تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
سعيد السبكي رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير شبكة “تايم نيوز وراديو أوروبا بالعربي” – مراكش:
يتبادل الأمازيغيون ورود التهاني اليوم 13 يناير/كانون الثاني في المملكة المغربية بمناسبة عيد رأس السنة الأمازيغية، الذي يوافق هذا العام سنة 2972 بالتقويم الأمازيغي، حيث تتباين تسميات رأس السنة الأمازيغية بالمغرب من منطقة لأخرى، بين “إيض يناير” أو “إيض سكاس” أو “حاكوزة”، ويعد الاحتفال تقليدًا متوارثًا منذ مئات السنين، ومناسبة لتجديد التأكيد على تشبتهم بما تجود به الأرض من خيرات ومظاهر احتفالية رائعة.
يرتدي المحتفلون بالعيد في هذا اليوم ملابس جديدة كما يقومون بطهي أطباق مميزة وفي بعض الأحيان يحلقون رؤوسهم.
ويقدر عدد الأمازيغ في إفريقيا الشمالية ما بين 20 إلى 50 مليون نسمة، ويتركز معظمهم في المغرب والجزائر، عدا عن المغتربين المقيمين في أوروبا الذين تتراوح أعدادهم بين 2 إلى 4 ملايين نسمة.
ويعيش الأمازيغ في شمال إفريقيا، ويعتبرون من السكان الأصليين لتلك المنطقة، ومازالوا محافظين على لغتهم وهويتهم وثقافتهم المختلفة، وينتشرون في البقعة الجغرافية الممتدة من المغرب غربًا إلى مصر شرقًا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى نهر النيجر جنوبًا، وديانة معظمهم الإسلام، ولغتهم الأمازيغية بلهجات متعددة.
وتحيي العائلات الأمازيغية في المغرب “إيض يناير” بطقوس احتفالية، ويختلف ذلك من منطقة لأخرى، غير أن أهم ما يميز الاحتفال إعداد أطباق خاصة بهذه المناسبة، حيث تحرص العائلات في منطقة سوس (جنوب المغرب) مثلاً على إعداد طبق “تكلا” الشهير، وهو طبق كبير من عصيدة “تكلا” المكون من دقيق الشعير أو دقيق الذرة تزينه الفواكه الجافة أو البيض المسلوق.
وتفضل عدد من العائلات إعداد طبق الكسكسي بسبع خضار خلال هذه الليلة، أو طبق “إيمشيخن” أو “أوركمين” وهو حساء يحضر من مكونات متنوعة من بينها الحمص والشعير والأرز والعدس بجانب “الكرعين“ – الكوارع باللهجة المصرية – وهي أقدام الخروف أو البقر.
وقد جرت العادة أن يتم دس نواة تمر في الطعام المقدم بهذه المناسبة، حيث يسود اعتقاد بأن من يعثر عليها سيكون محظوظا طيلة السنة الزراعية المقبلة، ويطلقون عليه اسم “أسعدي ناسكاس“.
عام مليء بالتفاؤل..
ومع أن الاحتفال بـ”إيض يناير” لا يستند على أي مرجعية أو عقيدة دينية خاصة، إلا أنه يجسد متانة العلاقة الوطيدة بين الإنسان الأمازيغي والأرض، وتفاؤله بسنة جديدة مليئة بالخير والبركات ووفرة المحاصيل الزراعية، كما يقوي الأواصر العائلية من خلال تبادل الزيارات بما يدعم تقوية العلاقات الاجتماعية وتعزيز التضامن.
ويرى المراقبون أنه قبل عامين كانت تقام في المناطق المأهولة بالسكان الأمازيغ في المغرب احتفالات جماعية برأس السنة لساعات متأخرة من الليل، يتم خلالها تبادل التهاني بهذا اليوم وتقاسم الأطباق التقليدية الأمازيغية، تيمنًا بسنة زراعية وافرة الإنتاج.
ورغم القيود المفروضة على التجمعات والاحتفالات الجماعية لمنع انتشار وباء كورونا، فإن ذلك لم يمنع جمعيات مدنية عن إحياء هذا التقليد بطرق مبتكرة حتى لا يقتصر الاحتفال على البيوت.
وتجدد الحركة الأمازيغية في كل عام وبالتزامن مع الاحتفال برأس السنة، مطالبها بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وإقرار هذا اليوم عطلة رسمية في البلاد، بعدما تم اعتماد الأمازيغية لغة رسمية في المغرب لأول مرة سنة 2011.
وتسمى اللغة التي يتحدث بها الأمازيغ “تمازيغت”، ولها العديد من اللهجات الأمازيغية التي تختلف عن بعضها البعض بشكل كبير من حيث نطق المفردات والقواعد، كما أن هذه اللهجات ليست مكتوبة، عدا التي يتكلم بها الطوارق، وتوجد حاليًا محاولات لبعث اللغة المكتوبة باستخدام الحروف اللاتينية والعربية بجانب الحروف البربرية القديمة المسماة بـ”تيفيناغ“، وتنتمي لغة تمازيغت لعائلة اللغات الأفرو آسيوية ولها صلة باللغتين المصرية والإثيوبية القديمة.
ومن أبرز الأسماء في تاريخ الأمازيغ: “جوجورثا” ملك نوميديا الذي هزمه الرومان 111 قبل الميلاد، و”القديس أوغسطين”، وهو أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية، إضافة لـ”ابن بطوطة” الرحالة والكاتب والمؤرخ في القرن الـ 14، وليس انتهاء بـ”محمد عبد الكريم الخطابي” قائد أمازيغ ريف المغرب بأوائل القرن الماضي والذي خاض حربًا ضد الأسبان.
