BBC قراءة فى كتاب أنا والعمة

أنا والعمة بي بي سي | تعريب د.فؤاد عبد الرازق (1)

كتب | سعيد السبكي

الإذاعي افتيم قريطم وغلاف كتاب أنا والعمة بي بي سي

يقول الإذاعي والمُعلم العريق د.فؤاد عبد الرازق في كلمات سطرها بقلمه على الغلاف الخلفي لكتاب { افتيم قريطم أنا والعمة BBC } بذكر كلمة ترجمة التي أراها أنا غير ذلك، لأن محتوى الكتاب من وجهة نظري  ليس تَرْجَمَة من الإنجليزية للعربية فحسب، بل هو تعريب احترافي يجعل القارئ ينسى أن النص الأصلي هو الإنجليزية، حيث يجد نفسه وَسْط أحداث وذكريات كأنه عايشها بنفسه، وهذا ليس بغريب على المُعرب ولا أقول المُترجم، لأنه إضافة لإتقانه العربية والإنجليزية كلغتين عمل بهما لسنوات طويلة، فهو يعيش أيضاً بين شعب يُمارس حياته اليومية مع مُختلف شرائح مُجتمع بلد المملكة المُتحدة التي يعرفها مُتحدثي العربي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا بـ بريطانيا.

أنا والعمة BBC

تجارب إذاعية ثريه وحكايات لم تُرو من قبل سطرها بالانجليزية أفتيم قريطم، البعض من هذه الحكايات الشيقة لمساره الإعلامي الحافل بالنجاح والألق عايشت أحداثا في رحاب العمة بي بي سي فلم تكن تخلو من المُفارقات والأحداث المُثيرة .

كان أفتيم يبهرني دائما بنشاطه المُتميز ومواهبه الإذاعية المتعددة لا سيما في المجال الرياضي. تعليقاته الحية على كل من مباريات كرة القدم وكرة المضرب كانت مُتميزة وفريدة من نوعها، أجريت معه عدة مُقابلات باح فيها بكل تلقائية ونقاء سريرة بأسرار الميكروفون وبالكثير من خبايا كتابه.

أطلعني عن عشقه للعبة التنس التي واظب على مُمارستها حتى عند بلوغه الثمانين من العمر وسرد لي أحداث لقائه بالأميرة هيا بنت الحسين. ودخوله قصر باكنجهام كفارس مغوار طراز رفیع.

بدأ من القمة فكر سامق في دنيا الإعلام الإذاعي. رأي وعايش وترجم كل ما رأه إلى بوح جميل. إلى كلمات مشحونة بصدق التجارب الكثيرة التي عاشها واستوحي نجاحه منها.

الكتاب صدر عن دار النسيم للنشر والتوزيع وهو من القطع الأصغر من المتوسط  بعدد 127 صفحة استهلت بـ تقديم  ومُقدمة وضعتني في حَيْرَة أي اختار من سطورهم كمدخل أعرف القارئ بالكتاب، الأمر الذي جعلني أبدء بتناول القراءة في أنا والعمة BBC على عدة حلَقات .

تقديم

تعود تجربتي الأول في العمل في محطة إذاعية إلى أوائل الخمسينيات، وذلك من خلال محطة إذاعة “الشرق الأدنى”، التي أسستها بريطانيا في فلسطين عام 1941، إبان فترة انتدابها عليها.

ولما يربو على 60 عاما، امتدت هذه التجربة مع الإذاعة، التي لم أكن أتوقع حدوثها سلفا، وكان جلها مع القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية الـ (بي بي سي). وفي هذا الكتاب أقدم، وللمرة الأولى، رؤية من الداخل لعمل هذا القسم والمهام التي يضطلع بها. ولكن رغم قضائي فترة عمل مبهرة بين جنباته، امتدت لأكثر من37 عاما، تركت مؤسسة الـ (بي بي سي) العريقة، دون أن أحصل منها على راتب تقاعدي، أو حتى فنجان قهوة في وقت الوداع. والسؤال هنا لماذا؟

