأوسط أن من سخرية الأقدار أن «عدوى» نقل “السياسيين” المسئولية في اتخاذ بعض القرارات الهامة إلى “الأمنيين» في أفريقيا والشرق عموماً قد انتقلت إلى المسئولين السياسيين في أوروبا!!
‏فكثير من أزمات ومتاعب الشباب العربي في بلادهم، والتي تدفعهم للهجرة؛ وراءها قرارات «مواقف وعقوبات» اتخذها سياسيون أوروبيون دون أن يدركوا، وهم قادة العالم؛ خطورة قراراتهم في إعادة تصدير هذه الأزمات، وبشكل مفرط؛ إلى بلادهم في شكل هذه الهجرات الجماعية!!
فمثلاً، ما زال الشباب السوري يمثل الفئة الكبرى للراغبين في الهجرة إلى أوروبا، نتيجة للانهيار الاقتصادي وتفشي البطالة وتردي الخدمات الحيوية من كهرباء وإنترنت ما ينعكس سلباً على مستوى معيشتهم وتعليمهم وعملهم، وتشير تقارير لمنظمة الأمم المتحدة إلى أن 90% من السوريين يعيشون منذ عام 2020 تحت خط الفقر، في حين يعاني 12.4 مليون فرد سوري من انعدام الأمن الغذائي، حتى أعلنت إحدى الهيئات التابعة للأممةالمتحدة، ومنذ أيام قليلة؛ أن معظم السوريين لن يكون بإمكانهم تناول وجبة الغداء بحلول مارس القادم!

الهجرة السرية | 2

عن admin1

شاهد أيضاً

سعيد السبكي أضاف لموهبته في الصحافة والأدب مجال «الإرشاد النفسي»؟!

سعيد السبكي.. لماذا أضاف لموهبته في الصحافة والأدب إضافة جديدة بمجال «الإرشاد النفسي»؟! “سعادته الخاصة” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *