أمستردام – كتب | ميلاد فايز موسى
الحياة المتوازنة
التوازن هو السمة المميزة لهذا العالم , انظر حولك لكل مايدور فى الكون تجد ان الكون بأسره والكوكب الذى نعيش عليه وفصول السنة الاربعة , والماء والهواء والنار والتربة , وتعاقب الليل والنهار , كل ذلك يمضى فى توازن تام , الا نحن بنو الانسان , فى عصرنا هذا نحن فى أشد الحاجة لأن نحيا حياة متوازنة , ان نستعيد التوازن فى شتى مجالات الحياة , ان التوازن الذى نقصده ليس انك تتبنى استراتيجيات او سلوكيات جديدة لحياتك , وانما ان تتبنى طرق تفكير جديدة تجعلك توازن بين رغباتك وبين سلوكياتك اليومية , فبامكانك ان تستخدم هذه المبادئ الخمسة كل يوم حتى تستعيد توازنك كاملا , وتبدأ فى الاستمتاع بالعيش حسب الفطرة التى خلقت عليها .
– التوازن بين الحلم والحقيقة :
ان الرغبة فى تحقيق الحلم , وانجاز الحلم , هما عالمان مختلفان , احرص دائما على التحرك من عالم الرغبة الى عالم الانجاز , من الرائع جدا ان يكون لديك حلما , وان تستمتع باستخدامك لملكة الخيال التى بداخلك , فان اعظم الانجازات التى نراها حولنا لم تكن فى بدايتها سوى احلاما وخيالات فى ذهن اصحابها , ثم حولوها الى واقع من خلال خطة وعمل وجهد ثم انجاز , احرص على ان توازن بين احلامك وسلوكياتك اليومية , ان عالم الواقع له حدود , اما عالم الخيال فلا حدود له , ومن عالم الخيال الذى لاحدود له تنبثق بذور الواقع التى تنمو وتثمر فى البيئة المتوازنة داخلك .
– التوازن بين الافكار والتصرفات :
أنت السبب فى كل مايحيط بك الان !! تصرفاتك ما هى الا نتيجة , اما السبب المسبب لها فهى افكارك النابعة من داخلك .. من صنعك , ولان افكارك من صنعك , فان كل ماانت عليه الان من صنعك , ابدأ اليوم فى تحمل المسئولية كاملة لحياتك , وازن مابين افكارك وتصرفاتك , لكى تغير ماانت عليه الان غير من افكارك , هناك قانون خطير جدا فى التنمية البشرية , ساهم فى تغيير حياة الملايين من البشر حول العالم , هو قانون الجذب , ويقول ” ايما كان ماتفكر فيه , فسوف ينجذب اليك ” اجعل تصرفاتك تتوازن مع افكارك , ان بغض الناس لك على تصرف نابع من افكارك خير من حبهم لك على تصرفات تتصنع فيها ما ليس لك , ان اكثر ما يهدد بناء الانسان النفسى وسلامه الداخلى هو ان تتناقض سلوكياته مع مظاهر وجهه ومبادئه المعلنة , احرص دائما ان يكون الخارج يساوى الداخل , عندما تريد ان تغير الخارج ابدأ اولا بتغيير الداخل , ابدأ بالافكار , وعندئذ سيتبعها تغير السلوكيات بصورة تلقائية .
– التوازن بين ما تتمناه وما تركز عليه :
وفى هذه النقطة بالذات يخبرنا علماء التنمية البشرية عن قانون يسمى قانون التركيز , وباستخدامك له ستحدث ثورة فى حياتك وتتغير تماما , القانون يقول ” ركز على ماتريد وليس على مالاتريد ” , ان اعجب واغرب مبدأ يسير عليه غالبية البشر ” اهدار طاقة الحياة فى تحقيق ما نبغض وعدم الحفاظ عليها لتحقيق ما نحب ” فاننا عندما نضيع طاقاتنا فى البحث عن مالانحب لا يتبقى لنا طاقة لتحقيق ما نحب , الشئ الذى تركز فيه يكبر ويتسع وينتشر من نفس النوع , قانون التركيز سبب آلاما شديدة للعالم كله و مثال على ذلك منذ اعلنت امريكا التركيز على الارهاب زادت مشاعر الغضب والكراهية ضد امريكا مما أسفر عن زيادة نسبة الارهاب بطريقة مأسواية .
نحن يمكننا القضاء على الارهاب العالمى , لا من خلال معاداة الارهاب , ولكن من خلال العمل على نشر السلام , كانت الام تريزا تقول دائما ” انا لن اشترك ابدا فى مظاهرة تناهض الحروب , لكن اذا كانت هناك مظاهرة تدعو للسلام فأدعونى لها ” , تريد السلام ركز على طرق ايجاده وليس على مواجهة الحروب , وفى وقتنا هذا ايضا كلما ازداد تركيز وسائل الاعلام على الازمة الاقتصادية تكون النتيجة هى زيادة تضخم الازمة الاقتصادية , وفى حياتنا العامة تجد دائما ان الممنوع مرغوب , تعرف لماذا ؟ لانك بتركز فيه !! .
اذا كنت تريد الغنى ركز على الغنى وليس على الفقر , ان لم يكن عقلك الباطنى مبرمجا على الغنى وعلى النجاح فأن كل ماتعرفه وتتعلمه وتعمله لن يفيدك فى الحصول على ماتريد , من الطبيعى انك اذا كنت تريد النور ستتجنب اماكن الظلام , كذلك اذا كنت تريد الغنى فلتتجنب اماكن الفقر , الاغنياء لهم عالمهم الخاص , استراتيجيات تفكير وسلوكيات , اذا تعلمتها وطبقتها ستحصل على نفس ماحصلوا عليه .
– التوازن بين بث مشاعر الحب وافتقارنا لها : ان الحب والعاطفة شرطان اساسيان لاستمرار الجنس البشرى على الارض , لانهما منبع الهدوء النفسى والخارجى , وازن بين الحب الذى بداخلك والحب الذى تهبه للاخرين , احرص على ان تملأ خزانك الداخلى عن اخره بالحب حتى تستطيع ان تفيض على الاخرين و الحب هو مايتبقى بعد ان ينفذ رصيد الناس من المشاعر الانسانية الاخرى .
يقول فيكتور هوجو ” الحب هو ان تحب كل شئ حتى يصير الكون كله فى عينيك كمخلوق واحد ” , كان احد الاطباء فى امريكا يوصى مرضاه وكل من يمر بضائقة بقوله ” عليك بتبادل مشاعر الحب مع الاخرين , فأن الحب شفاء” .
– التوازن بين الروح والمادة :
الحقيقة التى لايعلمها كثير من الناس هو ان جوهر كل فرد قائم فى الاصل على الروح , لا على المادة , فالانسان ليس كائن جسدى يعيش تجربة روحية , بل هو كائن روحى يعيش تجربة جسدية , ان بداخل كل انسان شخصيتين موكلتين به طوال حياته , فواحدة تحثه على حب الذات وكثرة الكلام وتلبية الشهوات والحياة بعشوائية , والاخرى روحانية خفية كامنه لاتزال تأمره بالخير والتحلى بالحكمة والعيش حياة متوازنة , لكنه للأسف قلما يستمع لها أو يلبى نداءها .
حقيقي.. ما أروعك.