ولعله كان من الملائم، أن أقدم على تأليف هذا الكتاب، فور خروجي من الـ (بي بي سي) عام 2000. ولكن ما شغلني عن ذلك، أن مساري في مجال الإعلام، تغير منذ ذلك الحين، من الراديو إلى التليفزيون. وفي الصفحات القادمة، أرصد الكثير من الحكايات غير المعتادة، التي شهدتها مسيرتي في هذا المجال، وهي حكايات لم أكتبها من قبل، ولم أتحدث عنها حتى عبر الأثير، مثل قصة نجاحي في يوم ما، في دخول قصر بكنغهام الملكي بقلب لندن، بون تصريح رسمي، وتفاصيل تحطيم جنرال عربي المذياع الخاص بابنه، لا لشيء إلا لأنه كان يستمع من خلاله الى الـ ( بي بي سي ).

وكذلك كيف نظم القسم العربي، بمبادرة مني حدثاً كان الأول من نوعه، في تسعينيات القرن العشرين، وهو حفل اختيار شخصية العام الرياضية العربية بالقاهرة، ليعقب على ذلك صحفي عربي بالقول: “علمونا في المدارس، أن البريطانيين يتبعون سياسة – فرق تسد، ولكنهم الآن يريدون توحيدنا في مجال الرياضة” ولكن ما فاق ذلك كله، هدية قيمة تلقيتها من أمير بإحدى الأُسر الملكية في العالم العربي.

برفقة الإذاعي العالمي د.فؤاد عبد الرازق

على أي حال، يمكن القول إن رحلتي فريدة من نوعها، فقد بدأتها وأنا شاب مفعم بالطموح، ومسلح فقط بشهادة ميلاده، وبالرغم مما واجهته من انتكاسات وصعاب،فقد نجحت فى أن أصبح قارئاً لنشرات الأخبار، ومنتها للبرامج، ومعلقا رياضيا على منافسات لعبتي كرة القدم والتنس.

وقد حدث ذلك كله، في عصر لم تكن تنعم فيه بالتقدم التكنولوجي الحالي، فقد كان من الصعوبة بمكان وقتذاك مثلاً، أن تجري مكالمة هاتفية دولية، إلا بعد تقديم طلب قبل ذلك بـ 24 ساعة كاملة.

وتشمل هذه الرواية الشخصية لتاريخي المهني، الفترة التي كانت تعرف بالعصر الذهبي للقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية: عندما كان العالم العربي بأسره، يضبط مؤشر أجهزة المذياع، على هذه المحطة، ليستمع إلى الرواية الموضوعية المجربات الأحداث في العالم عامة، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص، وقد أسدل الستار على هذا العصر الذهبي مؤخراً، نتيجة انتشار المحطات الفضائية.

ويفضل هذا الكتاب، ستسنح الفرصة للمرة الأولى أمام القراء داخل بريطانيا وخارجها، وخاصة في العالم العربي، لإلقاء نظرة عن كثب، على كيفية عمل القسم العربي، عبر استعادة أحداث، وقعت قبل عقود، من ذلك التصريح الذي نشرته صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية، في يونيو/حزيران 2014، للورد هول المدير العام السابق للـ (بي بي سي)، وقال فيه إنه يسعى لأن تصبح هذه المؤسسة الإعلامية الكبرى “المقصد الأول للموهوبين، بصرف النظر عن خلفياتهم”، مُشددا على أن الوقت قد حان لوضع ذلك موضع التنفيذ”.

ومع أن هذه المؤسسة العظيمة، تظل على قمة المؤسسات الإعلامية في العالم؛ فحري بنا، ونحن نؤكد هذه الحقيقة، ألا نغفل في الوقت نفسه، الحكمة التي تقول إنه “عندما تجز العشب في حديقتك، لا تتجنب ماكينة جز العشب، النبتة الجميلة في طريقها”.

 

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

مُسلحين|قتلوا ثلاث قساوسة مصريون في افريقيا

تايم نيوز أوروبا بالعربي -كتب|خالد درة لقي ثلاث رهبان وقساوسة مصريين مصرعهم على يد مسلحين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *