مشهد من "ملتقى الشربيني الثقافي "
مشهد من "ملتقى الشربيني الثقافي"

رسالة دكتوراة وفدية تعيد أفكار انطفأت وشخصيات رحلت

تايم نيوز أوروبا بالعربي – القاهرة:

عبدالناصر والباشا..الشيوعية والرجعية..ومحمود العالم وسلامة موسى في مُلتقى الشربيني الثقافي. 
د.وجدي زين الدين : ازدهار الابداع والنقد بعد ثورة يوليو يحسب للرئيس ناصر.
 الوفد لم يناصب الثورة العداء وعبد الناصر اتصل بسراج الدين وفكر بعودة الاحزاب عام 59.
* د.مصطفى رجب يخطف الآبصار بإلقاء جديد  لقصيدة “عوافي” من شعره  الحلمنتيشي.

—————————————————————
 أعاد ملتقى الشربيني الثقافى إحياء شخصيات وأفكار ونظريات، كانت تبدو وكأنها ماتت بالسكتة ، أو فى أحسن الاحوال، لم تكن حية في مجتمعنا يوما ما.

دكتور وجدي زين الدين رئيس تحرير الوفد بجانب نخبة من رواد الفكر والثقافة
دكتور وجدي زين الدين رئيس تحرير الوفد بجانب نخبة من رواد الفكر والثقافة

 

كلمات مثل الاشتراكية والراسمالية، اليمين الرجعي واليسار التقدمي، الحزب الشيوعي، محمود أمين العالم، وفؤاد سراج الدين باشا، سلامة موسي والفريد فرج، ثورة يوليو وعبدالناصر، السجون والمعتقلات، الواقعية الاشتراكية والعلمانية، وأكثر من هذا، فحتي الشعر “الحلمنتيشي” كان له ظهور تلك الليلة.

ليلة ثقافية فكرية سياسية بامتياز، بطلها كاتب ورئيس تحرير لأكبر صحيفة تأسست للمعارضة في مصر(عام 84) في زمن لم تكن فيه السياسة قد ماتت وربما شبعت موتا، إنه وجدي زين الدين، رئيس تحرير الوفد وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، والذي نال درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب وفلسفة النقد الفني، ثم وضع منجزه في كتابين.

وبين انجازه لمشروعه الذي تأخر حتي شرع فيه العام  ٢٠١٤، وبين حصوله عليها ٢٠١٩، أصدر ٣ كتب جديدة، أحدها عن مصطفى شردي الكاتب المعارض الألمع والأكثر جاذبية في زمن رئاسته للجريدة (84-89).

وفي تقديمه للدكتور وجدي إلى ضيوف الملتقي قال الشربيني إنه من علامات الوفد منذ تأسس، عمل مع كل رؤساء التحرير (شردي وبدوي والطرابيلي والهواري..إلخ) وتعاون مع جميع رؤساء الحزب المتعاقبين عليه، من سراح الدين الى نعمان وصولا إلى أبو شقة، قائلًا: “ومنذ الثمانينات وأنا أراه في كل وقت أذهب فيه للصحيفة ، فقد كان لا يغادرها الا للنوم”.

وأضاف: “قراءتي لكتابيه دفعتني لإقامة ملتقى حول أفكاره ومنطلقاته، فهو ينتمي لحزب  يقع على يمين السلطة، ويحتفي  بأفكار الحزب الذي يقع على يسار السلطة، ويدرس الاتجاهات الاشتراكية في الابداع والنقد، عند الماركسي محمود أمين العالم، ويعتبره رائد النقد الأدبي الاشتراكي في عصره، ويمد بصره صوب دراسات  لويس عوض وسلامة موسى وألفريد فرج ونعمان عاشور، وفي رسالة الماجستير درس غالي شكري ورجاء النقاش وزكي نجيب محمود.

كيف كان ذلك؟ لماذا قرر وجدي زين الدين دراسة الاتجاهات الاشتراكية في الأدب والفكر والثقافة والنقد؟
كيف أمكنه ذلك وهو كاتب ينتمي إلى حزب يكيل الهجوم  ولثورة عبد الناصر العداء طوال الوقت؟
هل أنصفت الدراسة الثقافية والفكرية عصر عبد الناصر الذي توهجت في زمنه الآداب والفنون والنقد بأنواعه؟
هل بدأ دراساته بقناعات تتسق مع فكره الوفدي اليميني ثم غيرها؟
 و هل دراسته للنقد الأدبي في مابعد ثورة يوليو، جعلته يطل  على ماقبلها؟ وهل رصدت تطورًا في الأدب والنقد بين الفترتين بين مابعد وماقبل؟ وفيم تجلي الفارق؟
وهل يمكن القول أن إبداع الخمسينات والستينات هو إبداع ينتمي ليوليو أم أنه ينتمي لما قبل يوليو؟ هل هذا الابداع مدين ليوليو أم مدين لما قبلها؟

هل يمكن أن يكون رصيد ابداع الخمسينيات والستينات رصيدًا للرئيس ناصر الذي اشرت في الدراسة إلى غيبة الحريات في عصره؟

وجدي :انا اشتراكي وفدي!

وكانت المفاجأة الكبري المدوية إعلان وجدي زين الدين في حشد يضم عالم لغة وأديب مثل الدكتور مصطفى رجب، وكتاب تقدميون في مقدمتهم أمينة النقاش وبهيجة حسين، ود.محمد السيد اسماعيل ومحمد فياض، ومحمد جاد هزاع ومجدي صالح وثريا عبد البديع، وكتاب وفديون مثل د. مصطفي عبد الرازق ومحمود زاهر وفتوح الشاذلي، وشعراء مهمون مثل محمد فوزي حمزة وفاطمة هزاع ومجدي ابو الخير، وغيرهم، انه اشتراكي النزعة، وأن موقفه الفكري هذا لم يتفهمه ووفديون وناصريون، والوحيد الذي يتفهم ذلك هو رئيس الحزب بهاء ابوشقة، الذي يرد على من يغمزون وجدي من قناة أفكاره، وليسوا وحدهم  فأساتذة الجامعة أيضًا تربصوا به فكريًا أثناء مناقشة موضوعه، وحدث لغط شديد حول ما إذا كان توقفه بدراسته عند  العام ٦٧ عني قناعته بأن المشروع الناصري قد انتهي وسقط هذا العام؟

نخبة من رواد الفكر والثقافة بملاقى الشربيني الثقافي
نخبة من رواد الفكر والثقافة بملتقى الشربيني الثقافي

وقال وجدي إن الازدهار في الابداع والنقد في الفترة من ٥٢- ٦٧ يحسب  للرئيس عبد الناصر.

وفي معرض اجابته على أسئلة مؤسس الملتقى الكاتب الصحفي محمود الشربيني قال وجدي زين الدين إن الوفد ويوليو لم يتبادلا العداء، واستشهد على ذلك بأن فؤاد باشا سراج الدين تلقى اتصالًا تليفونيًا عام 59 من الرئيس عبد الناصر يبلغه فيه برغبته في عودة الاحزاب إلى نشاطها السياسي. 

كان الزميل الشربيني قد قدم وجدي إلى ضيوف الملتقي بقوله  إن وجدي زين الدين هو أحد العلامات فى تاريخ صحيفة الوفد، فقد كان لايغادرها تقريبًا إلا إلى النوم، وكان يستطيع القيام بجميع الأعمال ويسد النقص في الأقسام، وهو ما أكسبه خبرة كبيرة على مر السنين، فقد عمل مع رؤساء الحزب المتعاقبين، من سراج الدين باشا وحتي المستشار أبو شقة، ورؤساء التحرير المتتاليين من مصطفي شردي المؤسس وصولًا إليه، وكنت كلما ذهبت إلى الجريدة وجدته هناك، في أي وقت، كانت الصحيفة بيته، ولذلك هو يستطيع ان يعبر بها أزمات التغيير العاصفة التي هبت مع تراجع مساحات الإعلانات، وتغير سياسات توزيع الصحف عن ذي قبل (يشير نبيل عمر فى هذا الإطار الى أن “الصحف المصرية خسرت أكثر من 30 الف بائع جرائد في السنوات الاخيرة ، لانصرافهم إلى اعمال أخري تدر دخلا عليهم وبالتالي لم يعد الجمهور يجد الصحيفة في متناوله “. هذا بالطبع بجانب ما تأثرت به الصحف  تحريرا ومنافسة من وسائل  .التواصل الاجتماعى) 

والحقيقة أن حديثه وضع أمام رواد الملتقى مجددًا هذه الفترة المزهرة  ابداعيًا، وذكر أنه وإن كانت سنوات التكوين عند المبدعين المشمولين بالدراسة سبقت قيام الثورة، إلا أن  إبداعهم ينتمي إلى ثورة يوليو وعهد عبد الناصر.

وردًا على سؤال الزميل الشربيني عن تفسير الدكتور وجدي لذلك وهو الذي أشار إلى غيبة الحريات في تلك الفترة وهل من رحم المعاناة ولد الإبداع قال زين الدين إن هذا صحيح.

وفي تفسير للكاتب الصحفي نبيل عمر قال إنه سأل الروائي الكبير فتحي غانم عن كيفية ازدهار الابداع والصحافة رغم هذا المناخ، وكانت إجابته: “كنا صنايعية وحرفجية وموهوبين”، في إشارة إلى غياب  هذه السمات في الفترة الحالية‬

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

الخارجية الإسرائيلية تُدلي | مقتل مواطنها رجل الأعمال بالأسكندرية

تايم نيوز أوروبا بالعربي | وكالات قتل رجل أعمال إسرائيليا في محافظة الإسكندرية بجمهورية مصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *